سوالف أمنية / ورطة أميركا
حمد السريع
أميركا دخلت الحرب في فيتنام لاسباب عديدة ولم يمض الشهر حتى شعرت بأنها في ورطة، فالخسائر بالارواح والمعدات كبيرة كما ان النجاحات على الارض ليست ذات جدوى.
وكلما قدمت أميركا المزيد من الرجال والسلاح لدعم المقاتلين الموجودين على الارض فيسقط قتلى وجرحى اكثر كما ان أميركا تعرضت لخسائر مالية كبيرة.
أميركا تعرضت الى غزو آخر وهو انتشار مخدر الهيرويين غير المعروف فيها ليتسبب في ظهور عشرات الآلاف من المدمنين عليها نتيجة عمليات التهريب بواسطة جثث الجنود الاميركيين.
أميركا وضعت سياسة جديدة وهي عدم احتلال اراضي الدول الاخرى والبقاء فيها، بل استخدام القوة وفرض الشروط والمطالب والعودة الى اراضيها.
بعد تعرض أميركا الى هجوم ارهابي وتدمير برجي التجارة فإنها ارادت تدمير القاعدة، فقررت ضربها، لكنها تيقنت انها تحتاج الى تعيين حكومة موالية لها، فاضطرت الى إيجاد قواعد عسكرية لحماية النظام الموالي لها لحين الاستقرار، وبما ان افغانستان لا تملك موارد اقتصادية فإنها رأت ان العراق سيكون مخزن الخيرات الذي سيعوضها عن خسائرها في افغانستان.
أميركا وضعت خطة استطاعت من خلالها اقناع العالم بخطورة ما يملكه النظام العراقي من اسلحة كيميائية وبيولوجية تشكل تهديدا خطيرا على العالم، فحصلت على الموافقة وشكلت قوة كبيرة من عدة دول هجمت على العراق في عام ٢٠٠٣ واستطاعت الاطاحة بالنظام القائم واحتلت العراق ووضعت دستورا منحت فيه السلطة المطلقة لرئيس الوزراء.
أميركا كان طموحها الحصول على المناقصات والعقود من دولة غنية في النفط والموارد البشرية، ولكن بعد مرور اكثر من عشر سنوات لم تستطع تعويض خسائرها المستمرة على افغانستان والعراق، بل بدأت بالدفع.
أميركا اليوم تقرض العراق معونات مالية وتدعمه بالسلاح وتحارب عنه تنظيم داعش فأصبحت في ورطة، فبعد ان كانت تطمح للحصول على ارباح مالية من وراء احتلال العراق اصبحت ملزمة بالدفع له، كل ذلك يأتي بسبب سياستها الخاطئة وتحالفها الواضح مع النظام الايراني رغم ادعاءاتها الباطلة بمحاربة ايران.