الرئيسية / رياضة / الليلة .. دوري أبطال اوروبا.. برشلونة ويوفي من يتوج بثلاثية تاريخية؟

الليلة .. دوري أبطال اوروبا.. برشلونة ويوفي من يتوج بثلاثية تاريخية؟

يترقب عشاق كرة القدم الليلة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم لهذا الموسم والتي تقام في العاصمة الألمانية برلين بين فريقين من أبرز وأعرق الفرق العالمية في اللعبة هما (برشلونة) الاسباني و(يوفنتوس) الايطالي اللذين سيسجل أحدهما اسمه في التاريخ بتحقيق ثلاثية نادرة.
ويبدو الفريقان في أفضل حال بعدما حقق كل منهما ثنائية الألقاب المحلية (الدوري والكأس) رغم ان مسيرتهما اختلفت في ذلك حيث ان مسيرة (برشلونة) تعثرت في منتصف الموسم وبدا كأنه يبتعد عن لقب الدوري الذي تصدره غريمه التقليدي (ريال مدريد) لمراحل عديدة قبل أن يأفل نجمه ويتراجع مستواه وقبل أن يبدأ في المقابل مستوى الفريق الكاتالوني الصعود تدريجيا ليصل الى حد المرعب وذلك بفضل تألق لاعبيه وأبرزهم نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
أما (يوفنتوس) فلم يكن في أي وقت طوال الموسم مهددا بخسارة اللقب الذي أحرزه في النهاية للموسم الرابع على التوالي حيث سيطر على بطولة ايطاليا منذ بدايتها وحتى احرازه اللقب قبل أسابيع من اختتام الموسم بفضل تشكيلته المتوازنة دفاعا ووسطا وهجوما ليترك بقية الفرق تتنافس على المركز الثاني والمراكز الأوروبية.
أما في الكأس فكان الوضع مختلفا بعض الشيء إذ اضطر (يوفنتوس) لاخراج أفضل ما عنده لتخطي (فيورنتينا) في مواجهة نصف النهائي بعدما خسر مباراة الذهاب في حين كان (برشلونة) حاسما في مواجهاته كافة ولم يشعر بأي خطر.
أما في دوري أبطال اوروبا فكانت مسيرة الفريقين مظفرة وثابتة ومتشابهة الى حد ما ولاسيما في ربع النهائي ونصف النهائي حيث تخطى الفريق الايطالي كلا من (موناكو) الفرنسي و(ريال مدريد) الاسباني بثقة ولو بصعوبة بينما تألق (برشلونة) وقدم عروضا رائعة أمام (باريس سان جرمان) الفرنسي و(بايرن ميونيخ) الألماني رغم خسارته مباراة الاياب أمام الأخير في نتيجة لم تكن مؤثرة.
وبالعودة الى نهائي الليلة تبدو كفة الفريق الاسباني أكثر ترجيحا نظرا لاكتمال صفوفه ولوجود ثلاثي ضارب في خط الهجوم هم كل من الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز الذين سجلوا سويا هذا الموسم نحو 120 هدفا وهو رقم قياسي وضعهم في صدارة أي ثلاثي هجومي لأي فريق في التاريخ.
لكن الفريق الايطالي يمتاز في المقابل بدفاع صلب قادر على استيعاب أبرز المهاجمين كما ان أسلوب الفريق يعتمد على إقفال المنطقة بإحكام وشن هجمات مدروسة لديه من ينجح في تحويلها الى أهداف ولا سيما الأرجنتيني كارلوس تيفيز والاسباني ألفارو موراتا وهناك من يعتقد بأنه إذا كان يوجد فريق يمكن أن يوقف ثلاثي (برشلونة) فإن هذا الفريق هو بطل ايطاليا نفسه.
إلا ان البطل الايطالي يفتقد لأبرز مدافعيه جورجيو كيليني بداعي الاصابة وهو ما سيؤثر حتما على قدراته في الخط الخلفي حيث انه كان ينتظر ان يقود كيليني خطة المدرب ماسيميليانو أليغري لصد ماكينة التهديف الكاتالونية المكتملة الصفوف.
والى جانب الصراع بين هجوم مرعب ودفاع صلب فإن المباراة ستتضمن صراعا للسيطرة على خط الوسط مع وجود عمالقة أبرزهم الفرنسي بول بوغبا وزميله لاعب منتخب تشيلي أرتورو فيدال في صفوف فريق مدينة تورينو مقابل أندريس انيستا والكرواتي ايفا راكيتيش في صفوف برشلونة.
وإلى جانب الأربعة المذكورين آنفا هناك تشافي من جانب وأندريا بيرلو من الجانب الآخر وكلاهما في موسمهما الأخير مع فريقهما وهما أحرزا هذا اللقب سابقا كما أحرزا كأس العالم مع منتخبيهما ويريدان لقبا أخيرا يكللان  به مسيرتهما فيما هناك من يطمح ايضا لتحقيق لقب بارز آخر قبل الاعتزال ونعني به حارس مرمى (يوفنتوس) جيانلويجي بوفون وهو الوحيد من تشكيلة الفريق الحالي الذي كان في عداد الفريق الذي خسر النهائي في عام 2003.
