قال الخبير بالتنبؤات والأرصاد الجوية عيسى رمضان ان التأثيرات الايجابية لرياح (البوارح) تتمثل في كسرها لحدة الاشعاع الشمسي الذي يخفف بدوره من درجات الحرارة بالاضافة الى دورها في تحقيق التوازن البيئي.
واوضح رمضان الذي عمل مراقبا بادارة الارصاد الجوية بالادارة العامة للطيران المدني سابقا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان (البوارح) هي رياح تأتي من الشمال الغربي وتؤثر على الناحية الشمالية الغربية لمنطقة الخليج العربي والجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية.
وذكر ان هذه الرياح يكون تأثيرها خلال فصل الصيف وخاصة في شهري يونيو ويوليو من كل عام حيث ترتفع درجات الحرارة لأسطح وتيارات الماء في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب وذلك بسبب ارتفاع زاوية سقوط أشعة الشمس وزيادة التبخر.
وتوقع رمضان خلال موسم البوارح الحالي استمرار نشاط الرياح الشمالية الغربية خلال الأيام المقبلة مع غبار مثار في المناطق البرية على ان تخف الرياح تدريجيا من مساء يوم الخميس المقبل وتستمر الأجواء المشمسة والرياح الخفيفة والسماء الصافية يومي الجمعة والسبت وسرعان ما تعود رياح البوارح الشمالية الغربية تعتدل وتنشط من نهار الأحد المقبل وتستمر حتى نهاية الأسبوع.
كما توقع ان تكون درجات الحرارة حول المعدل العام من 43 الى 46 درجة مئوية وقد تتعدى ذلك بقليل في المناطق البرية خلال الأسبوعين المقبلين أي بدون موجات حر كما تعودنا عليها في أوخر شهر يونيو وأول شهر يوليو.
وذكر انه من المتوقع ان تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ ليلا وخاصة بعد منتصف الليل وتتراوح درجات الحرارة بين 26 الى 33 درجة مئوية ‘مما تكون رحمة من الله للصائمين في هذا الشهر المبارك’.
وحول تأثير رياح (البوارح) ذكر رمضان ان هذه الرياح يكون تأثيرهار خلال فصل الصيف وخاصة في شهري يونيو ويوليو من كل عام حيث ترتفع درجات الحرارة لأسطح وتيارات الماء في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب وذلك بسبب ارتفاع زاوية سقوط أشعة الشمس وزيادة التبخر.
واضاف ان الغبار له مميزاته الطبيعية في كسر حدة الاشعاع الشمسي والتخفيف من درجات الحرارة خلال فصل الصيف لافتا الى الفوائد التي تحملها الرياح من معادن كالحديد والنحاس وغيره من المعادن التي تكون مهمة لنمو الكثير من الكائنات البحرية الحية (البلانكتون) وتكون غذاء ليرقات الأسماك والقشريات.
وأشار الى ان السحب تكون كثيفة وممطرة على المناطق الغربية لبلدان شرق آسيا وشبه الجزيرة الهندية حيث يمتد المنخفض بعد هطول معظم امطاره على جبال باكستان وايران حتى يصل امتداده الى الجزيرة العربية وبلاد الشام أحيانا مكونا بما يسمى (المنخفض الموسمي الهندي).
وبين أن ايام (البوارح) تنقسم الى قسمين احداهما فترة قصيرة جدا وهو (البارح الصغير – طالع البطين) وتمتد من 25 مايو الى 6 يونيو وفيها تهب الرياح الشمالية الغربية النشطة ويبدأ تأثير المنخفض الموسمي الهندي الذي يمتد حتى شمال الخليج العربي كما يهيج بحر العرب والمحيط الهندي.
واوضح ان الفترة الثانية والمؤثرة لرياح (البوارح) هي فترة (بارح الجوزة) او (البارح الكبير) وتبدأ في أيام (طالع الثريا) من 9 يونيو الى 16 يوليو حيث تمر فيها فترة تسمى (التويبع) من 20 يونيو الى 2 يوليو و(طالع الدبران).
وعن الفترات الرئيسية التي تحدث بها العواصف الترابية والغبار المتصاعد اثناء هبوب البوارح افاد رمضان بأن أغلبها يكون من 8 يونيو الى 18 يوليو وقد تختلف هذه الفترة بزيادة او نقصان من سنة إلى أخرى.
واشار الى ان ان الفترة الأولى منها تكون من 15 يونيو الى 30 يونيو وتكون على فترتين تستمر من ثلاثة الى سبعة ايام تقريبا تخف فيها الرياح لعدة أيام ثم تعود الى قوتها فتشتد مرة أخرى.
اما الفترة الثانية فهي من 7 يوليو الى 18 يوليو وتكون أيضا على فترتين تستغرق كل منها من ثلاثة الى سبعة ايام وتكون خلالها الرياح شمالية غربية نشطة الى قوية تثير الغبار في الصباح وتترسب ليلا وتعاود مرة أخرى في اليوم الثاني.
وبين ان هذه الظواهر الغبارية تزيد بعد ان ترتفع درجات حرارة الشمس بعد الساعة التاسعة صباحا ويزيد الغبار ظهرا وتنخفض الرؤية الأفقية ثم سرعان ما يترسب الغبار وتتحسن الرؤية الأفقية بعد غروب الشمس.
ولفت الى ان سرعة الرياح تعتدل بسبب تجانس درجات الحرارة بين السطح والطبقات العليا التي فوق سطح الأرض فيترسب الغبار ليلا وتتحسن الرؤية الأفقية وتنخفض درجات الحرارة.
وقال رمضان ان الطقس يختلف من عام الى آخر فقد تستمر فترة البارح الكبير الى ما بعد 16 يوليو ويستمر تأثير المنخفض الموسمي الهندي بقوة رياحه النشطة والقوية حتى نهاية يوليو بفعل التغيرات في الطاقة القادمة من أشعة الشمس.