منذ طرد قواتها من النيجر، تعمل الولايات المتحدة بنشاط على إعادة نشر أجهزتها العسكرية في غرب إفريقيا، وفق ما أوردت صحيفة لوبوان الفرنسية، مشيرة إلى أن واشنطن دخلت في «مفاوضات سرية» مع كوت ديفوار وبنين لمواجهة «التهديد الإرهابي في منطقة الساحل». ومن المقرر أن ينسحب نحو ألف جندي أميركي من النيجر بحلول 15 سبتمبر المقبل، وفق ما أعلن القائد العسكري الأميركي في إفريقيا الجنرال كينيث إيكمان، في 24 يوليو الماضي، في انتكاسة كبيرة للاستراتيجية الأمنية الأميركية بالمنطقة، حيث خسر الأميركيون، أكثر من الرجال، البنية التحتية الأساسية بهذا القرار السياسي. وشيدت واشنطن القاعدة الجوية 201، في 2019 على مشارف مدينة أغاديز، وبعيداً عن عاصمة النيجر نيامي بتمويل إجمالي ناهز 110 ملايين دولار، واستفادت من هذا الموقع الاستثنائي، إذ سمحت ثكناتها ومهبطها الذي يبلغ طوله حوالي كيلومترين بدوران متعدد للطائرات بدون طيار، وإعادة إمدادها عبر طائرات الشحن، وصمم هذا الموقع لوجود طويل الأمد، حيث يضمن مراقبة أميركية على كامل النيجر وليبيا من الشمال، إضافة إلى جزء كبير من بقية منطقة الساحل إلى الغرب، وهي منطقة تنشط فيها جماعات مسلحة على مساحة تقدر بسبعة أضعاف مساحة فرنسا. وتتمتع كوت ديفوار بالفعل بعلاقة مميزة مع واشنطن، حيث شكر رئيسها الحسن واتارا، في يناير الماضي، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على «مساهمته في الحرب ضد الإرهاب»، فيما أشار الجنرال إيكمان في كلمة بأبيدجان إلى المخاطر «المتنامية» بالنسبة للبلدان الواقعة عند بوابة منطقة الساحل مثل كوت ديفوار.