الرئيسية / Technology / هل يمكن للسيارات الكهربائية أن تكون النمط الطبيعي للتنقل “فعلاً” بحلول 2040؟

هل يمكن للسيارات الكهربائية أن تكون النمط الطبيعي للتنقل “فعلاً” بحلول 2040؟

قبل عشر سنوات كان من الصعب تصور أن تكون هناك سيارة تعمل ببطارية وتكون وسيلة نقل اعتمادية يمكن الرهان عليها فى الحياة اليومية، وكان الاعتقاد السائد وقتها أنها مجرد ابتكار لا جدوى له وفرقعة إعلامية لن تجد طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع.

 

 

لكن الاحتباس الحراري والرغبة القوية فى السيطرة على التلوث والانبعاثات من ناحية، ومن ناحية أخرى التطور الحاصل للابتكارات فى صناعة السيارات الكهربائية والصناعات المغذية لها للحد الذي مكن هذه الصناعة من تخفيض أسعار منتجاتها وزيادة اعتماديتها، شكلّا سوياً دفعة مزدوجة لهذه السيارات أن تكون موجودة على أرض الواقع وتنافس وتنمو بل وتغزو الأسواق خلال عقد أو عقدين.

 

ومن أهم التوقعات المستقبلية التي صدرت مؤخراً عن قطاع السيارات الكهربائية ما نشرته “بلومبرغ” والتي ترى أنه بالتزامن مع الهدف العالمي لتصفير الانبعاثات الكربونية بحلول 2050، فإنه وقبلها بعشر سنوات أى بحلول 2040 تكون السيارات الكهربائية قد سيطرت على نحو ثُلثي مبيعات السيارات.

 

المبيعات المتوقعة للسيارات الكهربائية 2020 – 2040

الإطار الزمني

المبيعات (مليون سيارة سنويا)

2020

3

2020-2025

أقل من 20

2025-2030

أقل من 30

2030-2035

أقل من 50

2035-2040

أعلى من 60

 

كيف تعمل السيارة الكهربائية؟

 

تعمل عبر محرك كهربائي والذي تم إحلاله محل المحرك التقليدي الذي كان يعمل بالوقود أو ما يسمى بمحرك الاحتراق الداخلي، المحرك الكهربائي يستمد قوته من المُنظم، والذي بدوره يستمد الطاقة من البطارية والتي بدورها يتم شحنها كلما فرغت عبر نقاط الشحن أو من المنزل بتكنولوجيا أعُدت خصيصاً لذلك.

 

القوى الكبرى فى السوق

 

الصين فى مقدمة سوق السيارات الكهربائية مدفوعة بتعدادها السكاني الضخم والاستثمارات الخاصة والدعم الحكومي الكبير والمستمر منذ سنوات، ثم أوروبا ثانياً، أما الولايات المتحدة فتأتي ثالثاً مدفوعة بالمخصصات الكبيرة من القطاع الخاص الأمريكي فى اتجاه البحث والتطوير على هذا النوع من السيارات بما يدفع بخفض أسعارها لتكون قريبة من كونها منتجا استهلاكيا في المتناول.

 

أكبر ثماني دول تسيطر على مبيعات السيارات الكهربائية بحلول 2040:

 

1 – الصين.
2 – أوروبا.
3 – الولايات المتحدة.
4 – الهند.
5 – اليابان.
6 – كندا.
7 – كوريا الجنوبية.
8 – أستراليا.

 

فئات السيارات فى 2040

 

سيطرة قطاع السيارات الكهربائية لا تنحصر على فئات الركوب، بل تمتد لتشمل الحافلات والسيارات التجارية الصغيرة والمتوسطة والثقيلة؟

 

 

متوسط السعر

 

بفضل الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها فى أقسام الأبحاث والتطوير على السيارات الكهربائية حول العالم، انخفضت تكلفة السيارة وأصبحت قابلة لأن تكون منتجا عمليا ينافس فى الأسواق، لكن ما سيحدث خلال السنوات المقبلة سيعزز من تنافسية هذا المنتج.

 

 

 تكلفة الشحن

 

من العوامل المؤثرة فى حركة بيع وشراء السيارة الكهربائية والتوقعات المستقبلية للسوق هو أن تكون تكاليف الشحنة الواحدة للسيارة يمكن دفعها دون أن تكون عبئًا على كاهل مالكي السيارة مقارنة بسيارات الديزل.

