كل من يذهب الى جبل طارق سوف يواجه حالة من الصدمة الثقافية والجغرافية، جبل طارق من اسمه العربي لقب باسم طارق بن زياد فاتح الاندلس، وهو يقع بين اسبانيا و المغرب ..والمضحك بأن جبل طارق لاينتمي الى أسبانيا او المغرب، فهو في الحقيقة ينتمي الى التاج الملكي البريطاني وهناك في جبل طارق في اعلى الهضبة توجد قصة لطيفة ومضحكة. هذه الهضبة تسمى ( كرسي الملكة )، ولهذا الاسم قصة : ( ملكة اسبانيا وضعت كرسيها هناك , عندما كانت القوات الاسبانية والفرنسية تحاصر جبل طارق , وقالت انها لن تتحرك من البقعة حتى ينزل العلم الانجليزي من فوق القلاع, فلو لم يكن الانجليز نبلاء جدا وانزلو العلم في احد الايام لعدة ساعات , لكان توجب عليها التخلي عن قسمها , او تموت هناك في الاعلى ). وطبعا وفق هذه القصة نفهم بانه الملكة كانت صاحبة ( قفلة ) وعنيدة جدا وهذا العناد وصل إلى نوع من انواع التهور في القرار، فهي لاتعرف مجريات المعارك ولا تعرف لماذا الانجليز كانوا اقوياء ولكنها قالت القرار بكل بساطة وضحالة بأنها لن تنزل الاعلام الانجليزية عن القلاع. لنتخيل مثلا لو احد النبلاء الاسبان خاطب احد النبلاء الانجليز وقال له ( يامعود ترا ملكتنا وهقتنا تكفى طلبتك نزل العلم اشويه بس وخل الامور تمشي ) ويكون رد عليه النبيل الانجليزي ( اوك امشيها لك هالمره بس عاد مسكو ملكتكم ). شخصيا انا اتخيل هذا هو الحوار الذي تم ، ولو ناخذ هذه القصة ونضعها بالمشهد السياسي الكويتي نجد بان صراع المعارضة مع السلطة هو نفس الصراع بين الملكة و الانجليز ، ولكن الطرفين اخذا وضع الملكة اي بكل اختصار المعارضة والسلطة اخذتا وضع الملكة الاسبانية ولا احد منهما يريد ان يتنازل. حسنا، انا هنا لا ادعو للتنازل ، انا ادعو الى الحوار بين جميع مكونات المجتمع والقوى السياسية والسلطة لنخرج من هذا الحوار في حل مشترك يرضي جميع الاطراف. أولا، الحوار لن تدعو له السلطة ولن تدعو له المعارضة، اذا فهناك طرف ثالث سوف يدعو لهذا الحوار ولكن من هذا الطرف ؟ الله اعلم ! ثانيا ، هذا الحوار يحدد فيه اسس المشكلة الحقيقية وكيفية علاجها بين جميع الاطراف. ثالثا ، ان لا يكون الحوار كحوار سنة 90 يتم دعوة للحوار ومن ثم ينتج عنه مجلس وطني. هكذا، بوجهة نظري يكون الحل لهذه الازمة الدائرة والمقيتة في البلاد.