نظمت جمعية الحكمة الكويتية الخيرية بالتعاون مع اتحاد رعاية الأيتام ورشة عمل تعريفية حول نظام جودة رعاية الأيتام، وذلك بحضور الأمين العام لاتحاد رعاية الأيتام صلاح أحمد الجارالله ورئيس مجلس إدارة الجمعية د.أحمد صباح الملا ورؤساء عدد من الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية وممثلين عنها، وذلك في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وفي البداية رحب د.أحمد صباح الملا بالحضور والمشاركين، معبرّا عن أمله في تحقيق الأهداف المنشودة في تحسين حياة الأيتام من خلال تقديم الرعاية الشاملة لهم وبما يتوافق مع المعايير العالمية ذات الصلة، مؤكداً أهمية نظام جودة رعاية الأيتام كمشروع وطني كويتي وعالمي قائم على منظومة معرفية وتطبيقية كاملة لمفهوم الرعاية الشاملة لليتيم، داعياً الحضور للمشاركة في إبداء آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم حول النهوض بالمشروع نحو الأفضل، لافتاً إلى ضرورة الالتفات إلى أوضاع الأيتام من أطفال المسلمين في بعض مناطق الصراعات والكوارث حفاظاً على هوياتهم وخصوصيتهم كمسلمين كونهم أصبحوا مستهدفين من بعض المؤسسات التي تعمد إلى أخذهم وتربيتهم وفق رؤى ومعتقدات غريبة عن الإسلام، مؤكداً أنه مشروع يخدم جميع مؤسسات العمل الخيري وقطاع رعاية الأيتام، موجهاً الشكر لجميع اللجان والمشاركين في إنجاز هذا المشروع.
كما تحدث الجارالله عن أهمية تحسين معايير الرعاية المقدمة للأطفال الأيتام من خلال اتباع وتطبيق الأنظمة والمعايير الدولية التي تضمن لهم حياة أفضل في مجتمعاتهم وبما يجعل منهم أشخاصاً فاعلين ومؤثرين إيجاباً لا سيما أيتام العالم الإسلامي من خلال منظومة الكفالة الإسلامية الشاملة المبنية على نظام جودة متكامل.
ثم قدم مستشار وخبير الجودة في جمعية الحكمة الكويتية الخيرية ناصر أبو رية نبذة موجزة عن أسس ومعايير نظام جودة رعاية الأيتام والأداء لمكونات المنظومة على المستويات الإدارية والتربوية والتعليمية والفنية ومؤشرات نجاح تطبيقها في خطة متكاملة وبما يتناسب مع الأهداف الموضوعة لكل مشروع، لافتاً إلى أهمية البعد المستقبلي للطفل ودعمه بما يساعده في بناء مهاراته وشخصيته علمياً وعملياً وقيمياً وأخلاقياً.
بعد ذلك عرض مدير قطاع التعليم في جمعية (التميز الإنساني) مدحت سليمان تجربة الجمعية العملية على أرض الواقع مع بدايات الأزمة السورية من خلال مجموعة مدارس الكويت الخيرية في لبنان، مشيرا إلى الجانب التطبيقي انطلاقاً من تحليل المنظومة التعليمية ومكوناتها (الطالب، المعلم، المنهاج، المدرسة، البرامج، الأنشطة، ولي الأمر)، والتعرف على احتياجات ومتطلبات كل مكون ووضع خطة لسد الاحتياجات أو المشكلات بناء على أسس ومعايير منطقية كالتعامل مع أطراف العملية التعليمية وضبط العلاقات فيما بينهم، ووضع دليل للإجراءات في تلك المدارس، وهذا ما تحقق من خلال وجود نظام الجودة حتى حققت مدارس الكويت الخيرية نتائج مميزة.
بعد ذلك تحدث مدير قسم الدراسات في اتحاد رعاية الأيتام رشدي الفاعوري عن أهمية نظام الجودة بسبب الاحتياجات المتنامية والمتنوعة للأيتام، ولتوحيد معايير الرعاية ورفع كفاءتها، وتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المالية والبشرية في العمل الخيري وبما يتماشى مع القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية، وفق معايير وأدوات تقييم وقياس للأهداف والمواصفات الفنية والأدلة التدريبية، مع تميزه بمرونة مناسبة لخدمة اليتيم بشكل أساسي ومباشر، إضافة إلى تعزيز المصداقية والثقة وبناء مبادئ أساسية مستقاة من عدة أنظمة جودة وكذلك من خلال المقابلات والبحوث الميدانية مع الأيتام والقائمين على رعايتهم، داعياً الحضور على المشاركة بإثراء المشروع وتطويره وبمشاركة جميع الأطراف للوصول إلى النسخة النهائية المعتمدة دولياً مع اللجان الاستشارية المتخصصة في العديد من المجالات وبما يحقق أكبر الفوائد للأيتام.
كما قدم خبير الجودة أحمد راشد شرحاً عن نظام الجودة، والمبادئ التأسيسية من مواصفات ومعايير ومحاور التي سيتم اعتمادها فيه بالاستناد إلى أن اليتيم هو المحور الرئيسي له، مستعرضاً الكثير من المحاور والمبادئ والأفكار التي دارت حولها التساؤلات والنقاشات والاستماع لآراء وملاحظات الحضور حول هذه النسخة المصغّرة من النظام، مع اتباع نظام تقييم متميز، سعياً للوصول إلى النسخة الموسعة وتحقيق أفضل رعاية وكفالة لليتيم.