مساحة صغيرة .. أحاديث قصيرة .. من يبدأ بالسلام .. وآخر يدخل دون كلام .. نظرات من هنا وهناك ، يفتح المصعد خالي لوحدك تحدد أين ستتجه ، وأحيانا شبه ممتلأ تسمع من يقول لك تفضل .. تنزل أو تصعد ويتوقف في أدوار كثيرة تبدأ بالتأفف والتذمر .. تجد من هو مستعجل للنزول أو الصعود فيقول لمن في المصعد نازل أو صاعد .. يركب في المصعد يريد النزول وهو غير منتبه فيصعد للأعلى .. المصعد كالحياة تشاهد البشر ألوان وأجناس وتتفاوت الأخلاق .. ابتسامة أو تعابير الوجه من تذمر أو تعب أو حزن ..المصعد كالحياة تماما لا يخلو من العطب ، تارة أنت في الأعلى و تارة أنت في الأسفل وتارة أفراح وتارة أتراح ، كلنا شاهد أو عمل هذه الحركة ينتظر المصعد هناك من ضغط الزر قبله فيأتي ليضغط مرة أخرى فهل يعني إنه سيأتي أسرع مازال لغز محير ؟!
تصعد إلى أعلى في المصعد فتشاهد الناس من تحتك ، فكما صعدت فبالإمكان النزول وترد وتكون في مستوى واحد من البشر كانه يعلمك ‘ التواضع ‘ ، من يريد أن يبدأ بالكلام في المصعد ولا يحسن الكلام وسبب لنفسه الاحراجات فأحمد البلاغة الصمت حين لا تحسن الكلام .
وقصة اختراع المصاعد الكهربائية كان السبب المباشر في توسيع المدن والأبنية فيها بشكل عمودي ، لتظهر ناطحات السحاب ، وأولى المصاعد التي زودت بها ناطحات السحاب والمخصصة للعامة في مطلع القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين، سمحت بالصعود فقط على للطوابق العليا ، في حين بقي النزول مقتصرا على السلالم فقط ، غالبا ما يخصص المهندسون المعماريون مكانا للمصاعد بالقرب من السلالم ، وفي كثير من الأحيان، كانت السلالم تلتف حول عمود مخصص للمصاعد بشكل الحلزوني مع فاصل معدني للحماية .
ويعود اختراع المصعد الحديث إلى المخترع الأمريكي ‘ اليشا أوتيس ‘ الذي نشأ ضعيف الصحة ولم يستطع الوصول إلى التعليم الأكاديمي الجيد ، ولد عام 1811 في ‘ فيرمونت ‘ بالولايات المتحدة ، وفي عام 1852 اضطر إلى الانتقال إلى مدينة نيويورك ليعمل موظفا في أحد المصانع ،
أثناء عمله لاحظ أنه يلزم رفع آلات كبيرة إلى الطوابق العليا ، فأخذ في تصميم أول مصعد له ، لكن العمل توقف في هذا المصنع بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية في البلاد ، فاضطره إلى ترك عمله واقترض بعض المال وأسس أول مصنع للمصاعد ، وفي عام 1853 عرض أول مصعد للبيع بمبلغ 300 دولار ولم يقدم أحد على شرائه ، وفي عام 1854 عرض مصعده ضمن فعاليات المعرض العالمي الذي أقيم في نيويورك وانبهر الجمهور بهذا الاختراع خصوصا عندما ركب هو المصعد وارتفع لمسافة 40 قدما ، ثم طلب من مساعده أن يقطع الحبال ، وبقي المصعد في مكانه ولم يسقط على الأرض ، وبذلك حاز الاختراع على الثقة ، وتم التأكد من أنه آمن ، ويمكن الاعتماد عليه للتنقل بين الطوابق المختلفة .