قال مسؤول رفيع في البنتاغون فجر اليوم الثلاثاء، إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر المتوسط على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر توجه لها خلال ساعات، وذلك بحسب ما نقلت عنه شبكة ‘سي إن إن’ الأميركية.
وتوقع خبراء بأن تستهدف الغارات بنكاً من الأهداف العسكرية والاستراتيجية لقوات النظام السوري على رأسها المطارات والمعسكرات التي تشكل ثقل النظام العسكري. فالحديث في الأوساط الدولية الآن يدور حول ضربة عسكرية ضد النظام السوري، ما إذا ثبت استخدام قوات النظام للأسلحة الكيماوية في مجزرة الغوطتين التي خلفت المئات بين قتيل ومصاب.
وإذا تمت الضربة، ستكون فقط لردع النظام عن استخدام هذا النوع من الأسلحة، أي إنها ستستهدف قدرات النظام على شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية. ولا يستبعد مراقبون أن تشمل أهداف الحملة إضعاف النظام عن طريق ضرب دفاعاته الجوية، ما يعني احتمال ضرب المطارات وبعض المستودعات والثكنات.
ومن هذه الأهداف المتوقعة مطار دمشق الدولي، ومطار مزة العسكري، ومطار خلخلة، ومطار الضمير العسكري في ريف دمشق.
وفي ريف حمص، من المتوقع استهداف، مطار الناصرية، ومطار T4 2، ومطار السين.
كذلك يتوقع استهداف مطار حميميم في اللاذقية، ومطار النيرب العسكري في حلب، ومطار دير الزور العسكري.
أما بالنسبة للثكنات والمستودعات، فاللواء 155 في القطيفةالقلمون التي انطلقت منه نحو 90% من الصواريخ على المناطق السورية المختلفة، يعتبر هدفاً محتملاً أيضاً.
هذا بالإضافة إلى قواعد الدفاع التابعة للنظام الموجودة في جبل قاسيون والجبال المحيطة بدمشق، وهي تحوي على مقر الفرقة الرابعة، وسرايا الصراع، كذلك مستودعات يُشتبه بأنها تحوي على أسلحة كيماوية (مبنية داخل الجبال) مثل مستودعات تل المانع في الكسوة، ومركز البحوث العلمية في برزة (امتداد السلسلة الشرقية).
كما يتوقع استهداف جبال طرطوس للاشتباه بنقل النظام أسلحة وصواريخ إليها، كذلك بعض القرى في جبال اللاذقية لنقل النظام إليها منصات صواريخ ومخزون كيماوي وجزء من الترسانة الصاروخية.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء، عن تأجيل اجتماع كان مقرراً عقده غداً الأربعاء 28 أغسطس/آب مع روسيا في لاهاي لبحث الوضع في سوريا بسبب ‘المشاورات الجارية حول رد مناسب على هجوم بالأسلحة الكيماوية’ بغوطة دمشق الأسبوع الماضي.
وكان من المقرر أن يناقش الاجتماع خططاً لمؤتمر سلام دولي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
والاجتماع كان سيعقد بين ويندي شيرمان، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وروبرت فورد، سفير الولايات المتحدة لدى سوريا، وبين نائبي وزير الخارجية الروسي جيناي جاتيلوف وميخائيل بوجدانوف.
وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية في بيان: ‘سنعمل مع نظرائنا الروس لتحديد موعد جديد للاجتماع’، مضيفاً أن هجوم الأسلحة الكيماوية أظهر الحاجة إلي ‘حل سياسي شامل ودائم’ لإنهاء إراقة الدماء في سوريا.
‘رسم الطريق’ للرد على سوريا
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود الثلاثاء أن الرئيس الأميركي يفكر في خيارات ‘كاملة المدى’ ضد سوريا رداً على الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية على مدنيين بالقرب من دمشق.
وأوضح رود الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، أنه أجرى محادثات مع أوباما الاثنين من أجل ‘رسم الطريق الواجب اتباعها’ بعد الهجوم المفترض الأسبوع الماضي الذي أوقع مئات القتلى.
وأضاف أن ‘الأسرة الدولية موحدة حول هذا الرأي بالإضافة إلى أن أسلحة كيماوية قد استعملت وهناك ترجيح كبير أن النظام (السوري) هو المسؤول’ عن الهجوم.
وأوضح: ‘إنها جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الدولي. لن يمر الأمر دون تبعات’ مؤكداً أن أوباما ‘يركز على خيارات كاملة المدى يعمل على بحثها مع شركائه وحلفائه في العالم’.
