الرئيسية / عربي وعالمي / جورجيا «تتأرجح» بين دعم «الإنجيليين» لترامب و«السود» لهاريس

جورجيا «تتأرجح» بين دعم «الإنجيليين» لترامب و«السود» لهاريس

يتنافس مرشحا الرئاسة في الولايات المتحدة، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس، على تحقيق فوز انتخابي في ولاية جورجيا، إحدى أبرز الولايات الحاسمة في الانتخابات المقرة في الخامس من نوفمبر المقبل.

وقد اقترعت هذه الولاية لصالح الجمهوريين في انتخابات 2016، لكن الديموقراطيين ومرشحهم جو بايدن انتزعوا الفوز فيها بعد أربعة أعوام، وتفوقوا على ترامب بنحو 12 ألف صوت فقط، في عملية اقتراع أدى إقبال السود والشبان على الإدلاء بأصواتهم دورا حاسما فيها.

إلا أن هاريس تخشى ألا تتمكن من تكرار هذا التفوق في نوفمبر القادم، خصوصا في ظل قواعد انتخابية جديدة يرى فريقها أنها تهدف إلى وضع العراقيل أمام المتحدرين من أصول افريقية.

وكان الناخبون الشبان في جورجيا يبتعدون شيئا فشيئا عن بايدن، الا أن انسحابه من السباق الرئاسي في يوليو الفائت وتسمية الديموقراطيين لأول مرشحة سوداء، غير الدينامية الانتخابية بالكامل.

وقال الشاب روبرتس إن ترشيح هاريس «مصدر إلهام كبير»، وذلك أثناء حديثه لوكالة «فرانس برس» بعد قداس الأحد في كنيسة في فولتون، أكبر مقاطعات الولاية من حيث عدد السكان، بينهم ما يناهز 45% من السود.

وأثار ترشيح هاريس التي تصغر كلا من بايدن وترامب بنحو عقدين، «تبدلا فعليا» في مزاج الناخبين، وفق ما أكد مارتشيلو سكوت، الطالب في كلية مورهاوس الجامعية المعروفة تاريخيا بأنها مؤسسة تعليمية للسود.

وأوضح لـ «فرانس برس»: «زدنا من نشاطنا فورا وألقينا بكل ثقلنا لدعمها»، مشيرا إلى أنه قام في الآونة الأخيرة بمساعدة الناخبين من الطلاب على تسجيل أسمائهم، ويخطط لتنظيم عمليات نقل إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات.

لكن من المبكر تبيان ما اذا كان ذلك سيؤدي إلى تغيير في الاهتمام المتراجع بالانتخابات لدى الناخبين السود.

ويميل الناخبون السود تاريخيا بشكل كبير إلى الديموقراطيين. وتحتاج هاريس إلى أن يشاركوا بكثافة في الايام المقبلة، وليس في جورجيا حصرا.

وفي أبريل الماضي حين كان بايدن لا يزال مرشح الديموقراطيين، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست»ومركز «إيبسوس» أن نسبة السود الذين أكدوا بشكل قاطع أنهم سيدلون بأصواتهم، تراجعت من 74% قبل انتخابات 2020، إلى 62%.

في المعسكر المقابل، سعى ترامب لتعزيز موقعه لدى الناخبين السود خصوصا الرجال، بالتركيز على الاقتصاد والهجرة مثل إشارته إلى أن المهاجرين يستولون على «وظائف السود».

وأكدت المرشحة السابقة لحاكمية الولاية الجمهورية كاثرين ديفيس أن ترامب «يحظى بتأييد هائل»، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس السابق «أفادت المجتمع الأسود» من دون منة.

ويتوقع أن تكون نسب المشاركة محورية في نتائج الولايات الحاسمة، أكان في جورجيا أو غيرها.

وفي مقاطعة رابون بولاية جورجيا الجنوبية حيث ترفرف الأعلام الأميركية هناك أولوية أساسية للسكان الذي يعرفون أن دونالد ترامب ليس متدينا مثاليا، لكنهم مستعدون لمسامحته رغم ذلك.

ويعتبر ما يقارب نصف سكان مقاطعة رابون بجورجيا أنفسهم مسيحيين إنجيليين، بينما يصف أكثر من 70% أنفسهم بالمتدينين.

وعلى ما يبدو سارع السكان إلى مسامحة الرئيس الجمهوري السابق لأنه عين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا صوتوا عام 2022 لإلغاء قضية رو ضد وايد، ما أدى إلى إلغاء الحق الدستوري للمرأة بالإجهاض.

ويعيش الشاب قوي البنية ذو العينين الزرقاوين يانس تومسون (40 عاما) وزوجته على احدى التلال الخضراء التي تسطع فوقها الشمس في جبال الآبالاش، ويتحدثان بصوت واحد عن الإيمان والسياسة.

ويقول تومسون «أعتقد أن الإجهاض خطأ. أود أن أقول إنه (ترامب) قام بعمل رائع في هذا الشأن».

ويضيف «في الكنيسة حصلت على هذا الشعور الحقيقي بالمجتمع» في رابون، مشيرا إلى أن «هناك بقيت في تلك الكنائس، وكانت مخلصة، لمئات السنين».

ويؤكد الزوجان أنهما سيصوتان للجمهوريين في نوفمبر.

ولعب ترامب، الذي استهدف في محاولة اغتيال في يوليو الماضي على الوتر الديني حين قال «إن الله أنقذ حياته».

ومن المؤكد أن خط الخطاب الانتخابي هذا سيلقى استحسانا كبيرا لدى الناخبين الأكثر تدينا، بما في ذلك أولئك في مقاطعة رابون في قلب ما يوصف بـ«حزام الكتاب المقدس في أميركا» والذي يمتد من الولايات الجنوبية الشرقية مثل جورجيا وصولا إلى تكساس.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*