وهناك مفارقة في اللقاء تتمثل في ان المدربين لويس انريكه وماسيميليانو أليغري يخوضان موسمهما الأول مع فريقيهما وبالتالي سيكون تحقيق أحدهما للثلاثية انجازا فريدا من نوعه.
وهذه المرة الرابعة التي يتواجه فيها الفريقان أوروبيا في مباريات تنتهي بخروج المغلوب حيث فاز (برشلونة) بمواجهتين بينما فاز (يوفنتوس) بواحدة كانت الأخيرة في عام 2003.
أما تاريخهما في اللقب الأوروبي فأحرزه (يوفنتوس) مرتين عام 1985 عندما فاز في الليلة السوداء الشهيرة على ملعب (هيسل) ببلجيكا على (ليفربول) الانجليزي وعام 1996 على (أياكس أمستردام) الهولندي بينما خسر في النهائي خمس مرات أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003.
من جهته أحرز (برشلونة) اللقب أربع مرات في كل من 1992 على (سامبدوريا) الايطالي و2006 على (أرسنال) الانجليزي و2009 و2011 على ذات المنافس (مانشستر يونايتد) الانجليزي في حين خسر النهائي ثلاث مرات في 1961 و1986 و1994.
وفي المواجهات السابقة في نهائي هذه البطولة بين فرق ايطالية واسبانية تتقدم اسبانيا حتى الآن بأربعة انتصارات مقابل انتصارين لايطاليا حيث أحرز (ريال مدريد) اللقب ثلاث مرات على حساب منافس ايطالي في كل من عام 1957 (فيورنتينا) وعام 1958 (ايه سي ميلان) وعام 1998 (يوفنتوس نفسه) بينما تمكن فريقا مدينة ميلانو من تحقيق الفوزين الايطاليين أولهما عن طريق الانتر في 1964 على ريال مدريد والثاني عن طريق ايه سي ميلان في 1994 على برشلونة نفسه.
والى جانب الثلاثية التاريخية التي ستكون المرة الأولى ليوفنتوس والثانية لبرشلونة هناك رقمان آخران سيسجلان في التاريخ اذا تحققا وكلاهما يخصان ليونيل ميسي الذي اذا تمكن من التسجيل في هذا النهائي سيكون أول لاعب يسجل في ثلاث مباريات نهائية منذ انطلاق شكل المسابقة الحالي وتغيير اسمها الى دوري ابطال اوروبا في عام 1989 بعدما سجل في عامي 2009 و2011 علما بأن لاعب ريال مدريد الفريدو دي ستيفانو سجل في خمس مباريات نهائية على التوالي من 1956 الى 1960.
كما ان ميسي سينفرد بلقب أفضل هداف في تاريخ المسابقة اذا سجل هدفا أو أكثر اذ يتقاسم الرقم حاليا مع منافسه اللدود كريستيانو رونالدو حيث سجل كل منهما 77 هدفا.
وبالعودة الى الثلاثية التي تعتبر نادرة فمنذ بدء المسابقات القارية باللعبة في خمسينيات القرن الماضي نجح 14 فريقا فقط في احرازها منها سبعة فرق من اوروبا وثلاثة من أمريكا الجنوبية ومثلها من افريقيا وواحد من منطقة الاوقيانوس.
وفي التفاصيل أحرز ثلاثية الدوري والكأس وأحد الألقاب الأوروبية في نفس الموسم كل من سلتيك غلاسكو الاسكتلندي (1967) وأياكس أمستردام الهولندي (1972) ومواطنه أيندهوفن (1988) ومانشستر يونايتد الانجليزي (1999) وبرشلونة (2009) وانتر ميلان الايطالي (2010) وبايرن ميونيخ الألماني (2013).
أما من أمريكا الجنوبية فأحرزها كل من سانتوس البرازيلي مرتين (1963 – 1964) وكروز أزول المكسيكي (1969) وبوكا جونيورز الأرجنتيني (2006) فيما حققها بافريقيا كل من هارتس أوف أوك الغاني (2000) والأهلي المصري مرتين (2006 – 2007) والترجي التونسي (2011) ومن منطقة الاوقيانوس أوكلاند سيتي النيوزلندي (2014).
وفي أوروبا ستكون مباراة الليلة ثالث مرة يتنافس فيها فريقان على احراز الثلاثية حيث كانت الأولى عام 1999 بين (مانشستر يونايتد) الانجليزي و(بايرن ميونيخ) الألماني والثانية عام 2010 بين (انتر ميلان) الايطالي و(بايرن) أيضا.
أخيرا لا بد من ذكر ان المباراة تجري على الملعب الأولمبي في برلين ويقودها الحكم التركي سونيت ساكير ويبقى الانتظار بضع ساعات لمعرفة من سيعود منتصرا ومبتسما من برلين وما اذا سينفرد برشلونة بكونه الفريق الأوروبي الوحيد الذي حقق الثلاثية مرتين ليحرز معها لقبه الخامس أم ان يوفنتوس سيدخل هذا النادي المميز ويحرز لقبه الثالث.

 

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*