 

تكلفة الكيلوواط كهرباء لشحن السيارة

2010

2020

1200 دولار

أقل من 40 سنتاً

القدرة الإنتاجية للبطاريات

 

البطاريات هي عصب سوق السيارات الكهربائية، يتنافس المصنعون وكافة اللاعبين في هذا السوق على تقديم بطارية اعتمادية تستطيع أن تسير لمسافات طويلة بشحنة واحدة، وهو تحدٍ رئيسي نجحت فيه هذه الشركات، ويوجد حالياً مشروعات لإنتاج بطاريات كهربائية بما مقداره 1160 جيجا واط/ساعة فى أربع مناطق من العالم هى: الصين، أوروبا، الأمريكتان ودول آسيا والمحيط الهادئ، إضافة إلى وجود عقود إنشاء مصانع تحت التأسيس بمقدار 822 جيجاواط/ساعة فى نفس المناطق الأربع.

 

القدرات الإنتاجية لبطاريات الليثيوم-أيون سنوياً 2020

المنطقة/الدولة

مصانع قائمة

(جيجاواط/ساعة)

مصانع قيد الإنشاء

(جيجاواط/ساعة)

الصين

623

698

أوروبا

400

91

الأمريكتان

62

30

آسيا المحيط الهادئ

75

3

الحديث عن البطاريات يقود إلى مسألة المسافة التى تستطيع قطعها البطارية بشحنة واحدة، فقد ارتفعت من 166 كم فى 2012 إلى 359 كم فى 2020 وهذا يعني معدل نمو بمقدار 116% في ثمانية أعوام فقط، تخيل ما سيكون الوضع عليه خلال عشرين أو ثلاثين عاما للمسافة التي ستقطعها الشحنة الواحدة؟

 

 

لا نمو دون نقاط شحن أوسع نطاقاً

 

مهما نمت قدرات البطارية على السير بشحنة واحدة، تظل هناك الحاجة الجوهرية والتي لا غنى عنها لإعادة الشحن، وأرقام إنشاء منصات ونقاط الشحن الكهربائية حول العالم بلغت 1.4 مليون نقطة فى 2020 مقابل 590 ألف نقطة في 2018 بمعدل نمو بلغ 137%، يتركز أكثر من نصفها فى الصين ثم أوروبا ثم الولايات المتحدة ثم تتوزع النسبة القليلة المتبقية على دول العالم المختلفة.

 

 

سيارات كهربائية أكثر تعني تلوثاً أقل

 

أن تصل حصة السيارات الكهربائية إلى 2/3 من مبيعات السيارات بكافة أنواعها يعني سحب ملايين سيارات محرك الاحتراق الداخلي، واستبدالها سيارات كهربائية بها، بما يشير إلى خفض كبير في انبعاثات الوقود، ومن ثم ستصل انبعاثات العالم من النقل على الطرق إلى أقل من 4 جيجا/طن من ثنائي أكسيد الكربون مقابل حوالي 7 جيجا/طن تنبعث حالياً من السيارات على الطرق.

 

وتتوافق سيناريوهات “بلومبرغ” المستقبلية للسيارات الكهربائية مع توقعات القيادة السعودية والتي تتمحور حول بداية انخفاض الطلب على النفط بين عام 2030 كحد أدنى و2040، بالتزامن مع استثمارات المملكة فى شركات السيارات الكهربائية مثل “لوسيد موتورز” وشراء حصة حاكمة بين 2018 و2020 ثم طرحها ببورصة “ناسداك” الأمريكية بقيمة سوقية 37.5 مليار دولار حتى التاسع من أغسطس.

 

يقول ولى العهد الأمير “محمد بن سلمان” فى حديث لـ”قناة السعودية” أبريل الماضي:

 

“هناك تصور خاطئ عند كثير من المحللين أن السعودية تريد التخلص من النفط، هذا الأمر غير صحيح تماماً، نحن نريد أن نستفيد من كل شيء في السعودية، سواء في القطاع النفطي أو قطاعات مختلفة، فلو أتكلم مثلاً عن القطاع النفطي، لو تنظر لأغلب المحللين العالميين توقعاتهم بالإجماع أن الطلب على النفط سينمو حتى 2030، الأغلبية يتوقعون أن الطلب على النفط سينمو حتى 2040 والأقلية يتوقعون أنه في2030 سيبدأ ينخفض الطلب على النفط تدريجيا حتى 2070”.

 

كذلك توقع صندوق النقد الدولي وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته بحلول عام 2040 كحد أقصى بسبب توافر العديد من المصادر المتجددة، وذلك في تقريره عن مستقبل أسواق النفط.

