نسمات / الزواج بالأمهات.. الموضة المقبلة!
د. وائل الحساوي
أقصى ما توصل إليه الفيلسوف الغربي (ديكارت) هو ترديده ما قاله الامام الغزالي سابقا: «ليس هناك من شيء يمكن ان يستقر أو يقف على قدميه، لأنني اشك في كل شيء، فكل ما تعلمناه بُني على التقليد لا أكثر».
أصبح اليوم في عالمنا المتناقض كل شيء قابلاً للنقاش وللشك وليس هنالك ما يمثل الحقائق التي لا يمكن مناقشتها او التشكيك فيها، في قضايا الأخلاق والقيم الإنسانية !
ولكن ذلك التناقض قد وصل الى درجة لايكاد يصدقها عاقل الا وهي السماح بزواج المثليين جنسيا الذي اقرته المحكمة العليا في الولايات المتحدة الاميركية قبل اسابيع، واحتفل به قادة الكونغرس واطلقوا عليه شعار (Love wins) او (الحب ينتصر) ولا ادري ما هو الحب المقصود بهذه العبارة، هل هو تشويه الصورة الانسانية التي تقوم على العلاقة بين الرجل والمرأة، والتي لا تستقيم الحياة من دونها؟ ام هو الحب الشهواني الذي اخترعه بعض المنحرفين لطمس الفطرة البشرية؟!
لقد اخبرنا القرآن الكريم عن بشاعة فعل قوم لوط بقوله تعالى: «…إنكم لتأتون الفاحشة ما سبَقكم بها من أحدٍ من العالمين» وأخبرنا بأن الرد الوحيد الذي تمسك به قوم لوط (عليه السلام) «…أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون» أي أن ذنبهم الوحيد هو أنهم يريدون الطهارة والتنزه عن فعل المنكرات ثم اخبرنا القرآن كيف استأصلهم وجعلهم عبرة لغيرهم !
بعدها تراجع هذا الفكر المنحرف لأكثر من اربعة آلاف سنة قبل ان يخرج علينا بثوب جديد وعصري تحت مسمى حقوق الإنسان !
أعجب ما في ذلك الفكر المنحرف هو انه قد حول الكنيسة التي من المفترض ان تكون داراً للعبادة وتصفية الاخلاق الى شاهد زور على زواج المثليين وتوثيقا لعقودهم الفاجرة !
لا نريد ان نتحدث عن خطر انتشار الزواج المثلي على الاخلاق وعلى مستقبل البشرية فهو امر مشاهد وملموس، ولكننا نتساءل الى اين سيقودنا اولئك المتلاعبون بعقول البشر، وهل سيخرجون علينا بتقليعة جديدة مثل الزواج بالحيوانات الاليفة او زواج الاقارب مثل الام والاخت والعمة، فما الذي يمنع من ذلك ما دام الدين لا دخل له بحياة البشر، وكل شيء قابل للنقاش وللشك ؟!
حقيقة الماسونية !
نشرت جريدة «الراي» بتاريخ 7/21/ 2015 تحقيقا على صفحتها الاولى بعنوان «كويتيون في قمة مراتب الماسونية» للاستاذ «احمد زكريا» ذكر فيه كلام رئيس محفل نور الحكمة اللبناني سليم عبيد لـ «الراي» عن تردد 1500 كويتي على المحافل الماسونية في لبنان وغيرها.
وقد تساءل الكثيرون عن حقيقة الماسونية واهدافها، وقد كتب الكثيرون عن ذلك فهي قديمة قدم المسيحية او اكثر، وهي: «اكبر جمعية سرية في العالم» كما تعرفها دائرة المعارف البريطانية وهي تستقطب علية القوم في كل مجتمع ومن لا يمارسون الطقوس التعبدية والتدين وهي من المؤسسات الاخوية (fraternity) المنتشرة في العالم.
أما اهدافها فهي غامضة كذلك ومع ذلك فقد انضوى تحتها ملايين البشر وانشئت آلاف المحافل الماسونية في معظم بلدان العالم: وكتب الكثيرون عن اهدافها ومنها تقويض النظام العالمي ومحاربة الاديان، وهي تعمل بشكل منفصل في كل بلد ولها 33 مرتبة يتدرج بها الاعضاء،، كما ان شعاراتها المعلنة هي عدم التدخل في السياسة او شؤون الدول، وينتمي كثير من الحكام الى تلك المحافل الماسونية.
ويبقى بأن نحذر بأن تلك المنظمات السرية وان كانت لا تظهر عداء ظاهرا للأديان لكن لا شك ان اهدافها خطيرة وتتطلب الحذر الشديد من انزلاق ابنائنا الى ذلك المنعطف دون ان يدركوا حقيقة تلك القوى الخفية التي تحكم العالم اليوم !