تناولت تقارير إعلامية في الأيام الأخيرة دور الشيخ أحمد الفهد الصباح في الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما تناولت قوة تأثيره على القرارات الكبرى داخل الفيفا، فمن هو هذا الشيخ الكويتي الذي سبق أن شغل مناصب عليا في بلده؟
“رجل يائس” هكذا وصفت الأميرة هيا بنت الحسين الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، بعد تصريحات أدلى بها تلمح إلى أن الأمير الأردني علي بن الحسين أخبره أن شيئا ما سيحدث قبل انتخابات رئاسة الفيفا، في إشارة إلى الفضيحة الكروية التي هزت أركان الفيفا هذا الأسبوع.
ويبدو أن الأميرة هيا بنت الحسين ليست الوحيدة التي وجهت نقدا للأمير الكويتي الذي رأى النور في بيروت قبل حوالي 52 عاما، إذ انتقد البعض دعمه الكبير لجوزيف بلاتر الرئيس الحالي للفيفا على حساب مرشح عربي.
وقال الخبير الرياضي المقيم في إيطاليا رفعت النجار في حوار مع DWعربية “عدم دعم الشيخ أحمد الفهد للأمير علي بن الحسين، هو تعبير عن سياسة في منتهى الحيادية”.
وتابع النجار القول :”لا ينبغي دعم مرشح معين فقط لكونه مرشحا عربيا، الأمر يتعلق بتولي مسؤولية مؤسسة عالمية، وهناك الكثير من المهتمين بالمجال لا يعترضون على شخص الأمير علي بن الحسين ولكنهم لا يريدون مرشحا لا يمتلك خطة واضحة”.
فيما ذهب الخبير الرياضي المصري أحمد عباس في حديث مع DW عربية إلى أن الأمر يتعلق أكثر بمصالح شخصية، وقال: “أعتقد أن ما يحرك الشيوخ الخليجيين المنتمين للفيفا بشكل عام هي المصالح الاقتصادية، التي يؤمنها لهم بلاتر، الأمر يتعلق بمشاريع كبرى بالملايين”.
دور الشيخ أحمد الفهد بين مرحب ومشكك
تمتلك آسيا 47 صوتا من بين 209 أصوات تقرر مصير رئاسة الفيفا، وهي الأصوات التي يكون للشيخ أحمد الفهد الكلمة الأساسية فيها، وهو الذي انتخب مؤخرا كعضو في اللجنة التنفيذية للفيفا.
يقول الخبير الرياضي المصري أحمد عباس:”أعتقد أن دور الشيخ أحمد الفهد الصباح هو قيادة آسيا لصالح بلاتر.” كما أكد الشيخ أحمد الفهد في مناسبات عديدة” أن بلاتر يمتلك مساندة الكتلة الآسيوية.”
غير أن المحلل الكروي رفعت النجار يرى أنه “لا يمكن اتهام شيوخ الخليج أعضاء الفيفا، بأنهم يدخلون الفيفا بهدف الحصول على امتياز معين.” بل يرى أن دورهم يقتصر على تحسين مسار الاتحاد الدولي لكرة القدم ورفع مستوى الكرة.
ويرى المراقبون للمشهد الكروي العربي والآسيوي أن الشيخ أحمد الفهد يلعب نفس الدور الذي كان لعبه رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام. هذا الأخير لم يتردد في وصف الشيخ أحمد الفهد على إحدى الفضائيات الإماراتية ب”كبير الحجم وصغير النفس” الأمر الذي يعبر عن صراع بين الرجلين، خاصة بعد أن جمدت عضوية بن همام إثر تورطه في فضيحة شراء أصوات انتخابية عندما ترشح لرئاسة الفيفا كمنافس لبلاتر.
“العرب المسؤولين في الفيفا متورطون في الفساد إلى أبعد حد” كما يقول الخبير الرياضي أحمد عباس ويضيف:” أعتقد كذلك أن فوز الشيخ أحمد الفهد بعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بالتزكية -وليس عن طريق الانتخابات- في الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي يمكن أن تكون له دلالات عديدة.”
عائلة كروية في الكويت
الشيخ أحمد الفهد أكد وفي مناسبات إعلامية كثيرة أنه يرغب في بيئة رياضية أفضل، كما كشف أنه يرغب في مكافحة الفساد و المراهنات غير القانونية، وأي شيء سيساعده في تقليص هذه المشاكل سيرحب به، كما حرص الشيخ أحمد في مناسبات كثيرة على التذكير بأنه ابن الشهيد الذي قتلته القوات العراقية أثناء اجتياح الكويت سنة 1990.
فالشيخ أحمد هو ابن الشيخ فهد الأحمد الصباح الذي كان أيضا رئيسا لاتحاد الكرة الكويتي ويتذكره كثيرون بواحدة من أشهر لحظات كأس العالم 1982، حين دخل أرض المعلب وأوقف مباراة جمعت الكويت وفرنسا احتجاجا على هدف في حالة تسلسل، ورفض أن يكمل فريقه المباراة إذا احتسب الهدف، ما اضطر حكم المباراة للاستجابة لطلبه.
ويستشهد الخبير الرياضي رفعت النجار بالشيخ فهد الأحمد الصباح ليؤكد أن شيوخ الخليج في الفيفا غرضهم هو تسليط الضوء على كرة القدم العربية ويقول:” لقد كان واحدا من قادة المسيرة الكروية النزهاء في دول الخليج ” ويتابع:” له تصريح شهير حين وصف الفيفا خلال كأس العالم في اسبانيا 1982 بمافيا كرة القدم، لو كانت لشيوخ الخليج مصلحة مع الفيفا ما كان للشيخ فهد الأحمد أن يصدر تصريحا مماثلا.”
هل يستطيع الشيخ أحمد الفهد خلافة بلاتر؟
تقارير إعلامية ترى في الشيخ أحمد الفهد خليفة محتملا لجوزيف بلاتر، الأمر الذي يستبعده الخبير الرياضي المصري أحمد عباس:”لا أعتقد أن الشيخ أحمد الفهد له فرص في المستقبل لتولي الاتحاد الدولي لكرة القدم، لأنه ليس له المؤهلات اللازمة لتولي منصب مماثل.”
ويتفق معه جزئيا في الرأي رفعت النجار الذي يرى أنه من الصعب أن يتولى عربي في المستقبل منصبا مماثلا، ويقول:”هناك شخصيات أوروبية وأمريكية وازنة في عالم كرة القدم، تفكر في تولي هذا المنصب وعلى رأسهم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم” ويرى الخبير الرياضي أن الشيح أحمد الفهد ستكون له فرص أكبر من الأمير علي بن الحسين، لأنه أكثر خبرة في مجال الرياضة والإدارة والأكثر دراية.
الدور الآن جاء لمحاسبة مسؤولي الفيفا من أمريكا وأمريكا اللاتينية، لكن هل ستطال التحقيقات المسؤولين العرب؟ يقول أحمد عباس إن هناك دولا عديدة تضررت من الفساد، وهي الدول التي لا تجلب فرقها أموالا كبيرة عند تسويقها لذلك يجري إقصائها عن بطولات عالمية، وتلك الدول ستمارس ضغطا لتطال التحقيقات القادمة مسؤولين من آسيا وأفريقيا وطبعا سيكون العرب من ضمنهم.