خلص تقرير أعدته لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الى أن جانبي الصراع في حرب غزة 2014، إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين، قد يكونان ارتكبا جرائم حرب.
وقالت اللجنة في تقريرها الذي طال انتظاره إن ثمة أدلة تشير الى ‘انتهاكات خطيرة’ لحقوق الانسان والقانون الدولي من قبل الجانبين.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في تقريرها إن الإسرائيليين والفلسطينيين ‘تأثروا بشدة’ من جراء الحرب لكنها أضافت أن ‘حجم الدمار كان غير مسبوق’ في غزة.
وأضاف التقرير أن 551 طفلا فلسطينيا كانوا من بين القتلى وأن آلافا آخرين كانوا من بين الجرحى الفلسطينيين الذين بلغ عددهم 11231 جريحا.
ومضى التقرير قائلا إن نحو 1600 إسرائيلي جرحوا بسبب الضربات الفلسطينية.
وقال التقرير إن إسرائيل نفذت أكثر من 6000 ضربة جوية على غزة، والكثير منها أصابت المباني السكنية، الأمر الذي أدى إلى الإضرار أو تدمير نحو 18000 منزل والكثير من البنية التحتية في غزة.
وتابع التقريرقائلا إن ‘هناك مؤشرات قوية على أن هذه الهجمات يمكن أن تكون غير متكافئة، وبالتالي ترقى إلى جريمة حرب’.
وقال التقرير إن قوات الدفاع الإسرائيلية بالرغم من أنها تقول إنها اتخذت إجراءات واسعة من أجل تجنب الضحايا المدنيين، فإنها ‘ربما لم تقم بكل شيء كان يمكن القيام به من أجل تجنب الضحايا المدنيين أو الحد منهم’.
‘استهداف’ المدنيين
وقال المحققون أيضا إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 6600 صاروخ أو قذيفة هاون على إسرائيل، مضيفين أن بعض المجموعات المسلحة أصدرت بيانات أشارت إلى أنها كانت تستهدف مهاجمة أهداف مدنية إسرائيلية.
وقالت اللجنة إن استخدام الصواريخ وقذائف الهاون من قبل مسلحين فلسطينيين، فضلا عن قتل المتعاونين المزعومين مع إسرائيل أيضا ‘قد يرقيان إلى جريمة حرب’.
ردود الفعل
وبعد نشر التقرير، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ‘إن اسرائيل لا ترتكب جرائم حرب.’
وقال معلقا على ما جاء في التقرير ‘تدافع اسرائيل عن نفسها ضد منظمة ارهابية تدعو لتدميرها، منظمة ترتكب نفسها جرائم حرب’، وذلك في اشارة الى حركة حماس.
ووصف نتنياهو التقرير الأممي بأنه ‘متحيز’، واتهم مجلس حقوق الانسان بأنه ‘معني بكل شيء عدا حقوق الانسان.’
وكانت اسرائيل قد رفضت التقرير، قائلة إنه توصل الى قناعاته سلفا. ورفضت التعاون مع الفريق الدولي.
وتقول اسرائيل إنها هاجمت غزة لوقف اطلاق الصواريخ منها ورفع التهديد الذي تمثله الانفاق التي كان المسلحون يحفرونها تحت الحدود.
أما حركة حماس، فقد انتقدت هي الأخرى التقرير ورفضت ما جاء به من أن مسلحيها ارتكبوا جرائم حرب.
ونقلت وكالة أسوشييتيد برس للأنباء عن غازي حماد المسؤول البارز في الحركة قوله إن الصواريخ وقذائف الهاون التي كانت تطلقها انما كانت تستهدف الجيش الاسرائيلي وليس المدنيين.
وانتقد حماد المحققين الدوليين لما وصفه ‘بمعادلتهم الخاطئة بين الضحايا والقتلة.’
ولكن فوزي برهوم الناطق باسم الحركة قال في وقت لاحق إن ‘حماس ترحب بالادانة التي تضمنها التقرير لاسرائيل لجرائم الحرب التي ارتكبتها اثناء الحرب الأخيرة على غزة.’
وكانت الحرب المذكورة قد استمرت لـ 50 يوما في شهري تموز / يوليو وآب / أغسطس 2014 وانتهت بهدنة بين الطرفين.
وقتل في الحرب 2251 فلسطينيا منهم 1462 من المدنيين بينما قتل على الجانب الاسرائيلي 67 عسكريا و6 مدنيين.
يُذكر ان التحقيق في ارتكاب جرائم حرب في غزة، والذي أشرف عليه مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، كان قد تعرض للغط وجدل منذ انطلاقه.
وكان رئيس لجنة التحقيق، ويليام شاباس، قد استقال قبل انتهاء التحقيق وسط اتهامات بالتحيز. وقد اعترف بأنه قام بعمل لمنظمة التحرير الفلسطينية في السابق.