فقط تخيل المشهد: تنوي الصوم في شهر رمضان فتجد الشرطة تأمرك بعدم الصوم وتطلب منك أن تأكل وتشرب في نهار رمضان، وبأن تكتب تعهدا بعدم قيام أطفالك وعائلتك بالصوم وإلا تعرضت للعقوبة.
هذا ليس بمشهد من نسج الخيال، بل هو ما يحدث الآن في الصين، وعبر نهج رسمي قمعي يمارس ضد المسلمين من أقلية الإيجور في مقاطعة شنجيانج ومناطق أخرى.
وفي دولة يبلغ حجم التبادل التجاري بينها وبين الدول العربية نحو 300 مليون دولار حسب إحصاءات العام 2014.
لماذا يحدث هذا؟
السلطات الصينية تقول إنها تعمل على تجفيف ما تظن أنه منابع للإرهاب ردا على ما يقوم البعض في أقلية الإيجور المسلمة من حراك متصاعد لمنع الاضطهاد الذي يمارس ضدهم.
شعائر الدين الإسلامي لم ولن تكون أداة للضغط السياسي، لهذا يجب على الدول الإسلامية والعربية، وعبر سلاح الاقتصاد، منع هذا التعدي الصيني، فالدين الإسلامي الذي يحارب التطرف لا يمكن أن يسمح لأي دولة بالتعدي عليه وعلى أصوله باسم محاربة التطرف.
ما يحصل في الصين ليس سوى مؤشر على أن هناك في العالم دولا ومؤسسات تتأثر بالحملات التي تقوم بها بعض السلطات العربية والتيارات العلمانية المتطرفة ضد كل ما هو ثابت ومعلوم بالضرورة في الإسلام، وتحت غطاء محاربة الإرهاب ولهذا ربما قال الصينيون إن كان هذا يحصل للمسلمين في عقر دراهم فلماذا لا نقوم به نحن.
الإرهاب الحقيقي ليس فقط ما تقوم به جماعات متطرفة من تشويه للإسلام وباسم الإسلام، لكنه أيضا يشمل محاولات بعض الأنظمة والتيارات العلمانية المتطرفة المس بثوابت الإسلام استغلالا للظرف الدولي والإقليمي المعبأ ضد الدين الإسلامي.
إذا كانت أحدث التقنيات قد صنعت في الصين بشكل أذهل العالم، فمنع المسلمين من الصوم والتفتيش عليهم في منازلهم للتأكد من عدم صومهم عمل بالفعل يذهل العالم ويثير غثيانه وهو أيضا… صنع في الصين.