إن الإعلام يعتبر هو الموجه الأول في زماننا،ولا ننكر دوره في نقل الوقائع والأحداث كما كانت أو بتزويرها وقلب الحقائق، وأيضاً هناك المسلسلات التي تعرض مايطلق عليها إسلاميه أوغيرها،فإن الغالب عليها هي تصوير الأحداث بغير محلها،وكذلك تحريف بعض النصوص التاريخية أو تشويه بعض الأحداث ،ويحدث ذلك إما لجهل أو غرض يخدم صاحب المسلسل ويحقق له مايريد الوصول إليه حتى لو كان بالتدليس .
إن ماصوره الإعلام في إحدى الحلقات لمسلسل يعرض الآن على التلفاز من غير المقنع أن يكون كل دعاة الجهاد على باطل ،ولا يجب تشويه الجهاد بهذه الطريقة المبتذلة ،لمجرد فئة قامت بتشويهه مع إتفاق الغالب من الأمة على أن مايقومون به ليس من الجهاد،وأيضاً ربط بعض تصرفاتهم اللا إنسانية بكلام الله عز وجل وإسقاط بعض النصوص على هذه التصرفات ، وجعله حق لا جدال فيه ولا نقاش !!!
نعم … نحر أناس عُزل ولو كانوا أسرى حرب ، انسانياً لا يجوز ، وربطهم الآية بقوله: ‘ فضربوا فوق الاعناق ‘ أيضاً لا يجوز،حيث يعتبر إنزال النص في غير محله.
نعم … حرق إنسان أعزل ولو كان مجرماً ، انسانياً وشرعاً لا يجوز ، وربطهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ورد عن ‘ التحريق ‘ أيضاً لا يجوز .
نعم … تفجير الانسان نفسه بهدف قتل المعتدين وقتل
‘ نفسه ‘ التي لا يملك قرارها ولا سلطان له عليها لا يجوز في شرع الله ولا انسانيًا .
وأيضاً … لا يمكن قبول تمثيل وتصوير المجاهدين من جانب واحد ، ووصفهم بالطغاة واللا انسانيين ، هنا تأتي الغاية من الاستهزاء والهدف التقليل شأن الطرف الآخر، لكن الصورة ليست كاملة فمن المفترض رسمها كاملة بلا تشويه ونقصان أو تركها في حالها وعدم التطرق لها لا من بعيد ولا من قريب ، فإن تصوير الجهاد الحالي كله باطل بصور استهزائية وجمل هزلية أمر في غاية الخطورة ، وكان من الأولى بيان كل التفاصيل بلا خجل ولا استحياء او خوف من سلطة أو منصب .
لن أبرر حال المجاهدين اليوم ولن أقف ضدهم ، بل سأقول وسأسأل الله بأن ينصر دينه الحق ، وأن يزهق الباطل أينما حل ، والمسلمين الذين قُتلوا واغتصبوا في دول عربية وأجنبية لا يمكننا ردعهم عن مقاومتهم طغيان واستكبار رؤساء دولهم ، وإن من واجبنا أن نكون خيرًا لهم لا شر عليهم وأن ندعمهم بالكلمة الحق والدعاء لهم وأن نصلح أحوالهم ونحذر سلطاتهم التي تحكمهم بالظلم والطغيان .
مسلسل يصور جهة ويترك جهة أخرى ، أراه ناقصاً لأن كتمان الحق … باطل ، وتشويه الجهاد في سبيل الله كفر ، فلا استهزاء ولا غلو في الدين ، ولا تهوين في قتل المسلمين والناس أجمعين ، فالقتل جريمة كبرى حرمها الله ، وحرم الظلم على نفسه جل جلاله ، فلا تظلمون أنفسكم بتمثيلكم وتصويركم للواقع مع تعمد تجاهل الحقائق .
فكل مسلم على وجه هذه الأرض يملك حرية اختيار مصيره ، ولكن لا يحق له اختيار مصير أخاه أو أبنائه ، ومن غير المقبول تظليل العامة بالسخرية والاستهزاء في الدين فقد ينجرف البعض إلى أبعد من ذلك ، وإن كان لابد من الخوض وطرح أمور عقائدية فمن الواجب طرحها على اكمل وجه حتى يتبين للجميع كل ماهو خافي عنهم .
بقلم / م.بندر الهاجري