 

كما أكد أن التحليلات الأخيرة لأسواق النفط قد أظهرت احتمالية تباطؤ الطلب العالمي على النفط خلال العقدين المقبلين مع الاتجاه للاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وأوضح الصندوق أن التحول للطاقة النظيفة مع تباطؤ النمو السكاني سيسهم في وصول الطلب العالمي إلى ذروته عند حوالي 115 مليون برميل يوميًا.

 

الدعم الحكومي يعزز الصناعة الناشئة

 

أنفقت الحكومات في جميع أنحاء العالم 14 مليار دولار على المبادرات المحفزة لشراء السيارات الكهربائية وكذلك التخفيضات الضريبية للشركات المصنعة لها في عام 2020، بزيادة 25٪ على أساس سنوي.

 

 

وكانت كل الزيادة في الإنفاق الحكومي قادمة من دول أوروبا، حيث كانت استجابة العديد من الدول الأوروبية للجائحة بأن أطلقت خططاً تحفيزية ورفعت الإنفاق الحكومي مما عزز من مبيعات السيارات الكهربائية، أما في الصين، فانخفض الإنفاق الحكومي مع تشديد شروط تأهل الشركات للدخول والتمتع ببرامج الحوافز والتخفيضات.

 

ومن التطورات المهمة، وضع حدود قصوى لأسعار السيارات الكهربائية في أوروبا والصين، أي عدم تقديم أي دعم حكومي أو تخفيض ضريبي وجمركي للشركات المصنعة التي تبيع سياراتها بمبلغ يتجاوز حاجزا معينا، قد يكون هذا مسؤولا عن انخفاض متوسط سعر السيارة الكهربائية في أوروبا والصين.

 

خطط الشركات المستقبلية

 

على مستوى خطط شركات السيارات الكبرى وحصة السيارات الكهربائية من مبيعاتها الكلية، 18 من الشركات العشرين الكبرى التي تسيطر على 90% من مبيعات السيارات حول العالم أعلنت التزامها برفع حصة السيارات الكهربائية في مبيعاتها بين 2025 و2030، وتتصدر فولفو المملوكة لـ”جيلي” الصينية هذه القائمة بأن تكون كامل مبيعاتها (100%) من السيارات الكهربائية 2030، بينما أقل الشركات التزاما جاءت “مازدا” اليابانية بـ5%.

 

التزامات أكبر شركات السيارات تجاه رفع حصة السيارات الكهربائية من إجمالي المبيعات بحلول فترة 2025- 2030

فولفو

%100

فورد

%100

فولكس فاجن

%70

ستيلانتيس

%70

فاو

%60

دونج فينج

%50

بايك

%50

دايملر

%50

هوندا

%40

سايك

%30

تويوتا

%20

بي إم دبليو

%15 – %25

مازدا

%5

*ستيلانتيس: هى الكيان الناتج عن اندماج مجموعة فيات كرايسلر وبي.إس.إيه.

القطاع الخاص يساهم في خفض الانبعاثات

قرارات أكبر شركات النقل والتوصيل واللوجستيات حول العالم لخفض الانبعاثات

الشركة

النطاق الجغرافي

تاريخ القرار

المستهدف

أمازون

العالم

2020

مشتريات بـ 100 ألف سيارة كهربائية للنقل الخفيف بهدف الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2040.

وول مارت

أمريكا

2020

استبدال أسطولها بالكامل بسيارات كهربائية بحلول 2040.

دي إتش إل

العالم

2019

مشتريات سيارات كهربائية في التوصيل للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050.

يو بي إس

أمريكا الشمالية

2019

مشتريات بـ 10 آلاف سيارة كهربائية نقل خفيف مع احتمالية لطلب مماثل قريباً.

فيد إكس

العالم

2018

الوصول بأسطولها إلى صفر انبعاثات والحياد الكربوني بحلول 2040.

– بيبسي

– بوش

– سيسكو

مناطق مختلفة من العالم

2018

حجز مسبق بمقدار 2000 شاحنة من شركة “تسلا”.

جيه دي

الصين

2017

استبدال أسطولها بالكامل بسيارات غير ملوثة بحلول 2022.

هل الحلم قابل للتحقق؟

 

على الرغم من صدمة الجائحة وأثرها السلبي على كافة القطاعات من إغلاق للمصانع وفقدان لفرص العمل وتعطيل لعملية الإنتاج، تعمل الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم على تسريع الانتقال إلى العصر الكهربائي من خلال تحويل الأساطيل إلى السيارات الكهربائية وتركيب محطات شحن كافية.

