عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي بعد ظهر اليوم في قاعــة مجلس الوزراء ـ في قصر السيف برئاســة سمو الشيخ / جابر مبارك الحمد الصباح – رئيس مجلس الوزراء ، وبعد الاجتماع صرح وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ / محمد عبد الله المبارك الصباح بما يلي :
وبناءً على توجيهات حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ، باعتبار الحادث الإرهابي بتفجير مسجد الإمام الصادق من الحوادث الاستثنائية العامة ، وفقاً لأحكام المرسوم رقم (38 لسنة 1991) المعدل بالمرسوم رقم (325 لسنة 2011) ، واعتبار ضحايا هذا الحادث شهداء وإدراجهم ضمن قائمة شهداء الكويت ، فقد قرر مجلس الوزراء تكليف مكتب الشهيد بمباشرة الإجراءات المتعلقة بتكريم أسر هؤلاء الشهداء بما يستحقونه من صور التكريم .
وعبّر مجلس الوزراء عن عظيم الفخر والاعتزاز لما شهدته البلاد من تكاتف وتعزيز للوحدة والروابط الوطنية من جميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة إزاء العمل الإرهابي الذي تعرضت له البلاد يوم الجمعة الماضي ، وأثبتت هذه المحنة صلابة المجتمع الكويتي بحكمته وحنكته وقيادته ، حيث أنه قادر على أن يتجاوز كل هذه المؤامرات التي تستهدف ضرب أسفين الطائفية والفرقة بين أبناء المجتمع الكويتي ، داعياً كافة الشعب الكويتي للوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول زعزعة وحدة الصف ، وكل من يحاول العبث بأمننا واستقرار وحدتنا .
واستمع مجلس الوزراء إلى شرح قدمه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ / محمد خالد الحمد الصباح ، بشأن تفاصيل الجهود المتواصلة التي يبذلها رجال الأمن ، والتي أدت إلى إلقاء القبض على المتورطين في التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر وأدى إلى استشهاد 26 شخصاً وإصابة العشرات ، حيث تمكنت الوزارة من كشف هوية الانتحاري الذي نفذ العمل الإجرامي ، كما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق وفر بعد التفجير مباشرة .
واختتم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ/ محمد خالد الحمد الصباح – كلمته مؤكداً أننا سنقطع أي يد تعبث بأمن الوطن ، وأن الكويت رغم ما حدث ستظل دائماً واحة أمن وأمان لكل من يقيم على أرضها الطيبة بفضل الله ورعايته وفي ظل قيادتها الحكيمة .
ومجلس الوزراء إذ يعبّر عن اعتزازه وفخره للجهود الدؤوبة التي يبذلونها رجال الأمن ، وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ / محمد خالد الحمد الصباح ، والتي اتسمت بالشجاعة والإخلاص والتضحية في سبيل أداء واجبهم الوطني في سرعة التوصل إلى مرتكبي الجريمة والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها .
كما ثمن مجلس الوزراء الدور الكبير الذي قامت به وزارة الصحة من أطباء وممرضين وجميع العاملين بالوزارة لمعالجة المصابين والجرحى إثر الحادث الأليم ، مثمناً دور المستشفيات الخاصة ، والتي تكفلت باستقبال الجرحى وعلاجهم بالمجان ، والذي يعكس القيم والأخلاق التي جبل عليها المجتمع الكويتي ، وبارك مجلس الوزراء الجهود المبذولة من وزارة الأوقـاف والشئون الإسلامية ، وذلك بإقامة مراسم العزاء لأسر الشهداء بمسجد الكويت الكبير ، وما قام به موظفي الوزارة من تنظيم وتسهيل استقبال أسر الشهداء والمعزين ، وثمن أيضاً الجهود المميزة التي قامت بها وزارة الإعلام بجميع موظفيها من نقل الأحداث تباعاً ومباشرة ، والتي كانت على مستوى الحدث ، مشيداً بدورها في بث رسائل الطمأنينة للشعب ، وحث المجتمع الكويتي على الوقوف في وجه الفتنة والإرهــاب الفكري والتفرقة الطائفية .
كما أن مجلس الوزراء يقدر جميع الجهود التي بذلتها كافة الجهات الحكومية في شتى المجالات بعد الحادث الآليم ، والتي عملت جنباً إلى جنب مع الجهات الأخرى كالجسد الواحد .
كما شكر مجلس الوزراء ردود الأفعال ورسائل التعزية والرسائل الواردة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة ، والتي أدانت الهجوم الإرهابي ، وأكدت تضامنها مع دولة الكويت في موقفها ضد الإرهاب .
وقد أكد مجلس الوزراء رفض المجتمع الكويتي للأعمال الشاذة التي يمارسها الخارجون عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيم مجتمعنا الفاضلة ، وعزمه القضاء على هذه الفئة الضالة وردع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار وطننا الغالي ، داعياً الجميع إلى تكثيف التعاون مع الأجهزة الأمنية وعدم إعطاء الفرص لكل من تسوّل له نفسه لتنفيذ أعماله الدنيئة، والمجلس إذ يسأل المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته ، وأن يسكنهم فسيح جناته وينزلهم منازل الشهداء ، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل .
من جهته رحب مجلس الوزراء بالزيارة الأخوية التي سيقوم بها للبلاد اليوم صاحب السمو الشيخ / تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني – أمير دولة قطر الشقيقة ، متمنياً له والوفد المرافق له طيب الإقامة في البلاد .
هذا وقد أبن مجلس الوزراء رئيس ديوان المحاسبة ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة / عبد العزيز يوسف العدساني ، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الماضي ، والمجلس إذ يستذكر بالتقدير أحد رجالات الدولة البارزين الذي تركوا آثاراً واضحة في مؤسسات الدولة وخارجها وعلى شتى الأصعدة ، وما قام به من أعمال متميزة طيلة فترة عمله ، متوجهاً إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يسكنه فسيح جناته .
ثم بحث مجلس الوزراء شئون مجلس الأمة ، واطلع بهذا الصدد على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الأمة .
كما بحث مجلس الوزراء الشئون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة في الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي ، حيث أدان مجلس الوزراء العمل الإرهابي المشين الذي تعرض له أحد الفنادق في مدينة سوسة في الجمهورية التونسية يوم الجمعة الماضي ، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الضحايا الأبرياء ، كما أدان حادث التفجير الذي وقع في جمهورية مصر العربية صباح اليوم ، والذي استهدف النائب العام المصري المستشار / هشام بركات مما أدى إلى وفاته ، مؤكداً موقف دولة الكويت الرافض لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتنافى مع كافة القيم والأعراف الإنسانية .