داهم القحطاني
هذا الأسبوع وبعد 12 عاما من المراوغات ستنتهي لعبة القط والفأر التي تلعبها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الغرب فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ففي فيينا إما سيشهد العالم تأجيلا للمفاوضات بطعم الإنهيار أو سيكون هناك إتفاقا نهائيا يحسم المسائل الخلافية بين إيران ودول 5+1 ( دول مجلس الأمن + ألمانيا ) .
وتبدو المفاوضات وكأنها مشهدا دراميا في فيلم هوليودي حين ترتبط زمنيا بتاريخ 9 يوليو الحالي فالإدارة الأمريكية يجب أن تقدم مشروع الإتفاق النووي الإيراني للكونغرس الأمريكي قبل منتصف ليلة ليلة 9 يوليو ليتم التصويت عليه خلال 30 يوما أما تقديمه بعد ذلك فيعني أن التصويت عليه سيكون خلال شهرين , وهو أمر يثير قلق إيران ويجعل من المفاوضات صعبة على الطرفين .
وعلى الضفة الأخرى من الخليج يبدو أن دول الخليج لم تعد تعبأ بهذه الألعاب السياسية المتكررة بين الولايات المتحدة وإيران فبعد عاصفة الحزم أصبحت موازين القوى تتحدد وفقا للتاثير لا للتصريحات .
نقطتا الخلاف الرئيسيتان في المفاوضات تكمن أولاهما مقدار الصلاحيات المعطاة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تفتيش المنشآت النووية الإيرانية ومواقع أخرى ,أما الأخرى فتتعلق بتوقيت رفع العقوبات بشكل نهائي .
إيران جعلت الموافقة النهائية للإتفاق النووي الإيراني بيد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عبر قانون أصدره مجلس الشورى مؤخرا ولهذا يبدو أن قدرة المفاوضين الإيرانيين لن تكون بالمرونة التي كانت عليها في السابق ما يرجح تعثر الوصول إلى إتفاق مرن قابل للتطبيق مالم تجبر إيران على ذلك إن هددت دول 5+1 بالإنسحاب من المفاوضات .
الإيرانيون مصممون على أن عمليات التفتيش الدولية يجب ألا تنتهك سيادة إيران ولا تمس أمنها القومي في حين ترى دول 5+1 أن التفتيش المفاجىء والمرن أمر ضروري للتأكد من إلتزام إيران في تطبيق الإتفاق .
وفي المقابل تصر إيران على الرفع الفوري للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن والإتحاد الأوربي وإلا فإن أي إتفاق لن يجد أي صدى أو تشجيع داخل إيران وسيعتبر هزيمة بمثابة الهزيمة .
مفاوضات فيينا صعبة جدا على الجانبين فالإدارة الأمريكية لا تريد المغامرة بعدم الوصول لإتفاق بعد كل هذه التنازلات التي قدمتها لإيران , وهي التنازلات التي تجد إنتقادا حادا من الكونغرس الأمريكي بمجلسيه وبأغلبيته الجمهورية , لكنها وفي الوقت نفسه لا تريد أن تسمح لإيران بأن تستغل هذه النقطة لتحقيق مزيدا من المكاسب خصوصا أن الولايات المتحدة تعهدت لدول مجلس التعاون في قمة كامب ديفيد بأن الإتفاق لن يحقق لإيران أي مكاسب تتيح لها تهديد أمن المنطقة .