هجوم لاذع شنه عدد من الفنانين السوريين، على الواقع الحالي للدراما السورية بما فيه شركات الإنتاج والمُخرجين وبعض الممثلين، إلى أن وصل الأمر وصف بعضهم “الشللية” بأنها المُتحكم الأول في اختيار الفنانين للأعمال، كما عبرت الفنانة أمل عرفة.
وقالت أمل، في تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، إن “الشللية” تحكم الدراما السورية، حيث كتبت: “قل لي اسم المخرج أقول لك أسماء الممثلين، قل لي اسم الشركة أقول لك اسم المخرج، قل لي من تعاشر أقول لك من أنت، صباح اللي ما عندو شلة”.
وأثارت التدوينة، حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً واسعاً من الجمهور والفنانين، حيث علقت الفنانة كارمن لبس، ضاحكةً “يا صباح النور”، مُتفقة مع ما أثارته الفنانة أمل عرفة.
بدوره، اتفق الفنان السوري قاسم ملحو، مع طرح أمل عرفة، قائلاً: “والله مظبوط، هذا الوسط بس حدا يحكي الحقيقة بتتعالى الأصوات عليه”.
تتريك الدراما
وسبق أن انتقد ملحو، في منشور عبر صفحته على “فيس بوك”، ما أطلق عليه “تتريك الدراما السورية”، فيما دافع مُتابعو، أمل عرفة.
ولفتت عرفة، إلى أن حديثها ليس من واقع تضررها من “الشللية”، لكن الدافع هو غيرتها وواجبها المهني ومواجهتها للأخطار التي تُحيط بالدراما السورية وتُهدد مستقبلها.
ظُلم وحرمان
من جانبها، كشفت الفنانة السورية شكران مرتجى، عن تعرضها لـ “ظُلم كبير”، داخل الوسط الفني، لافتةً إلى أن الفن لم ينصف أنوثتها ويقدم لها الأدوار التي تبرز جمالها، ولم ينصف كذلك موهبتها ويقدم لها أدوار البطولة المطلقة، على حد وصفها.
وقالت شكران، في لقاء صحفي، إن الواقع الفني حرمها من الزواج والإنجاب والأصدقاء، وأنها لم تخرج بأصدقاء حقيقيين من الوسط الفني، بل تعرضت للغدر والخيانة من قبلهم.
ولفتت إلى أنه تم استبعادها من عدة أدوار بذريعة أنها فنانة تبالغ في ردات فعلها، وقالت إن مخرج مسلسل “خان الحرير” عرض عليها دورها بسبب ملامحها “القبيحة”، حسبما وصفت.
مُنتجون دخلاء
بينما انتقد الفنان السوري سامر المصري، في لقاء مع قناة العربية قبل ثلاثة أشهر، واقع الدراما السورية خصوصا والعربية بشكل عام، لافتاً إلى أنها لا تحتاج إلى روايات جيدة فقط، بل تحتاج إلى إعادة النظر في الواقع الذي نعيشه بطريقة شفافة حتى يتم صُنع أعمال تليق بالجيل الجديد وتستطيع أن تكسبه كمشاهد.
وحول المشكلة الأساسية، قال سامر، إن المرض الأساسي في الدراما حالياً، أنها “تجارية فقط”، حيث أن المُنتجين لا يهمهم المحتوى أو ذوق المشاهد، وهو ما جعل المسلسلات أشبه بـ “الفيديو كليب”، مجرد برموشن أو أغنيه ولن تجد في داخلها ما هو يُفيد ويهم أو يشبه الواقع.
وسبق وأن انتقد سامر، الواقع السوري في تصريحات سابقة، وقال إن المشكلة تكمن في وجود منتجين وصفهم بالدخلاء على المهنة لا يملكون سوى المال بعيداً عن الفكر الفني، مُشدداً على ضرورة احترام القامات الفنية التي قدمت الكثير للدراما السورية.
وحول هذه الأوضاع، قال الناقد الفني السوري عامر فؤاد عامر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن من أهم مميزات الموسم الرمضاني السوري هذا العام مقارنة بالمواسم السابقة هو ازدياد عدد الأعمال السورية الصرفة وتنوعها وتحسن نوعيتها، إلا أنه وصف الإنتاج الدرامي السوري بـ “الضعيف” الذي يتجه نحو فكرة التسويق والأرباح، وهو الأمر الذي يضره أكثر مما يفيده.
رفض الانتقاد
في هذا السياق، أثار الممثل السوري قصي خولي، حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي؛ بسبب منشور كتبه يُهاجم فيه مُنتقدي أدواره، حيث وصفهم بـ “المُندسين”.
وكتب خولي، عبر حسابه على موقع “انستغرام”، قائلاً: “المتفذلكين على مواقع التواصل، وإلى الذين يدّعون الفهم والتحليل الدرامي، والمتابعة العميقة للإنتاج الدرامي الفني العربي، والأهم للذين يدّعون المحبة.. اسمعوها كلمة مني، أنا قصي، وسأسمح لنفسي أن أقولها عن غيري من زملائي، حين تقومون بدفع فواتير منزلي، وحياتي، ومستلزماتي آخر الشهر، تعالوا وتفلسفوا على طيبة قلبي وطيبة قلب زملائي فيما يتعلق بعملنا ونوعيته، وأين وكيف إلخ”.
وتابع: “كفاكم تعليقات فارغة وتقييمًا مجانيًا ونصائح مفذلكة تتعلق بما يجب أن نقدمه، ونوعيته، وماهيته، وكيفيته، ألخ”.
تسببت هذه الكلمات في موجة من الهجوم على قصي، دفعته للتراجع عن هذا المنشور، وحذفه والاعتذار عنه، وكتابة آخر يقول فيه: “جل من لأ يخطىء، كُل الحُب”.
يُشار إلى أن الدراما السورية قدمت عدداً من الأعمال هذا العام، منها “ولاد بديعة” من إخراج رشا شربتجي، الذي يحاكي الواقع السوري ولكن بين 3 أزمنة، و”اغمض عينيك” للمخرج مؤمن الملا، و”تاج” الذي يحاكي فترة الانتداب الفرنسي في سوريا، و”العربجي 2″، و”كسر عضم 2″، و”مال القبان” وقصته التي تدور في إطار إجتماعي معاصر عن المال والبنون.