أصبوحة / ازدياد معدلات البطالة في الكويت
وليد الرجيب
أصدرت الإدارة العامة للإحصاء في مايو 2015، بيانات إحصائية حول المتعطلين عن العمل في الكويت من الذكور والإناث، حيث يتم رصد بيانات سنوية لظاهرة البطالة، إذ يعتبر التقرير الأخير هو التقرير الثاني عشر من سلسلة التقارير التي بدأ إصدارها في العام 2004.
وحسب التقرير الجديد فقد بلغ عدد المتعطلين من الكويتيين، وفقاً لبيانات ديوان الخدمة المدنية عن الحالة في 20 ابريل 2015، 17269 متعطلاً منهم 3236 من الذكور بنسبة 18.7في المئة، و14033 من الإناث بنسبة 81.3 في المئة.
وبالمقارنة مع الحالة في 20 ابريل 2014، فقد بلغت نسبة المتعطلين الذين تقل مدة تعطلهم عن ستة أشهر في عام 2015، 25.8 في المئة من اجمالي المتعطلين، بينما بلغت نسبة المتعطلين الذين تقل مدة تعطلهم عن ستة أشهر في عام 2014، 18.9 في المئة من اجمالي المتعطلين، وهذا يعني ارتفاع الحجم الاجمالي للمتعطلين، حيث ارتفع من 15154 متعطلاً عام 2014، إلى 17269 متعطلاً عام 2015، وبنسبة ارتفاع بلغت نحو 14.0 في المئة، حيث ارتفع عدد المتعطلين بين الذكور من 2669 إلى 3236، وكذلك ارتفاع عدد المتعطلين بين الإناث من 12485 إلى 14033.
إن بيانات ارتفاع أعداد البطالة بين الكويتيين والكويتيات، يثير القلق وخاصة إذا عرفنا أن معظمهم من الشباب والشابات الخريجين حديثاً، ولا يجدون الوظائف في سوق العمل، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.
ورغم أن الكويت بلد غني إلا أنه من الواضح أنه لا يوجد تخطيط حكومي، وموازنة بين مخرجات التعليم وسوق العمل والمشكلة مؤهلة للتفاقم، والتسبب بمشكلات أخرى بعضها اجتماعي وبعضها نفسي، مثل عدم القدرة على الزواج وإعالة أسرة، وشعور بالاحباط وتكسر الآمال على صخرة الواقع المؤلم، والاضطرار للاستعانة بالواسطة ونواب الخدمات، فمن لديه واسطة يكون حظه في العمل أكثر حتى من المتفوق دراسياً.
إن معظم الشباب يعولون على الحكومة لتوفير فرص العمل، ولا يثقون بالقطاع الخاص الذي من السهل أن يسرّحهم كما حدث ويحدث منذ الأزمة الاقتصادية الرأسمالية عام 2008، كما أن هؤلاء العاطلين لا يجدون القوى السياسية التي تتبنى قضيتهم، سوى تنظيم واحد يجمع في برنامجه الاصلاحات السياسية والاجتماعية، بينما بقية القوى السياسية المتشرذمة، تتكالب على كراسي البرلمان ولا تهتم للقضايا الاجتماعية لأبناء الشعب الكويتي، كما أن كتاب الصحف لا يسلطون الضوء على هذه المشكلة الخطيرة.