الدراما الرمضانية
سعاد فهد المعجل
المسلسلات التلفزيونية أصبحت سمة من سمات شهر رمضان!! كانت في بدايتها تقتصر على عملين أو ثلاثة يتم بثها في أغلب المحطات التلفزيونية.. لكن اليوم تبدلت الحال كثيراً.. وفي ظل مئات الفضائيات أصبح التنافس على أشده.. وتحول العمل الفني في أحيان كثيرة إلى مجرد بيزنس يدر أموالا طائلة، وبغض النظر عن قيمته الفنية أو الدرامية!
للكويت.. ومصر نصيب الأسد من هذا السباق الرمضاني، وعلى الرغم من طول باع الشقيقة مصر في عالم الفن والسينما والدراما.. إلا أن الكويت استطاعت أن تحقق الكثير في هذا المجال.. ولعل في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية فضلاً كبيراً في تسمية الكويت «هوليوود الخليج».. هذا المعهد الذي تأسس في العام 1973 كمؤسسة فنية تهتم بالفن المسرحي والتمثيل والاخراج المسرحي بالاضافة الى النقد والأدب والديكور المسرحي!!
في هذا الموسم غاب العملاق عبدالحسين عبدالرضا لظروف صحية.. وغاب كذلك عمالقة كغانم الصالح وغيره عن هذه الدنيا.. لكن حضور حياة الفهد في حلة كوميدية جميلة من خلال مسلسل «حال مناير» وكذلك سعاد عبدالله في «أمنا رويحة الجنة».. كان له اثر جميل أثرى موسم رمضان الفني لعام 2015! كما كان لمجموعة الشباب من الفنانين الكويتيين مساهمات جميلة وابداعية تبشر بجيل فني سيملأ فراغ العمالقة الذين رحلوا أو توقفوا قسراً.. وان كانوا لا يزالون بعد في أولى خطوات رحلة الابداع.
تبقى الأعمال الدرامية مادة دسمة للصحافة في رمضان.. وكثيراً ما تواجه هذه الأعمال مشرط النقاد الذي قد يغوص احياناً في عمق العمل الدرامي.. وقد يكون احياناً اخرى مجرد مادة لملء حيز من الصفحات الفنية! الأسباب هنا معروفة.. فبعض الأعمال الدرامية هي الأخرى لا تتعدى فترات بث لملء حيز فضائية ما!
الملاحظ كذلك أن بعض النقد لم يخل من العنف الذي يبدو أنه يتماشى مع موجة العنف والحروب السائدة، ولعل ما تعرض له الفنان السعودي ناصر القصبي والكويتي سعد الفرج من تهديد يعكس ذلك!!
يبقى الجدل حول مسلسلات رمضان يتكرر كل عام، والسؤال عما اذا كانت تتعارض مع العبادة والتقرب الى الله.. ومع ذلك تستمر المسلسلات في احتلال موقعها المعتاد من شهر رمضان!! فكل عام وانتم بخير.. وعيد سعيد ومبارك على الأمة العربية جمعاء!