وجع الحروف / ..فهل نحن فاعلون؟
د. تركي العازمي
ينشر المقال اليوم الأحد بعد الاحتفال بعيد الفطر السعيد تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والله نسأل أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويحفظ لنا الكويت من كل مكروه.
ما بعد عيد الفطر السعيد مرحلة نتمنى أن تكون مرحلة انتقالية تحسم كل القضايا العالقة اجتماعياً وسياسياً.
لقد كثرت الاتهامات… ورصدت الإساءات وعلم الأمر وتداعياته والمحاسبة مطلوبة لكل نفس بشرية نثرت سمومها بين نسيج المجتمع الكويتي.
لم نشهد في العقود الماضية فجوراً بالخصومة وتدني مفردات الخطاب الذي يوجهه البعض لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي مثلما نشاهده اليوم… والسكوت لا يعني الرضا فقد يكون لالتقاط الأنفاس وترك حالة «الفوضى Chaos» قائمة كي يتم رصد كل مثير للفتنة وكل عنصر هدام لا يعير المصلحة الوطنية ولا أدب الحوار أي أهمية.
نتفق بأن مساحة الحرية المفتوحة طيبة عندما تمارسها شعوب على قدر عالٍ من الثقافة الاجتماعية لكن عندما لا تتوافر هذه الثقافة وهو واقع الحال الاجتماعي لدينا فالحرية بحاجة لمن يدرسها لأحبتنا صغاراً وكباراً.
الحرية لا تعني أن تسيء لي.. ولك ولقيادي معين دون دليل!
الحرية المسؤولة لها حوكمة معينة بحيث لا تخرج عن نطاق العادات والتقاليد التي جبل عليها المجتمع الكويتي.
من يخطئ فعليه تحمل خطئه وهنا نود عرض ما يتداوله الشارع الكويتي في عبارة يرددها الجميع: «طيب.. وفلان وعلان ليش ما حاسبوهم»!
لذلك٬ نحن ومعظم السواد الأعظم من أبناء هذا الوطن الآمن الطيبة معادن أغلب رجاله ونسائه وفئاته يتطلعون إلى فرض هيبة القانون وتطبيق سلاح المحاسبة على الجميع بدءاً من المسؤول إلى المواطن البسيط ومروراً بأي قيادي خان الأمانة أو جعل من المنصب طريقاً لتنفيذ أجندة خاصة به أو بمجموعته.
من هو الملام هنا؟، هل ما يكتب عن حالات الفساد كذباً؟، وإن كان كذلك فلماذا لا يحاسب الكاذب؟،
وإن كان ما ينشر عن الفساد صحيحاً… فهل تمت محاسبة المجاميع الفاسدة؟!
الكلام سهل… ولكن الله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله «وقفوهم إنهم مسؤولون» وهو قول من عزيز حكيم يقصد منه وجوب المحاسبة.
ما بعد عيد الفطر السعيد مرحلة علمها عند المولى عز شأنه وإنني على المستوى الشخصي متفائل لبروز مؤشر إيجابي وأتمنى أن يكون شعورنا هذا صحيحاً.
مؤشر إيجابي يرمي إلى الإصلاح ليقال للمخطئ… أنت مخطئ وكل مخطئ يتحمل وزر خطئه.
المراد… نريد لطالب المرحلة الابتدائية أن يتعلم الأدب في الحديث… ونريد من الكبير أن يكون قدوة للصغير ونريد أن يتم تطبيق القانون على الجميع ونريد قياديين على قدر من المسؤولية يتم اختيارهم وفق معيار الكفاءة والنزاهة هذا هو المدخل لإصلاح المجتمع الكويتي: فهل نحن فاعلون؟… والله المستعان!