وجع الحروف / الكذبة التي أزعجتني.. وعيدكم مبارك!
د. تركي العازمي
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم جميعا بخير وصحة وسعادة وفي حال أفضل.
أدعو المولى عز شأنه أن يعيننا على قضاء حاجاتنا ويبعد أصدقاء السوء عنا.
الآن وبعد ثلاثة عقود من العمل في مهنة الصحافة تعلمنا الكثير من عاداتنا الاجتماعية التي بقي من ملامحها الجميلة القدر القليل حيث معظم مفاهيمها الطيبة قد تغيرت تدريجيا منذ العام 1992 إلى أن وصلت مرحلة بناء العلاقات الاجتماعية على أساس عصبي أو لمصلحة دنيوية.
وهذا التغير هو ملخص الكذبة التي أزعجتني وصورها ثابتة أمامنا ونعلم عنها نحن لكننا مازلنا نكابر ونتجاهلها.
تبدأ الكذبة في التغير الحاصل على مفهوم الصداقة… بعضهم يأتيك وأنت في المنصب وتشعر بأنه محب لك، وما أن تبتعد عن المنصب تجد نفسك محاطاً بفئة قليلة… والبقية ذهبت مع ذهاب المنصب.
والصورة الأخرى تجدها في توزيع المناصب… وعلى الرغم من أن الأغلبية تظن ان الاختيار يُبنى على أساس الكفاءة والقدرات لكنها «كذبة» اجتماعية والسبب يعلمه الجميع فبعد الإعلان عن اسم قيادي تجده لا علاقة له بمجال المنصب فأين الكفاءات… إنها حسبة «عرجاء» قد تستمر لعقد من الزمان لكن ضررها تبرهنه الأيام!
والصورة الثالثة في المحاصصة وطريقة اختيار القياديين في المناصب العليا.
صحيح أن ما يقال جميلاً وما يسطر من تصريحات أجمل إلا أن واقع ما يدور خلف الكواليس غير ذلك.
وصحيح أننا نرغب في نقلة نوعية ونبحث عن تطوير إداري وتحسين للخدمات لكن واقع الحال يشير إلى العكس لدرجة أننا لم نستطع رفع الأذى عن الطرق الخارجية التي غطتها الكثبان الرملية وتسببت في الحوادث المروعة.
يأتيك متطوع.. أكرر متطوع لعمل مشروع من شأنه حل مشكلة معينة فيفاجأ بأن مشروعه الإصلاحي غير محبذ ولا يلقى الدعم المطلوب.
وصحيح أننا سياسياً نخطئ… ونتوقع تصحيح الخطأ بعقلانية لكن انفراد البعض في تصوره الإصلاحي جعل استمرار الأخطاء نهجاً مازال معمولاً به.
تقول لهم في رمضان «تعوذوا من الشيطان… الأمور طيبة» ويقابل قولك بالتشكيك ويصل إلى مرحلة العزل لأنك قد استعنت بالله.
من يستعن بالله لا يخسر وإن قوبل توجهه بالرفض فهو في نهاية المطاف سيجد النصر من رب عزيز كريم لطيف بعباده الصالحين.
كم شخص منا تعرض للإساءة ؟، كم شخص منا حرم من حق له؟، كم شخص منا بحث عن العلاج ولم يجده ؟ وكم.. وكم..!
كثير منا قد تعرض وعايش هذه الصور لأنها «كذبة» خلقها من لا يفقه أبجديات القيادة، فالقيادة «الصح» معنية بالإصلاح ورسم الرؤى ومتابعة المشاريع وتجديد الدماء للمضي في تحقيق الأهداف المرسومة عبر إستراتيجية متقنة الأبعاد ينفذها فريق عمل متكامل.
انتهى رمضان ونحن منذ ثلاثة عقود نعاني من «كذبة» أزعجتنا ونحاول تصوير المشاهد للسادة القراء من أصحاب قرار وقياديين وزملاء ومتابعين نكن لهم كل احترام ويبقى التفاعل مع ما ينشر محدوداً مع الأسف!
انتهى رمضان ولم نتعلم من دروس الأمس التي يفترض أن تكون أساس عمل استراتيجية اليوم والغد المنتظر.
لذلك ومما تقدم، نتمنى من المولى عز شأنه أن يعيننا على تجاوز صور «الكذبة» التي لا تعكس واقع الحال حتى على مستوى العلاقات الاجتماعية وكل عام وأنتم بخير…. والله المستعان!