جديد الحقيقة
الرئيسية / محليات / نجمان يتلألآن في سماء الكويت

نجمان يتلألآن في سماء الكويت

يومان .. يومان ليسا كسائر الأيام في التاريخ الكويتي ، يومان مجريات أحداثهما محفور في ثنايا كل كويتيٌ مخلص محب لوطنه الكويت ، يومان ليس بالإمكان تجاهلها أو نسيانهما مهما دارت عجلة الحياة لتمضى بنا الأيام والسنون نحو أقدارنا المكتوبة ، هما فرحةٌ لا توصف ومجدٌ باقِ يذكر على مر السنين ، هما أشبه بثورة بركان الحرية وميلاد شعب من جديد .

في 19 يونيو 1961، أعلن أمير الكويت آنذاك الشيخ / عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه استقلال دولة الكويت ، مُنهيًا بذلك الحماية البريطانية ، وقد كان هذا التاريخ علامة فارقة في تاريخ الكويت ، حيث أُعيدت السيادة الكاملة للدولة ، وبدأت مرحلة جديدة من بناء المؤسسات الدستورية وتنمية البلاد ، وتم الاحتفال رسمياً باستقلال دولة الكويت بتاريخ 25 / فبراير والذي يصادف عيد جلوس المغفور له الشيخ / عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه ، ولهذا تم دمج التاريخين ليكون الاحتفال بذكرى الاستقلال بتاريخ 25/فبراير من كل عام .

25 و 26 فبراير سبحان الله الذي جعلهما تباعاً رغم الفارق الزمنــي الكبير بين المناسبتان والتي تحمل كلٌ منهما بين طياتها ذكــريات لا تعــدُ ولا تحصـــى منها الجميلة ومنها الأليمة ، ذكـــريات تهــز كيان الكويتيون فــرحةً وبهجــة وكما أسلفت آنفاً فرحة غامرة لكل كويتياً أصيل يضع هذا الوطن نصب عينيه ، بل ولكل مقيمٌ شريف ذاق حلاوة الحياة وهو يعيش مستقراً في هذا البلد الأمين ، هذان التاريخين يرمزان إلى حياة جديدة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهما من أجمل أيام العمر ، يوم الاستقلال ويوم التحرير ، أيام عزٌ وفخر نقشا على جدار الشموخ والرفعةُ ، أيام نُـسجت سويعاتها من تعب الأولين وهمة الحكام السابقين ليرسموا لنا لوحة الحياة الكريمة والتي نقشت ألوانها بريشة المجد والعُـلو ، وها نحن نحصد ما زرعه لنا حكامنا الراحلون وتعاقب على نهجهم من وصلت إليهم دفة القيادة فأرسو قواعد الأمن والأمان والتطور في العمران وشتى مجالات رقي الأوطان .

إن حب الوطن ليس مجرد حروف تُــسطر لتُـشكل لنا في نهاية المطاف كلمات تعبر عن حبه ومكانته في قلوبنا ، حب الوطن ليس أقوال نتغنى بها وشعارات نرفعها بين الحين والآخر لنبين للغير هذا الحب الزائف ، ولا هو برايات نُلوح بها عالياً ليراها البقية ، باختصار حب الوطن أفعالٌ راسخة في وجدان ذاكرة التاريخ ، لا يمحوها غبار السنين ولا تهز مكانتها رياح الأيام مهما كانت قوية وعاصفة ، حب الوطن بطولات خلدها من حمل السلاح ودافع بكل عزيمة وكفاح عن حبيبات وطنه كي لا تضان ، حب الوطن كبير وليس له مقياس محدد . إن الاحتلال العراقي كان أحد أصعب الفترات في تاريخ الكويت ، حيث عانى الصامدون من ظلم وقمع الاحتلال ، ودمّرت العديد من المنشآت الحيوية في البلاد ، لكن شعب الكويت آمن بقيادته ومد يد العون لقائد المسيرة آنذاك المغفور له الشيخ / جابر الأحمد الصباح ( طيب الله ثراه ) ، الذي عاهد الشعب على وحدة الصف والإصرار على العودة إلى مصاف الحرية والاستقلال وكان له بفضل الله تعالى ما يتمناه ويطمح إليه ، وقد سلم الراية لمن خلفه وهكذا تباعاً كان وصية القادة ، فكلٌ منهم يوصي بالكويت خيراً لمن يخلفه .

وختاماً إن الاحتفال بيومي الاستقلال والتحرير لا يحتاج لمسيرات لا تسمن ولا تغني من جوع ، مسيرات ظاهرها حب الوطن وباطنها تجمعات لهو غير مبرره ، إن الكويت تحتاج لتوحيد الصف وتكاتف الأيدي والالتفاف حول قيادتنا الشرعية لنتمكن من المضي قدماً نحو الاستقرار المجتمعي والوصول لبر الأمان المنشود تحت قيادة سمو أمير دولة الكويت الشيخ / مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ / صباح خالد الحمد الصباح حفظهم الله ورعاهم … ودمتم سالمين .

بقلم الاسير المحرر العقيد ركن متقاعد / ناصر سلطان سالمين

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*