حكومة بلا محاسبة
زايد الزيد
منذ شهر تقريبا يعيش مرتادو طريق الوفرة السريع مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى بسبب الكثبان الرملية التي دفنت هذا الطريق الحيوي بالرمال الكثيفة ، وما زاد الطين بلة أنه مع سوء الأحوال الجوية في الأيام الماضية أصبحت معظم الطرق بشمال وجنوب البلاد على خطى طريق الوفرة وانتقل هذا الداء إليها، وسط صمت مطبق من قبل الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارات الداخلية والأشغال والبلدية بالاضافة الى ادارة الدفاع المدني التي نسمع بها ولا نراها إطلاقا، أما وزارة الأشغال فبعد صمت طويل وبعد تقاعسها عن القيام بأي دور إلا متأخرا بعد ورود شكاوى عديدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي نشرت صور هذه الطرق وهي مدفونة بالرمال والسيارات «امغرزة» في وسطها، فحركت آلياتها إلى المواقع المتضررة ، ولكن بعد أن «طاح الفاس بالراس» وتسبب ذلك بالعديد من الحوادث ناهيك عن تعطل مصالح قائدي المركبات.
والحقيقة، أن الأمر جدا مأساوي، فالتقلبات الجوية وكثافة الكثبان الرملية في بعض الطرق (شمال وجنوب البلاد) خاصة على طريق الوفرة والسالمي والصبية في أشهر الصيف وخاصة من شهر يونيو وحتى سبتمبر وهذا أمر ليس مفاجئا ، بل هو متكرر في كل عام لذلك فانه يستدعي وقفة جادة من الأشغال بتفعيل رقابتها على الشركات المسؤولة عن صيانة هذه الطرق وبالتالي محاسبتها، فمن غير المعقول ان تمنحها الوزارة عقودا بالملايين وتتقاعس تلك الشركات عن تنفيذ بنود العقد ولا تلتزم بالصيانة الدورية، بل الأهم من هذا وذاك : هل تمتلك وزارة الأشغال ومسؤوليها الشفافية والشجاعة لكشف إجراءاتها بهذا الشأن ؟ هذا إن وجدت طبعا أي إجراءات وهذا ما أشك فيه بكل صراحة.
إن الأمر سيتكرر بلا شك خلال الأسابيع المقبلة على نفس الطرق، مادامت الحلول ترقيعية وليست حلول مكتملة، وسيتكرر الأمر مادامت أداة المحاسبة في «خبر كان» ومادامت الحكومة تعيش حالة من «العجز السياسي» ترجمتها بتناقضها الصارخ عن الحالة العامة للميزانية في الدولة من خلال تصريحات وزير المالية.