‘التطبيقي’ قبل النتائج
أ.د فيصل الشريفي
في البداية أتقدم إليكم بأجمل التهاني والتبريكات لحلول عيد الفطر السعيد، سائلاً المولى أن يتقبل صيامكم وقيامكم، وأن يعيده الله عليكم وعلى الأمة الإسلامية بكل خير، وأن يحفظ الكويت وأهلها تحت ظل والد الجميع الشيخ صباح الأحمد الصباح وسمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الصباح.
لقد شارف الفصل الصيفي على الانتهاء، وكثرت معه الإشاعات حول امتناع بعض أعضاء هيئة التدريس عن رصد الدرجات النهائية للشعب الدراسية التي لا تنطبق عليها شروط المزاولة وفق لائحة الفصل الصيفي، وللحقيقة لم أسمع أحداً من الزملاء في نيته الامتناع عن رصد الدرجات، فهم ينأون بأنفسهم عن إدخال الطلبة في قضية ليس لهم دخل فيها إيماناً بالرسالة التربوية التي يؤدونها.
لقد تناولت في المقال السابق بعض الإشكالات التي تواجه ‘التطبيقي’ في رصد ميزانية الساعات الزائدة على النصاب وكذلك مكافأة ‘الصيفي’؛ لذا فبيان الفرق بالمعنيين قد يساعد في فهم ومعرفة مبررات العجز في ميزانية ‘التطبيقي’، ولكي تكون الصورة واضحة أضع مجموعة من النقاط لإزالة اللبس:
أولاً:
– الساعات الزائدة هي الساعات التي تحسب بعد استيفاء ساعات النصاب المخصصة بناءً على الدرجة العلمية التي يشغلها، وبحد أقصى ستة آلاف دينار عن الفصل الدراسي، وهذا الإجراء قد تم العمل فيه بعد أزمة القبول التي تحمّل ‘التطبيقي’ الجزء الأكبر منها كحل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة، وكذلك تمكين الطالب من التسجيل في أكبر عدد من المقررات.
– ترفع الكشوف بعد اعتمادها من الأقسام العلمية إلى العمادات لمراجعتها ثم تحال إلى القطاع المعني لاستكمال إجراءات الصرف.
ثانياً:
– مكافأة ‘الصيفي’ تصرف لعضو هيئة التدريس والتدريب نظير تدريسه في الفصل الصيفي، وهو نظام معمول فيه في ‘التطبيقي’ والجامعة، وفيه تطرح المقررات التي يحتاجها الطالب للتخرج في الفصل الصيفي أو الذي يليه على ألا يقل عدد الطلبة المقيدين في الشعبة عن سبعة، وتُستثنى من ذلك المقررات التي يوجد فيها خريج.
«جري الوحوش»
الأخ العزيز حسن الأنصاري دائماً يتحفنا بسوالفه قبل النوم، وبقلم يجمع بين القصة والعبرة، ومنها هذه القصة الجميلة:
‘يحكى أن تاجراً أراد أن يختبر ابنه الشاب حتى يصبح تاجراً ناجحا لكي يعتمد عليه في إدارة تجارته وأمواله في المستقبل، حيث طلب منه أن يسافر إلى إحدى الدول المجاورة لعقد صفقة تجارية مع أحد التجار هناك.
طبعا الابن ما كان منه إلا أن يطيع والده وبعد أن استعد وتهيأ للسفر، انطلق في رحلته التجارية مودعا زوجته وهي تدعو له بالتوفيق والنجاح، وخلال سيره المتواصل وفي منتصف الطريق أحس بالتعب والإرهاق فاستظل تحت شجرة كبيرة طلبا للراحة.
وفي هذه الأثناء أقبل أسد يحمل بين فكيه فريسة سمينة فوضعها وأخذ يتناولها بفخر واعتزاز وهو يتلذذ في أكلها، وعلى مسافة ليست بعيدة كان الثعلب ينتظر دوره بلهف ليأكل ويسد جوعه القاتل، وما إن شبع الأسد وتوارى عن الأنظار تاركا خلفه بقايا بعض أعضاء الفريسة التي لا يسوغ أكلها، أقبل الثعلب الهزيل مهرولا وانقض على فضلة الأسد وبقايا الأعضاء الرديئة التي خلفها يأكل منها.
هذه القصة تصنع الفارق بين من يعيش بهمة عالية ومن يرضى بأقل القليل، فشتّان ما بين الاثنين، فلا تكن إلا كالأسد تصنع حياتك، فيأكل الآخرون من بقايا طعامك، لا أن تأكل من بقايا طعامهم فتصبح كالثعلب’.
ودمتم سالمين.