القبس جرة قلم / الأمة المنكوبة بالشهادات المضروبة! علي أحمد البغلي نشرت القبس تقريراً عن العربية نت يفيد بأن عددا من أقرباء بشار الأسد في سوريا والذين وافاهم الأجل المحتوم في المعارك الدائرة والحرب الأهلية في سوريا، لوحظ أن أسماءهم في نعواتهم يسبقها لقب «دكتور»، ويفيد التقرير بأن من سبق اسمهم ذلك اللقب يشك أن لديه شهادة الابتدائية، ناهيك عن الدكتوراه! فأحدهم، قالت المصادر إنه كان من أشهر المهربين ما بين سوريا ولبنان وبعض الدول الأخرى.. وكان يلقب «بشيخ الجبل»، وقد كان مروره كافياً لبث الرعب في قلوب المارة في الشارع نفسه! أما سبب وقصة حصوله على الدكتوراه فهما حكاية أخرى، فشيخ الجبل هوى امرأة من طرف واحد، وهي من قريباته، وكانت من عاشقات الفلسفة والأدب الفرنسي، في حين أن شيخ الجبل لم يكن على دراية بأي من العلوم فلجأ إلى شراء الدكتوراه، لكنه مع ذلك لم يستطع الفوز بقلبها! فركز على مواهبه في التهريب بين سوريا ولبنان.. ويوجد آخر من آل الأسد، فعل الأفاعيل بالناس منذ الثمانينات.. احترقت سيارته وخرج منها محترقاً، فلم ينقذه أحد لكرههم الشديد ومقتهم له… أما قصة حصوله على الدكتوراه، فهي مثل شهادة ابن عمه «شيخ الجبل»، فقد تم دفع ثمنها، وكان يدخل بحراسة خاصة بعض الأحيان، لكي يتمكن من «الغش» في الامتحان. انتهى. *** لا أدري لماذا تذكرت بعد أن قرأت ذلك التحقيق عن شبيحة النظام السوري من حملة الدكتوراه، حملة الدكتوراه لدينا الذين أصبحوا أكثر من الهم على القلب؟! ويكتشف المرء من ضحالة فكر بعضهم وسطحية طروحاتهم أن لقب الدكتوراه الذي «طب عليهم» فجأة ومن دون سابق مقدمات، أو غياب عن الساحة للدراسة هو أمر مشكوك فيه حتى النخاع! وقد كشفت إحدى المؤسسات الأميركية اخيراً عدد الحاصلين على الدكتوراه السورية من أبناء دول مجلس التعاون من إحدى الجامعات الأميركية الدكانية! وأقصد هنا، لقب الدكتوراه الذي يأتيك وأنت لم تفارق أهلك وبلدك، ولكن «كل شيء بثمنه»! وقد بلغ عدد الكويتيين الذين ابتلينا بهم حوالي 286 مزوراً من تلك الجامعة فقط؟! ناهيك عن الجامعات العربية والآسيوية والأفريقية، التي تعتبر دكاكين أكاديمية بحق وحقيق، وقد فضحهم وتصدى لهم د. موفق الرويلي في موقع «هلكوني»، كما أشار لذلك زميلنا بدر خالد البحر في صفحة المقالات في القبس.. نرى أشخاصاً محيطين بنا ونراهم جسدياً أو مجازياً، ذوي قدرات أقل من متواضعة، يشغلون – على سبيل المثال – وظيفة واعظ أو موظف أرشيف طوال حياته، ليأتي لك على حين غرة، وبعد أن خط الشيب لحيته وأحالها للون الرمادي، ليسبق اسمه بحرف الدال «د»، ليشبع نقصاً في نفسه وشخصيته قد يكون عانى منه طوال حياته! وتشك شكاً مبرراً، أن مدعي التدين والعلم قد اشترى حرف الدال! أو على أقصى تقدير فقد ناله من إحدى الجامعات الدكانية في أميركا، أو جنوب شرق آسيا برسالة دكتوراه، عنونها بـ «الاستنجاء بالطين في غابات وبراري الصين»؟! وهكذا! إننا لا نعتب على أولئك المزورين، وكثير منهم يتلبس ثوب الورع والتقى والوعظ، لأن ذلك، أي الادعاء والتزوير، هو مرض أو عقد نفسية ابتلوا بها… ولكننا نعتب على وزارة التعليم العالي ممثلة بلجنة الاعتماد الأكاديمي التي تركتنا نهباً وضحايا لأمثال هؤلاء، أو أمة منكوبة، بأهل الشهادات المضروبة! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.