يدخل برشلونة مباراته الأخيرة أمام أتلتيكو مدريد، في الجولة الأخيرة من الدوري الأسباني بخيار واحد فقط حتى يفوز بلقب الليغا، فيحتاج صاحب الأرض الكتالوني إلى الانتصار لا غيره أمام متصدر الترتيب، حيث أن هذه النتيجة تجعله يتساوى معه بالنقاط ويفوز باللقب مستفيداً من فارق المواجهات المباشرة بعد التعادل سلبياً في لقاء الذهاب.
برشلونة في الدوري يبدو هذا الموسم محظوظاً أكثر مما توقع لاعبوه، فبعد مباراة خيتافي أعلن كل اللاعبين الاستسلام بالتصريحات، واعترف تاتا بأنه لا يستحق فرصة ثانية، لكن اليوم التالي أعاد الفريق للواجهة بتعادل الريال مع فالنسيا وسقوط أتلتيكو مع ليفانتي.
وبعد مباراة التشي كانت هناك حالة من الانهيار في غرف تغيير ملابس برشلونة بسبب التعادل السلبي، كما كشفت صحيفة الموندو ديبورتيفو لتأتي الأخبار من مباراة أتلتيكو ومالاجا بأن الأمل ما زال قائماً، أحداثت جعلت جعل البعض يقولون “لقب الدوري يلحق ببرشلونة، لكن الأخير مصر على الهروب منه”، الفريق الكتالوني اليوم في مواجهة مباشرة مع هذا اللقب، ولا يمكنه الهرب أكثر لأن الجماهير لن تسامح اللاعبين على ذلك.
البارسا واجه أتلتيكو مدريد هذا الموسم 5 مرات فشل بالفوز فيها جميعها، فتعادل 4 مرات وخسر مرة، مما يجعله مطالب بفك عقدة تكونت له من حيث لا يحتسب، بل أطاحت به من لقب دوري أبطال أوروبا وهزت كثيراً من صورته في العالم.
المباريات السابقة كشفت تفوقاً واضحاً لأتلتيكو مدريد من الناحية البدنية وكذلك التكتيكية، فعجز لاعبو برشلونة عن خلق فرص كافية للتسجيل حتى في ملعبهم، كما أن فريق دييجو سيميوني أجبرهم على اللجوء إلى الكرات العرضية بشكل لم يعتاده رفاق ليونيل ميسي فكانت كرات بلا فعالية، ونجح الفريق المدريدي بحرمان برشلونة من السيطرة في منطقة الثلث الأخير من الملعب فبات امتلاكه للكرة نقمة لا نعمة.
المباريات الخمس بالظروف المذكورة أعلاه كشفت أن برشلونة بحاجة لتحرك مختلف من قبل المايسترو تشافي هرنانديز وزميله في صناعة اللعب أندريس انيستا، وقد يكون تقدم تشافي من دون كرة إلى مناطق أمامية لينتظر زملاءه يجدونه هناك كي يصنع اللعب في مناطقة متقدمة أكثر، أو من حيث تمركز انيستا في مراكز خلف خط دفاع أتلتيكو الأول المتمثل بخط الوسط هي الحل، وهذه الأفكار تم تطبيقها من قبل أثناء مواجهة ميلان في لقاء العودة بعد الخسارة 2-0 ذهاباً، فكان الانتصار 4-0 إياباً.
هناك أمر مهم يدفع المشجع البرشلوني للتفاؤل في مواجهة أتلتيكو مدريد، وهو الإعلان الرسمي عن تجديد عقد ليونيل ميسي مما يعني نهاية المشاكل التي أحاطت بأفضل لاعب في تاريخ النادي الكتالوني، ويأمل الجمهور الكتالوني بردة فعل إيجابية من قبل اللاعب الأرجنتيني تكون كافية لحسم اللقب.
ومن العوامل الإيجابية لبرشلونة أيضاً في هذه المباراة عودة جيرارد بيكيه وخوري ألبا ونيمار، كذلك يمكن اعتبار قلة خبرة لاعبي أتلتيكو في المواجهات الحاسمة، وعدم اختبارهم في مثل هذه الظروف التي تفصلهم فيها 90 دقيقة عن اللقب، من العوامل المرجحة لكفة برشلونة في مواجهة اللقب.
عوامل برشلونة الإيجابية يقابلها عوامل من ذات النوع لدى أتلتيكو، فهم يراهنون على عدم استقرار بيت برشلونة الداخلي من حيث كثرة اللاعبين الراحلين واستعداد مدربهم لفعل ذلك أيضاً، كما أن وقوفهم نداً قوياً في 5 مباريات لبرشلونة يجعلهم مسلحين بالثقة الكاملة من أجل تكرار الأمر لمرة سادسة.
وتأتي عودة دييجو كوستا من الإصابة سلاحاً مهم لأتلتيكو مدريد يمكنه من استعادة سرعة هجماته المرتدة، كما أن وجود كل اللاعبين في حالة بدنية ممتازة يعطي المدرب دييجو سيميوني خيارات كثيرة تكتيكياً للتعامل مع برشلونة وأساليبه المحتملة.
عنصر الأرض سلاح ذو حدين في هذه المباراة، فأتلتيكو زار هذا الملعب مرتين وعاد بتعادل 1-1 و0-0، كما أن برشلونة خسر الرهان في أهم المواجهات الحاسمة له في هذا الملعب مع مثل هذه الظروف، فخسر أمام ريال 1-2 في مباراة حسم دوري 2012، وفشل بتعويض النتيجة أمام الانتر في قبل نهائي دوري الأبطال 2010، وكذلك حدث ذات الأمر أمام تشلسي عام 2012، وبالتالي ورغم أن الكامب نو جحيم للخصوم بالعادة، فإنه في بعض الأحيان لا يكون ذلك العنصر المساعد إيجابياً، بل يضغط سلبياً على اللاعبين فيتسرعون من أجل الفوز.
بقي أن نشير إلى أن هذه هي الحالة الثالثة في التاريخ الذي يتواجه فيها فريقان في الدوري الاسباني في الجولة الأخيرة، ويكون اللقب محصور بينهما، وفي كلتا المرتين انتهت المباراة بالتعادل 1-1 وفوز الضيوف باللقب، مما يعني أن على برشلونة تغيير التاريخ مع هذه الحالة، وتغيير تاريخه في أخر 5 مباريات مع أتلتيكو إن أراد الفوز باللقب.