أكد وزير الصحة د.أحمد العوضي على أن الوزارة تعمل على قدم وساق لافتتاح مركز الكويت لمكافحة السرطان الجديد بسعة 618 سريرا علما بأن المركز الحالي يحتوي على 214 سريرا فقط ويعتبر هذا الصرح الطبي الكبير إضافة كبيرة للمنظومة الصحية في الكويت بما يحتويه من أجهزة حديثة سواء في العلاج الإشعاعي أو غيره.
جاء هذا في تصريح له على هامش افتتاحه مؤتمر جراحات السرطان، والذي نظمته وحدة جراحة الثدي في مستشفى جابر الأحمد.
وبين الوزير العوضي ان سرطان الثدي يمثل تحديا للعالم إذ يعد السرطان الأكثر انتشارا ويصيب سيدة من بين كل ثماني نساء على مستوى العالم.
وأشار إلى أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لعلاج مرضى السرطان ومرضى سرطان الثدي بصفة خاصة والأمراض المزمنة الأخرى كأمراض السكر والضغط والقلب وغيرهم، مبينا أن المؤتمر يسلط الضوء على مرض سرطان الثدي وتكمن أهميته في أنه يجمع بين الخبراء من مختلف التخصصات مما يمثل فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والمعارف فيما بينهم لتطوير استراتيجيات جديدة تسهم في مكافحة هذا المرض وتساهم في تحسين حياة مرضى سرطان الثدي وتقليل معاناتهم.
ولفت الوزير العوضي إلى أنه يوفر فرصة مثالية لبناء شراكات قوية من شأنها تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني ويعكس مدى اهتمام الوزارة بتطوير القطاع الصحي ومواكبة أحدث التطورات في مجال علاج الأورام وأهمية الاستثمار في البحث العلمي لتطوير علاجات جديدة وفعالة.
وأوضح ان سرطان الثدي من أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعا في العالم عام 2020 حيث بلغت نسبة المصابين به 2.26 مليون حالة وحسب الدراسات المعلنة تصاب واحدة من كل ثماني نساء بسرطان الثدي، لافتا إلى أن ذلك يستدعي زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر والفحوصات الطبية الدورية وارتفاع الثقافة والوعي الصحي بعوامل الاختطار التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي في المجتمع الكويتي مشيرا إلى انه كلما تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة زادت فرصة الشفاء بشكل كبير ويصبح من الممكن توفر مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية المتاحة وكذلك تجنب عمليات جراحية واسعة النطاق والعلاجات الشاقة، معربا عن الفخر بحصول مستشفى جابر على الاعتراف الدولي من قبل المنظمة العالمية Surgical Review Corporation كمركز متميز في جراحة الثدي والذي يعتبر سابع مستشفى حول العالم في هذا المجال.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز الصحي هو ثمرة عمل دؤوب ومتفان من جميع العاملين في وحدة جراحة الثدي في مستشفى جابر ويشهد على جودة الخدمات المقدمة والمواكبة لأحدث المعايير العالمية علما بأنه قد بلغ عدد حالات المراجعة في عيادات هذه الوحدة 1401 حالة جديدة منهم 200 حالة مصابة بسرطان الثدي بينما بلغ عدد العمليات التي أجريت 110 حالات منها 55 حالة استئصال وترميم.
وبين إن وزارة أطلقت البرنامج الوطني للكشف المبكر عن أمراض الثدي في عام 2014 بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء فوق سن الأربعين ويشمل البرنامج خمسة مراكز موزعة في محافظات الكويت ويقدم فحوصات متقدمة مثل السونار والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص الحالات.
ولفت إلى أنه فحص أكثر من 40 ألف سيدة وتحويل 380 حالة مشتبه بها إلى المراكز المختصة للعلاج كما تم تحديث نظام المواعيد باستخدام تطبيق «سهل» لتسهيل الحجز مع تكثيف جهود التوعية في مختلف مؤسسات الدولة والمستشفيات والمراكز الصحية.
بدورها، قالت اختصاصي اول جراحة تجميل وترميم وجراحة الأورام السرطانية د. هبة إبراهيم ان رعاية وزير الصحة للمؤتمر تعكس حرصه على تعزيز مستوى الرعاية الصحية في الكويت، مثمنة حضور السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفر جوفين والذي يصب في إطار التأكيد على عمق العلاقات المتميزة بين البلدين في ميادين التعليم والتطوير الصحي.
وقالت إن ورشة العمل التي تقام على مدار ثلاثة أيام تجمع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال علاج سرطان الثدي من داخل الكويت وخارجها لتسليط الضوء على أحدث طرق جراحات الثدي على مستوى العالم.
ونوهت إلى الاهتمام العميق التي توليه جمهورية فرنسا للمجالات الصحة عامة ومجال أمراض السرطان خاصة لافتة إلى أن السرطان لا يزال يمثل تحديا وانه من الضروري أن نكرس طاقاتنا في مجالات الوقاية والشفاء بالإضافة إلى متابعة المريض ما بعد السرطان.
وقالت إن ورشة العمل تجمع كثير من التخصصات كالجراحة وجراحة الأورام والأنسجة والأشعة والعلاج الإشعاعي بحضور خبراء من مستشفيات عالمية مثل غوستاف روسي في فرنسا لتبادل الخبرات وتطوير سبل العلاج لمرض سرطان الثدي.
وأوضحت انه على هامش ورشة العمل المتقدمة يقام عدد من ورش العمل المصاحبة التي تشمل ورشة لأخذ خزعة عن طريق الـ Amri وكذلك ورشة لدراسة الأنسجة وأخرى لإجراء الجراحات على الهواء مباشرة.
ولفتت إلى ان الورشة تسلط الضوء على انواع الاستئصال والترميم للثدي وخاصة الترميم الفوري واستئصال الأورام بطريقة تجميلية كما يسلط الضوء على العلاجات الإشعاعية والكيماوية الحديثة.
وبينت ان الكويت حققت إنجازات كثيرة فيما يخص علاج أورام سرطان الثدي مشيرة إلى إنشاء وحدة متخصصة لسرطان الثدي في مستشفى جابر منذ سنتين تضم كل التخصصات ذات الصلة للخروج بالرأي الأفضل لمصلحة المريض.
بدوره، قال رئيس وحدة علاج الأورام في مركز الكويت لمكافحة السرطان د.صلاح فياز في تصريح للصحفيين إن المؤتمر يضم مجموعة من الخبرات المختلفة في مختلف التخصصات ذات الصلة بمرض سرطان الثدي مشيرا إلى أن علاج مرض سرطان الثدي حاليا علاج جماعي يشارك به مختلف التخصصات.
وشدد على أهمية شهر التوعية بسرطان الثدي مشيرا إلى اهمية تعزيز التوعية سيما في ظل وجود حالات تتوجه للعلاج في مراحل متأخرة من المرض.
وأشار إلى ان الوزارة توفر أحدث العلاجات لمرضى سرطان الثدي بمختلف أنواعها منوها أن ذلك ساهم في ارتفاع معدلات الشفاء إلا أن الأمر بحاجة لجهود أكبر في مجال التوعية للاكتشاف المبكر للمرض لأهميته في زيادة معدل الشفاء.
وقال د.فياز إن نسبة الاصابة بمرض سرطان الثدي في الكويت متوافقة مع النسب العالمية غير أنه في منطقة الشرق الأوسط فالإصابة بالمرض تكون في سن أصغر من بقية دول العالم بنحو 10 سنوات وربما يرجع ذلك إلى عوامل وراثية أو بيئية ما يستوجب تعزيز التوعية.