تحت المجهر / وماذا بعد التفجير الإرهابي؟!
أ.د بهيجة بهبهاني
رغم اننا نحن الكويتيين تعرضنا الى صدمة عصبية وما زال الذهول يسيطر على احاسيسنا ويؤلم مشاعرنا ويجعلنا نعيش الألم والمعاناة جراء التفجير الارهابي من الجماعة التكفيرية في مسجد الامام الصادق عليه السلام يوم الجمعة 26 – 6 – 2015، فان تكاتف والدنا القائد حضرة صاحب السمو، حفظه الله، معنا نحن ابناء شعبه الوفي، ووقفة الكويتيين – باختلاف مذاهبهم وتعدد انتماءاتهم – صفا واحدا، كان لهما الاثر الفعال في سرعة ترتيب افكارنا واسترداد تركيزنا وتوحيد قوانا من اجل محاربة هذه الفئة الضالة وحماية وطننا الغالي. وهذا التآزر والتعاضد حين المصائب وعند الشدائد معروف عن الكويتيين منذ نشأة الكويت، الا اننا خائفون وقلقون بشأن ما سيحدث بعد انجلاء الغمة! وما يجعلنا نعايش القلق ونعيشه هو الوضع المماثل الذي وجدنا انفسنا به، اثناء فترة الغزو العراقي عام 1990م بعد انتهائه، اي قبل ربع قرن من الزمن، حيث كان الكويتيون جميعهم يدا واحدة في التصدي للعدوان ودحر المعتدي واختلطت دماؤهم الزكية لتكون ثمنا لحرية وطنهم الكويت، وبعد انتهاء اعمار الوطن من الدمار وعودة الامل الى نفوسنا ظهرت مرة اخرى مشاعر العداوة والبغضاء أحيانا بسبب اختلاف المذاهب وتعدد الانتماءات وطغت روح الكراهية في تعاملنا بعضنا مع بعض، وزادت الخلافات والاختلافات بين الحكومة ومجلس الأمة، والاهم توقفت التنمية وتضاءلت اسسها وتفرقت مكوناتها، ولم يعد هناك تطوير لصرح الوطن! اننا نطالب اعضاء الحكومة واعضاء مجلس الامة بالتعاون المثمر بعد هذه الفاجعة، فما زال الخطر قائما والتهديد بالدمار مستمرا، خاصة اننا كدولة موقعنا الجغرافي يجعلنا بجوار الدول التي تواجه التهديدات وتتعرض الى التفجيرات بصفة مستمرة، فكما اعلن معالي وزير الداخلية: «فنحن في حالة حرب حاليا»، ونأمل ان نستمر في هذه الحالة من التأهب والاستعداد للحرب سنوات طويلة حتى لا يتكرر لدينا حدوث تفجير ارهابي كالذي حصل بمسجد الامام الصادق عليه السلام، وكذلك يجب على الحكومة الاستمرار في الاعلام الموجه، وفي مراقبة خطب الجمعة في كل المساجد، وكذلك في الحسينيات، وايقاع العقوبة الشديدة على كل من تسول له نفسه تهديد امن الوطن.. فما عادت الكويت ولا عدنا نحن الكويتيين نتحمل المزيد من الجراح.