خطير جدا ما أعلنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من تدخل لمقاتلي الحزب في المعارك الدائرة في كل التراب السوري، فهذا يعني أن قوات الحزب تخلت عن مبرر حماية المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية. والذي كان رغم رفضه دوليا. مقبولا من البعض في الداخل اللبناني.
وهذا يعني أن حزب الله يعمل في الاتجاه المعاكس لمصلحة لبنان أولا والشعب اللبناني ثانيا. والشيعة في لبنان الذين أصبحوا يدفعون دم شبابهم ثمنا لاستمرار طاغية كبشار الأسد وثمنا لاستمرار الهيمنة الإيرانية في المنطقة.
الآن الدولة اللبنانية ستواجه لحظة الحقيقة كما يقال فهذا الإعلان من حزب الله سيؤدي حتما إلى نقل المعارك إلى الداخل اللبناني ليس من باب التدخل في الشأن اللبناني ولكن لأن مسرح العمليات امتد إلى حيث تتواجد قوات حزب الله في سوريا وأيضا في لبنان.
من المضحك المبكي أن حزب الله نفسه من أعطى مقاتلي المعارضة السورية المبرر. بعد تصريح حسن نصر الله.
لكنها الرهانات الخاسرة دوما التي حولت حزب الله من رمز للمقاومة والتصدي للعدوان إلى مجرد خادم للسياسات الإيرانية.
المجتمع الدولي الذي كان يتعامل مع تدخل حزب الله في الشأن اللبناني بنوع من التساهل لكي لا تتفجر الأوضاع في لبنان الذي يشهد هشاشة سياسية تكاد تعصف باستقراره النسبي، هذا المجتمع الدولي سيجد حرجا في القبول بما أعلنه حسن نصر الله فالقبول يعني أن قواعد اللعبة السياسية ستتغير في العالم بأسره، وسنجد أن قوى متطرفة في مناطق جغرافية في العالم ستكرر سيناريو تدخل حزب الله في سورية لتطبقه في قضاياها الذاتية.
في ظل هذا التدخل ‘الإيراني’ العلني الذي يشبه اخطبوطا رأسه في طهران وأذرعه تمتد في العراق ولبنان وسوريا واليمن يبرز تساؤل مهم: هل التصعيد الذي تقوم به الأذرع في المنطقة يهدف إلى حماية الرأس أم أن الرأس أصيب بدوار ففقدت الأذرع التوازن؟
نحن كمنطقة ننتقل من مرحلة مليئة بالسواد إلى مرحلة نجهلها فإما تخفيف للتوتر عبر تهدئة إيرانية يتم فيها تغليب مصلحة الشعوب، أو تصعيد للأحداث حتما سيفجر الأوضاع في الداخل الإيراني حين تكتشف الحكومة الإيرانية وبعد فوات الأوان أن العالم المتحضر لم يعد يحتمل سياسات الدفع نحو شفير الهاوية.