تراجعت بورصات الأسهم في منطقة الخليج في ظل عمليات جني للأرباح طال انتظارها لكن الوضع تفاقم جراء تصاعد الغموض السياسي بعد مزاعم عن هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا الأسبوع الماضي.
وشهدت بورصتا السعودية وقطر تصحيحا حادا، وهبط المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 0.9 في المئة إلى 8055 نقطة مسجلا أكبر انخفاض في يوم واحد منذ 16 يونيو حزيران.
وقال هشام تفاحة مدير الصندوق لدى بنك في الرياض ‘هناك أحاديث كثيرة في سوريا وهو ما يؤدي إلى عدم التيقن وهذا ليس عاملا جيدا للسوق. واذا تصاعدت المطالبة بعمل ضد سوريا فسيؤثر ذلك بشكل متزايد على السعودية
وأضاف تفاحة أن السوق صعدت بشكل حاد في الأسابيع الماضية ومن المرجح أن تتراجع إلى مستوى 7900 نقطة قبل أن تتعافى مجددا في ظل عوامل أساسية ستصبح مرة أخرى جذابة. وشهدت القطاعات عمليات بيع بشكل عام وهو ما قلص مكاسب المؤشر الرئيسي إلى 18.4 في المئة منذ بداية العام.
وفي أنحاء أخرى انخفض مؤشر بورصة قطر 1.8 في المئة مواصلا خسائره منذ أن صعد مقتربا من أعلى مستوى في خمس سنوات يوم الخميس.
وهبطت الأسهم العشرون جميعها على قائمة المؤشر وسجل سهم قطر لنقل الغاز (ناقلات) أكبر خسارة بتراجعه 4.1 في المئة. وأبدت بورصتا الامارات مزيدا من المرونة مع وضع البلاد كملاذ آمن وتعافي قطاع العقارات وهو ما يعزز توقعات متفائلة.
وقادت أسهم الشركات الصغيرة التعاملات في بورصة دبي مع قيام المستثمرين الأفراد بتغيير مراكز من أسهم أخرى مماثلة لكن مؤشر سوق دبي تراجع 0.2 في المئة مقلصا مكاسبه منذ بداية العام إلى 69.3 في المئة.
وارتفع سهم دريك آند سكل 2.5 في المئة وكان السهم الأكثر تداولا في السوق. وقفز سهم الشركة الوطنية للتبريد المركزي (تبريد) 14.8 في المئة.
وقال مروان شراب مدير الصندوق ورئيس التداول لدى الرؤية لخدمات الاستثمار ‘هناك نشاط مرتفع للمستثمرين الأفراد عبر المنطقة بينما يشارك المستثمرون من المؤسسات في عمليات انتقائية لأنهم يبحثون عن القيمة وليس الزخم.’
ورغم تراجع أسواق عديدة بعدما صعدت بالفعل بشكل حاد هذا العام لا توجد علامة واضحة على أن سوقي الامارات تشهدان بدء موجة هبوط ممتدة. وقال شراب ‘كانت نتائج أعمال الربع الثاني من العام مبهرة وساعدت الناس على دفع اتجاه التعافي للاستمرار حتى 2014.’
وهبط المؤشر العام لسوق أبوظبي 0.7 في المئة متراجعا من قرب أعلى مستوى له في خمس سنوات
وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 0.4 في المئة ليتوقف صعود استمر أربع جلسات وتعاف بفضل انحسار العنف السياسي.
وشهدت السوق ضغوط بيع محدودة وهبط 20 سهما من بين 30 سهما على قائمة المؤشر الرئيسي بينما صعد ثمانية أسهم. وباع المستثمرون الأجانب أسهما أكثر مما اشتروا في السوق بينما طغى الشراء على المستثمرين المصريين.
وفيما يلي إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم في الشرق الأوسط
السعودية.. تراجع المؤشر 0.9 في المئة إلى 8055 نقطة.
قطر.. هبط المؤشر 1.8 في المئة إلى 9899 نقطة.
دبي.. انخفض المؤشر 0.2 في المئة إلى 2742 نقطة.
أبوظبي.. تراجع المؤشر 0.7 في المئة إلى 3933 نقطة.
مصر.. هبط المؤشر 0.4 في المئة إلى 5449 نقطة.
الكويت.. انخفض المؤشر 0.9 في المئة إلى 8000 نقطة.
سلطنة عمان.. زاد المؤشر 0.05 في المئة إلى 6919 نقطة.
البحرين.. استقر المؤشر عند 1201 نقطة.
على الجانب الاخر ، عزز خام مزيج «برنت» ارتفاعه فوق 111 دولارا للبرميل، أمس، ليقترب من أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر، بعد أن أدى تزايد التوترات، بسبب هجوم يشتبه في أنه بأسلحة كيماوية في سوريا، إلى زيادة المخاوف من احتمال أن يؤدي تفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى تعطيل الإمدادات.
وارتفعت أسعار النفط أيضا إلى جانب الأسهم، بعد أن أدى هبوط كبير في مبيعات المنازل الجديدة بالولايات المتحدة، الجمعة الماضي، إلى الحد من توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي قريبا الحوافز.
وارتفع سعر برنت لتعاقدات أكتوبر (تشرين الأول) إلى 111.68 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الثاني من أبريل (نيسان)، وبلغ 111.29 دولار، بزيادة 25 سنتا بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش.
وارتفع الخام الأميركي لتسليم أكتوبر (تشرين الأول) 60 سنتا إلى 107.02 دولار بعد ارتفاعه 0.6 في المائة الأسبوع الماضي، بعد هبوطه واحدا في المائة.
