معاً لمواجهة العنف والتطرف!
فوزية أبل
التفجير الذي ضرب مسجد الإمام الصادق كان يستهدف الكويت بكل ما فيها. أما على الصعيد الإنساني، فإن هذا النوع من التفجيرات لا يستثني أحداً من شره، غالباً ما يدفع المواطن العادي ثمن مخططات، لم تكن في الحسبان.
فإن كانت هناك عشرات من الدول التي تشكل بيئة حاضنة للعنف والإرهاب، والفتنة، فإن الكويت هي أبعد ما تكون عن هذه الاعتبارات، فهي الدولة المعروفة بالتآلف بين أبناء شعبها الطيب.
وهذا يناقض ما هو حاصل في بلدان، هي شهدت ولا تزال، تراكمات من الأحقاد ذات الطابع الطائفي أو المذهبي أو المناطقي.
لم يُمنع الإرهابيون من توجيه ضرباتهم إلى الكويت بالذات، سعياً إلى إلحاقها بالدول التي تتمزق بالخلافات الداخلية أو ذات الوحدة الوطنية المهددة.
في كل حال، فإن هناك فئات من المجتمع قد تدفع الثمن أكثر من غيرها، حتى إن لم تقع تفجيرات أو تطرأ حروب ونزاعات دموية. فضمن من يطولهم الإرهاب، ذوو الاحتياجات الخاصة، وأيضاً كل الفئات التي تعاني ضعفاً جسدياً أو مشاكل نفسية، هؤلاء ربما يعانون أكثر من غيرهم من كل ما يطرأ من مصاعب، ومن أزمات.
ولا شك في أن النزاعات على اختلاف أوجهها تزيد من المشاكل المعقدة التي يعانيها أشخاص مصابون بالأمراض أو بأي نوع من أنواع الإعاقة.. وأن كل أشكال العنف تخلق مآسي متعددة، وتسبب إعاقات جسدية ونفسية لأعداد كبيرة من البشر.. ولقد رأينا ما يحصل في بلدان خلّفت فيها الحروب آلافاً من الأشخاص العاجزين عن الحركة وعن تأمين مورد عيشها بسبب الإعاقة.
وفي السياق نفسه، فإن كل أشكال التطرف وكل الدعوات إلى إلغاء الآخر، ومشاريع التفرقة الطائفية والدينية والعرقية يدفع ثمنها المواطن البريء وأيضاً بنية المجتمعات، الأمر الذي يفرض وجود وقفة وطنية متكاملة لا تقتصر على تأكيد التسامح داخل المجتمع، بل نشكل انطلاقة للتوعية المتكاملة، سعياً إلى محاصرة الفكر المتطرف والنهج الفئوي ومساعي التفرقة وكل أشكالها.
ولا بد في هذا المجال من إعطاء دور فعّال لذوي الاحتياجات الخاصة في التعبير عن يقظتهم وفكرهم المتنور، ورفضهم كل أشكال العنف والتشدد، إذ يكفيهم ما يعانونه في صحتهم وفي حياتهم اليومية. ومن المهم إشراكهم في الحملات الوطنية وفي التوعية المكثفة ضد ما يسيء إلى المجتمع وقيمه والتماسك بين مكوناته.
ويكفي القول إنه في العديد من الدول برز دور قيادي للعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعضهم نشطاء ومثقفون وطليعيون في نشاطهم، ليس فقط من أجل قضاياهم، وإنما أيضاً من أجل أوطانهم، ومن أجل خدمة البشرية جمعاء.