 

مبادرة “إي في100 أو EV100” التي أطلقتها مجموعة المناخ قامت بالاجتماع مع أكثر من 100 شركة في 80 سوقا، هذه الشركات سوف تلتزم بجعل النقل الكهربائي هو الشكل الطبيعي الجديد لتنقلات الأفراد أو The New Normal بحلول عام 2030، ومع ذلك تواجه الشركات المصنعة للسيارات العديد من الصعوبات.

 

مشكلات تواجه مصنعي السيارات الكهربائية

المشكلة

نسبة الشركات التي توافق على أن هذه المشكلة سبب مهم في عرقلة الانتقال إلى العصر الكهربائي في النقل

نقص البنية التحتية اللازمة للشواحن

%67

التكلفة الرأسمالية لتصنيع السيارة

%58

المدة اللازمة لشحن البطارية بالكامل

%54

عدم تهيئة مناخ الأعمال وبيئة عمل النقل الكهربائي

%28

 

لكن هناك عاملي حفز ويمثلان دفعة إيجابية للشركات، أولهما هو الظروف المناخية الجارية حالياً في جميع أنحاء العالم والتى نالت تغطية إعلامية واهتماما غير مسبوق وهو ما يعني ارتفاعا كبيرا في الوعي الإنساني بخطورة تلويث البيئة، ومن ناحية أخرى الحكومات لديها استعداد واضح لدعم الشركات عبر تخفيض الضرائب والجمارك وكافة أسعار ومستلزمات الإنتاج من أراضٍ ومرافق وعمالة.

 

المواد الخام لها كلمة أخرى!

 

الـ”نيكل-منجنيز-كوبالت”، هي تركيبة المواد الخام الداخلة في إنتاج البطاريات الكهربائية وهي التركيبة المهيمنة على سوق البطاريات بـ 71% مقارنة بباقي أنواع التركيبات، بينما بطارية الـ “نيكل-كوبالت-ألومنيوم” 25% وبطارية الـ “ليثيوم-حديد-فوسفات” في ذيل القائمة بـ 4% من حصة بيع البطاريات الكهربائية عالمياً، لكن إلى أي مدى تستطيع الاحتياطات العالمية من هذه المواد أن تلبي الطلب الكبير المتوقع حتى 2040؟.

 

الاحتياطات العالمية من أهم المعادن الداخلة في صناعة البطاريات الكهربائية 2019

المعدن

إجمالي الاحتياطي العالمي

أكبر احتياطيات العالم من المعدن بالترتيب

كوبالت

7.1 مليون طن

                        1- الكونغو

                        2- أستراليا

                        3- كوبا

                        4- الفلبين

                        5- روسيا

                        6- كندا

نيكل

94 مليون طن

                        1- إندونيسيا

                        2- أستراليا

                        3- البرازيل

                        4- روسيا

                        5- كوبا

                        6- الفلبين

ليثيوم

21 مليون طن

                        1- بوليفيا

                        2- الأرجنتين

                        3- تشيلي

                        4- أمريكا

                        5- أستراليا

                        6- الصين

منجنيز

1.3 مليون طن

                        1- جنوب أفريقيا

                        2- البرازيل

                        3- أستراليا

                        4- أوكرانيا

                        5- الجابون

                        6- الصين

خام الحديد

180 مليار طن

                        1- أستراليا

                        2- البرازيل

                        3- روسيا

                        4- الصين

                        5- أوكرانيا

                        6- الهند

فوسفات

71 مليار طن

                        1- المغرب

                        2- الصين

                        3- مصر

                        4- الجزائر

                        5- السعودية

                        6- جنوب أفريقيا

 

ورغم الدفعة المزدوجة التى حظيت بها صناعة السيارات الكهربائية مؤخراً بفضل مشاكل المناخ واستعداد الحكومات للدعم والنمو الكبير لمعدلات البيع والاستثمار والقدرة الإنتاجية، وفوق كل ذلك الطلب الكبير على المنتج بالتزامن مع جدية المصنعين فى التحول نحو القطاع الكهربائي على حساب الوقود.

 

لكن كل هذه العوامل الصعودية للقطاع لا يمكنها إلغاء أثر العوامل الهبوطية في ذات الوقت، في ظل الاحتياطات المحدودة من المواد الخام، والصعوبات التشريعية، وكذلك تفاوت استجابة حكومات العالم من حيث نسب تقديم دعم وتخفيض ضريبي للمصنعين والمستهلكين على حد سواء، هذه العوامل والتي وإن كانت تميل ناحية التفاؤل، إلا أنها فى النهاية تفرض التفاؤل الحذر.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*