وعلى صعيد متصل، أظهرت بيانات «إيه إي إس لايف» لتتبع السفن أنه جرى تحميل أول ناقلة بالنفط الخام بنجاح في ميناء مرسى البريقة الليبي في مطلع الأسبوع، بعد استئناف العمل به في الأسبوع الماضي، إثر إضراب للعاملين.
وأظهرت البيانات أنه جرى تحميل ناقلة الخام فاليسينا وحمولتها 110 آلاف طن بين يومي السبت والأحد، وهي في طريقها الآن إلى جنوا.
وذكرت مصادر في قطاع النفط في ليبيا أن العمل في الميناء استؤنف يوم الثلاثاء الماضي.
وأفادت مصادر تجارية و«إيه إي إس لايف» بأن الناقلة السابقة التي جرى تحميلها في الميناء هي «دلتا فيكتوري»، وكان ذلك في التاسع من الشهر الحالي. وتكرر إغلاق الميناء أكثر من مرة، منذ نهاية يوليو (تموز)، بسبب إضرابات.
من جهة أخرى، قالت مصادر تجارية، كما أظهر مخطط أولي، أمس، أن العراق قرر تقليص صادرات خام كركوك النفطي بأكثر من النصف في سبتمبر (أيلول) مقارنة بصادرات أغسطس، بسبب تأخر تحميل شحنات لنحو شهر، ويرجع ذلك في معظمه إلى مشكلات تسرب خام وهجمات على خط الأنابيب المخصص للتصدير.
وبحسب «رويترز»، قررت مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) خفض حجم الصادرات إلى نحو 110 آلاف برميل يوميا، وهو أدنى مستوى في عدة سنوات من نحو 244 ألف برميل يوميا في أغسطس، كما قررت عدم تخصيص الشحنات التي طلبتها المصافي، وذلك بحسب ما أظهره المخطط اليوم.
وبحسب «رويترز»، قال مصدر تجاري في مصفاة تريد الحصول على شحنات: «توجد عشر شحنات على الأقل تنتظر التحميل من مخطط أغسطس. لكن سومو لم تحدد لمن ستذهب».
ويبين قرار «سومو» مدى تعطل صادرات كركوك التي تتجه إلى البحر المتوسط عبر خط أنابيب ينقل الخام من كركوك إلى ميناء جيهان التركي.
ودفع تسرب هائل في خط الأنابيب في 21 يونيو (حزيران) «سومو» إلى وقف الصادرات لنحو شهر. واستؤنفت الصادرات في منتصف يوليو (تموز) لكن لفترة قصيرة، بسبب هجمات متكررة لمسلحين.
ويظهر المخطط أن «توبراش»، وهي شركة تكرير النفط الوحيدة في تركيا، ستحصل على جميع شحنات الخام في سبتمبر (أيلول)، باستثناء واحدة حجمها 600 ألف برميل ستذهب إلى «إكسون».
وطلب مسؤولون أتراك من العراق الأسبوع الماضي اتخاذ إجراءات صارمة لحماية خط الأنابيب، بعدما تعرض للتفجير لست مرات على الأقل خلال شهر.
وقال مصدر ملاحي إن فترات تأخير التحميل وصلت إلى نحو شهر.
وعادة تخصص «سومو» شحنات حتى أثناء فترات التوقف، مثلما حدث في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حينما أدى نزاع مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل إلى تعطل مماثل لأنشطة التحميل.
وقال تجار إن تلك الخطوة لم تكن مفاجئة.
وذكر مصدر ثان «بعدما جرى تحميل شحنات يوليو في أغسطس، وشحنات أغسطس في سبتمبر، قرروا وقف شحنات سبتمبر للتعويض».
ويتوقع تجار أن تغطي «سومو» أي غرامات تأخير تدفع لأصحاب السفن نتيجة تأخر تحميلها، وترتفع الفاتورة مع انتظار الناقلات لفترات أطول.
وقال المصدر الأول: «تفضل (سومو) اللحاق بالشحنات المتخلفة بدلا من استمرار التأخيرات التي تكبدها تعويضات كبيرة».
ارتفع الين الياباني والفرنك السويسري يوم الثلاثاء في حين انخفضت عملات تنطوي على مخاطر اكبر مثل الدولار الاسترالي وسط تعاملات هيمنت عليها توترات سياسية بسبب اتجاه الغرب لعمل عسكري محتمل ضد سوريا .
ونزل الدولار 0.3 في المئة مقابل الين إلى 98.15 ين منخفضا من قرب أعلى مستوى في ثلاثة اسابيع عند 99.15 ين الذي سجل على منصة التعاملات الالكترونية إي.بي.اس يوم الجمعة الماضي.
ونزل الدولار 0.2 بالمئة أمام الفرنك السويسري إلى 0.9210 فرنك في حين فقد اليورو 0.25 بالمئة إلى 1.2313 فرنك.
وقالت واشنطن يوم الاثنين إنها تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن هجوم بالأسلحة الكيماوية على مدنيين في الأسبوع الماضي.
وهبط الدولار الاسترالي 0.9 بالمئة إلى 0.8955 دولار امريكي ومقابل العملة اليابانية نزل أكثر من واحد بالمئة إلى 87.90 ين. ونزل الدولار النيوزيلندي واحدا بالمئة مقابل الين إلى 76.56 ين.
واستقر اليورو مقابل العملة الامريكية عند 1.3372 دولار ونزل أمام الين إلى 131.25 ين. وقال متعاملون إن الخسائر مقابل الين ترجع بصفة اساسية لمخاوف تجاه سوريا.