ان ما حدث بالأمس لا يمكن وصفه، ولا يمكن تصوره فانه يفوق خيال أي كاتب أو مؤلف لانه لا يتصور عقل ان يقوم انسان بالاعتداء على أناس ساجدين آمنين في بيت من بيوت الله فهل يمكن وصف من قام بهذا العمل الإرهابي الجبان والخسيس بأنه من البشر بالطبع لا فالبشر ومهما اختلفت أديانهم ومذاهبهم لا يمكن أن يقوموا بتصرفات لا تفعلها حتى الحيوانات المفترسة، وبالتالي لا يمكن وصفه أيضا أنه مسلم الوصف الوحيد الذي يستحقه ذلك الإرهابي أنه كائن مُغيب فاقد العقل والأهلية يُسير وليس مخيراً.
القلوب قبل العيون انفطرت بكاء وسالت الدماء منها قبل الدموع على هؤلاء الآمنين الذين اصابتهم ايادي الغدر والخسة ولكن دوما من المحن العظيمة تولد المنح وهذا ما حدث بالأمس، فشاهدنا التفاف الكويتيين وتكاتفهم لا فرق بين سني وشيعي فالجميع أبناء وطن واحد أصابه بلاء عظيم والكل في اختبار وليس مقبولاً من الجميع: إلا النجاح وبتفوق في ذلك الاختبار لرد كيد المعتدي والمتربص بنا في نحره، كما شاهدنا درسا من دروس الحكمة والانسانية تجلى في وصول صاحب السمو أمير الحكمة والانسانية والوطنية سمو الشيخ صباح الأحمد الى موقع الحادث بعد وقوعه بدقائق رغم المخاطر وتحذير الأمن له إلا أنه أبى، إلا أن يكون مع ابنائه في تلك المحنة فضرب بذلك المثل والقدوة في تكاتف الكويتيين وتعاضدهم وفعل ذلك ايضا سمو ولي العهد ورئيس مجلس الامة وسمو رئيس مجلس الوزراء، وقيادات الدولة كلها ولم يكن بكاء صاحب السمو الأمير إلا أكبر دليل على انه أبوالجميع – وعاطفته وقلبه يضم الجميع.
اننا نطالب الكويتيين ان يفوتوا الفرصة على كل من يريد بالكويت سوءاً ولن يحدث ذلك الا بتعاضدنا وتماسكنا وتكاتفنا للوقوف في وجه الغدر والخسة، كما نتوجه الى الباري عز وجل بالدعاء ان يرحم شهداء الكويت ويدخلهم جنات الخلد، وان يمن على المصابين بالشفاء وان يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه وسوء.