الرئيسية / محليات / رفقا بالقلوب ،،، بقلم الكاتبة: فاطمة المذكوري

رفقا بالقلوب ،،، بقلم الكاتبة: فاطمة المذكوري

الحب شعور سامي و جميل جدا ..يدخل حياة المرء كما الزلزال يحدث فيها عدة تغيرات .يبدل تضاريسها يغير كيانها بالكامل..
الحب يلغي أشياء و يخلق أشياء أخرى ..و ما بين إلغاء و خلق تولد أحداث و مواقف منها المفرح و منها المحزن ..أفراحه لها لذة مختلفة و أحزانه مغايرة لكل الأحزان ..منها أحزان تأتي كسحابة صيف تنقشع لتشعرك بوجودك ، فالحب بكل فصوله يجعلك أكثر قربا من ذاتك و منها أحزان تسبب ألما كبيرا وألم الحب عميق لا يشفى و إن شفي ترك أثرا يدمي بمجرد لمسه ..حتى و إن تم لمسه بعد سنوات طويلة من حدوثه دمه ينزل جاريا و كرياته تعدو و كأنها كانت على أهبة الاستعداد لتقول نحن من جرح تعجز كل السنون على دفنه و اندثاره..

نجد أناسا يعرفون حق المعرفة عمق كل هذا و أبعاده و بدلا من أن يشعرونه و يلامس أفئدتهم و يعيشون الحب بقوانينه و بروح صادقة نقية طاهرة ..نجدهم يستعملونه كوسيلة للوصول لمصالحهم ، لتحقيق نجاحات على حساب قلوب يتركونها تدمي، لإرضاء رغباتهم ، لإرضاء غرورهم و أحيانا لمجرد التباهي و إضافة رقم جديد بلائحة ضحاياهم ..
لا يلام هؤلاء الضحايا على ثقتهم و تسليمهم أفئدتهم بين أيادي قاسية لا ترحم ..لا عتاب عليهم..و ليست سذاجة و لا غباء منهم و إنما هي ثقة و حاجة ماسة لحب كبير انتظروه لكي يأتي و ينتشلهم من الفراغ العاطفي إلى عالم المحبين ..إلى دائرة الاهتمام و الاحتواء ..هي لهفة لترك روحهم تعانق روحا ظنا منهم أنها توأمها ..شوق كبير اختزنوه لشخص نسجوا صفاته من براءة مخيلتهم..قشة تمسكوا بها لاعتقادهم أنها منجية من الغرق في بحر الوحدة و الخوف من الغد..
أيدي تبدو حنونة و ناعمة يجعلونها تحضن أيديهم بحثا عن دفء الحياة و عن أمل أخذهم إلى شاطئ الأمان ..لكنها تتجه بهم إلى ظلمات ..إلى عالم من الدموع و الحسرة و خيبة الأمل ..فتتحول الرقة إلى قسوة و العيون التي كانت تدمع للتعبير عن الوله و الشوق لا تنظر اليوم لمن ملكوهم قلوبهم الا بنظرات ازدراء حادة ساخطة تجلد الروح و تعطل الفكر الذي يرفض استيعابها ..قناع أزاحوه كانوا يلبسونه بكل حرفية تنم عن خبرة طويلة و ابداع لا متناهي في لعب الأدوار بإتقان كل دور بوقته المناسب الذي يحددونه بكل دقة ، شر يبدأ يتناثر من ملامحهم و كلماتهم اللادغة .. قول غليظ كالسوط يجرح الفؤاد و يدميه ..لا تتحمل تلك القلوب كل هذا التغيير المفاجئ ..و لا سبيل لهم إلا الدعاء ..أما هؤلاء القساة بلا رحمة حتما جزاءهم من جنس عملهم لتعذب قلوبهم كما عذبوا قلوب غيرهم ..

ليعمل كل منا ما يشاء خيرا كان ام شرا هو في حقيقة الأمر دين سيرد كما هو او مضاعف فالديان لا يموت..

بقلم الكاتبة فاطمة المذكوري

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*