وكان البيت الأبيض قد أفاد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مع رئيس وزراء أستراليا بشأن سوريا وناقشا ردوداً دولية محتملة.
وقال البيت الأبيض أيضاً إن أوباما، لم يتخذ قراراً بعد بكيفية الرد على استخدام دمشق للكيماوي ضد السوريين، كما قال الكونغرس الأميركي أيضاً إن على الرئيس أوباما أن يحصل على موافقتنا قبل القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا.
جدول زمني للرد
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إن إدارة أوباما لم تحدد جدولاً زمنياً للرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لكن المسؤولين يعدون الخيارات للرئيس أوباما، بشعور بالحاجة الملحة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف للصحافيين في واشنطن: ‘يشعر الناس بأنه يوجد إحساس بالإلحاح… لكن لا يوجد جدول زمني’.
وأدلى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتصريحات صحافية، الاثنين، حول حقيقة استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، حيث قال لا يمكن إنكار استخدام تلك الأسلحة في سوريا، فضلاً عن وجوب محاسبة الأسد على استخدامه للكيماوي.
وصرح كيري، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر وزارة الخارجية، بأن المعطيات الأولية تفيد باستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية بشكل متعمد، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن نحو ألف شخص، داعياً النظام إلى ضرورة الحفاظ على ترسانته من الأسلحة الكيماوية.
وتابع: ‘إذا ما ثبت تورط النظام السوري باستخدام هذه الأسلحة فهي تدخل في سياق الجرائم ضد الإنسانية’، مشيراً إلى أن بلاده ستقدم كافة المعلومات بمجرد الانتهاء من التحقيق إلى الأمم المتحدة.
وأضاف أن المحققين الأمميين سيؤكدون فقط إذا ما تم استخدام الكيماوي من عدمه، لافتاً إلى أن وجودهم في سوريا جاء في وقت متأخر، وإن محاولة استهدافهم اليوم ما هي إلا استمرار لإجرام النظام السوري.
و قال البيت الابيض يوم الاثنين ان الرئيس باراك اوباما ناقش مع رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود الوضع في سوريا في حين أجرت مستشارته للامن القومي محادثات مع مسؤولين اسرائيليين.
واضاف البيت الابيض قائلا في بيان ان اوباما ورود عبرا اثناء اتصال هاتفي عن ‘قلقهما الشديد من تقارير عن استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية ضد المدنيين قرب دمشق يوم الاربعاء.’
وقال البيان ان الزعيمين ‘ناقشا ردودا محتملة للمجتمع الدولي.’
واجتمعت مستشارة الامن القومي الامريكي سوزان رايس مع وفد برئاسة يعقوب أميردور رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي. وقال البيت الابيض ان الاجتماع عقد في اطار سلسلة مشاورات ثنائية منتظمة على مستوى عال وتناول الوضع في كل من ايران ومصر وسوريا وقضايا امنية اخرى في المنطقة.
وقال مسؤولون بادارة اوباما يوم الاثنين انه لا يمكن إنكار ان اسلحة كيماوية استخدمت وانه لا يوجد شك يذكر في أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم أزهق ارواح المئات من الرجال والنساء والاطفال.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ‘الرئيس وفريقه يعكفان على تقييم الخيارات فيما يتعلق بالردود على هذا الانتهاك للاعراف الدولية.. الاستخدام المحظور لاسلحة كيماوية ضد سكان مدنيين.’
وبينما يدرس اوباما الردود المحتملة اوضح مسؤولون امريكيون انهم يريدون الحصول على دعم دولي قبل اتخاذ اي اجراءات وبدأت الادارة سلسلة مشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة. وتحدث اوباما في مطلع الاسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي -وهو دبلوماسي سابق بلده حليف وثيق للولايات المتحدة سيتولى رئاسة مجلس الامن التابع للامم المتحدة ابتداء من يوم الاحد- إن المباديء الدولية وراء الاحداث في سوريا واضحة.
واضاف رود في كلمة القاها في سيدني يوم الثلاثاء ‘لا أعتقد ان العالم يمكنه ان يغض الطرف عن استعمال لاسلحة كيماوية ضد سكان مدنيين نتج عنه وفاة حوالي 300 شخص أو اكثر واصابة حوالي 3600 يرقدون في المستشفى.’
واضاف ان عدم إتخاذ اجراء سيرسل رسالة للافلات من العقاب الي ‘كل نظام لحكم الفرد يفكر مستقبلا في استخدام اسلحة كيماوية