جرس / هذولا عيالي
سامي الخرافي
جملة تكتب بماء من ذهب قالها صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، عند وصوله إلى موقع الحادث رغم خطورة الوضع الأمني وعيونه تذرف الدموع « هذولا عيالي »، دلالة على حسه الأبوي وشعوره بالألم العميق لما أصابهم من مكروه، فالاعتداء على مسجد هو اعتداء على وطن، فتلك الدموع أبكت الجميع وسوف تزيدنا قوة وثباتا وتلاحما لحماية وطننا.
ليعلم الجميع أن الدم الكويتي خلطته وتركيبته عجيبة لا يمكن تقليدها، عروق الكويتيين كجذور الشجرة قد ضربت جذورها لأعماق بعيدة، لا يمكن لأحد أن ينتزعها مهما أوتي من قوة والشواهد كثيرة.
ليعلم الجميع أن إخواننا الشيعة كانت انفعالاتهم «رائعة» رغم قساوة الموقف، فكانت هناك حكمة وضبط للنفس وعدم اتهام أطراف أخرى، والدليل ان مسجد الدولة قد جمعنا لتلقي واجب العزاء لإخواننا الشيعة، اضف الى ذلك أنهم تركوا الأمر للجهات الأمنية صاحبة الاختصاص للتحقيق مع من فعل هذا العمل الخسيس، موتوا بغيظكم يا من أردتم أن تكون هناك فتنة، لن تنالوا من «وطن النهار» أبدا.
ليعلم الجميع أن جار السني هو «شيعي» وبالديوانية الواحدة تجد السني والشيعي يلعبون كوت بوسته مع بعض، وتجدهم في العمل على قلب واحد، المسؤول شيعي والموظف سني والعكس.. الخ، أرادوا أن يفرقوا الشعب بفعلتهم النكراء وإذ به يتلاحم بقوة، ما جعل العدو يتساءل: من أنتم؟
ليعلم الجميع أن التكسب السياسي مرفوض من اليوم، ومن يلعب على وتر الطائفية أو تحت أي مسمى فهو «منبوذ» من الجميع ويجب على الجهات المختصة التعامل بشدة من الآن فصاعدا لكل من يريد ان يبرز على الساحة السياسية باللعب على أوتار التفرقة.
ليعلم الجميع أن المتشددين من الطرفين غير مرحب بهم في بلدي، والذين يدعون الى تأجيج الطائفية، والتشديد على طرد كل من يعمل على تمزيق الوحدة الوطنية وتطبيق القانون عليه، نحن أمام تحديات كبيرة فالوطن فوق الجميع.
يقول الزعيم الراحل غاندي: كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الانجليزي كان يقوم الإنجليز بذبح بقرة ورميها بالطريق بين الهندوس والمسلمين لكي ينشغلوا بالصراع فيما بينهم ويتركوا الاستعمار، ما يحدث الان عندنا بديار المسلمين يشبه تماما ما حدث في الهند مع الفارق بأن الانتحاري يقوم بدور«البقرة».
آخر الكلام: رسالة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد وأقوله «عساك على القوة ورايتك بيضاء ناصعة وجهودك واضحة وبارزة وكافة العاملين في وزارتك على جهودهم في تأمين الأمن وحماية البلاد والعباد، وأتمنى الاستعانة بالضباط أصحاب الكفاءات المميزة ممن تقاعدوا وهم في عز شبابهم وعطائهم، استعينوا بهم فحماية الوطن تحتاج الى خبراتهم وجهودهم، وأتمنى أن نبتعد عن المجاملات والمحسوبية في حال تطبيق هذا المقترح، وقد نسمع أصواتا «نشازا» ليش ترجعونهم مو كافي خذوا كل شي، فنقول لهم: الوطن غالي وخط أحمر الحديث عن أمن الوطن، فكل الأبواب مفتوحة لحماية «الكويت» فوطن النهار، لن ينهار، من فئة منحرفة ضالة».