العالم الأول أو السادة أو مايسمى بالمجتمع الدولي ، وهي الدول العظمى وتقودهم أمريكا ، لايوجد في جميع حساباتهم أي معاني أو مفاهيم تتعارض مع المصالح !!! وفي القانون الفرنسي يعطي أصحاب القرار الحق في اتخاذ قرارات تتعارض مع المباديء والأخلاق إذا كان في ذلك مصلحة اقتصادية للدولة !!! وهذا مشاهد في عصرنا من قبل هذه الدول في تعاطيها مع دول العالم الثالث أو المتخلف على وجه الخصوص ! جعلوا عالمنا أشبه بمجمع تجاري أو سوق لبيع كل مايحتاجه المستهلك ! وهذا جعلني أظن أن شبح التقسيم الذي قرأنا عنه في تقارير عدة أنه قادم لامحالة ، بحيث يقسم الشرق الأوسط إلي دويلات وقوميات وطوائف ، وهو مايسمى بالشرق الأوسط الجديد ! ولكن الأمر المهول في هذا المشروع هو إبادة هذه الشعوب وأنهم يعدون العدة لفتن وملاحم لاتبقي ولاتذر .. أسأل الله الحي القيوم أن يفشل مخططاتهم ويجعل كيدهم في نحورهم . تمرير المشروع النووي الإيراني من المستفيد ؟ ومن المتضرر ؟ المتضرر طبعاً شعوب المنطقة ! والمستفيد هي الدول العظمى ! ودليل ذلك ماعرضته إيران من خطط إقتصادية ضخمة لإعادة بناء علاقاتها الصناعية والتجارية الأساسية في أعقاب الاتفاق النووي مع القوى العالمية مؤكدة أنها تستهدف مشاريع للنفط والغاز قيمتها 185 مليار دولار بحلول 2020 ! والصحيح أن هذا العرض ليس في أعقاب الإتفاق النووي بل قبله ! مايعني أن الذي يتحكم في هذا العالم ‘رجال أعمال ‘ بالدرجة الأولى همهم المصلحة العليا وهي المادة والإقتصاد ثم المظاهر السياسية المعظمة في نفوس الشعوب الساذجة وبعدها وتعتبر في ذيل السياسة وقد يتجه لها الزعماء وقد يتركوها ، وهي الحفاظ على سلامة الشعب ومحبتهم وخلق علاقة وطنية بين الحاكم والمحكوم وهي بطبيعة الحال هامش بسيط من الإحترام يدخل في بروتوكول الحكم ويتعبر من الأشياء الجميلة التي يستأنس بها مادام جاثماً على كرسي العرش ! والصحيح في هذا الباب أن الأمريكان والأوربيين لاتهمهم المصالح الإنسانية سواءاً ماكان في مصلحة شعوبهم أو في مصلحة شعوب العالم !!! في نهاية المطاف أقول أن السياسة دائماً تتبع المال والمال هو من يقرر السياسة !!! وإذا أشكلت عليكم بعض الساسيات الغريبة والمتناقضة والتي قد تجمع الفرقاء والأصدقاء على طاولة واحدة ! أبحثوا عن المال في أطرافها ، لأن كل ملف له صفقة وإذا عرف السبب بطل العجب ! وعند رجال القانون عبارة مشهورة وهي ‘ فتش عن المستفيد ‘ !!! (( لطيفة )) وراء الأكمة ماوراءها ! سبب هذا القول أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغَت من مهنة أهلها ليلا ! فشغلوها وحبسوها ، فقالت حين غلبها الشوقُ : حبستموني وإن وراء الأكَمَة ما وراءها ! [ لسان العرب لأبن منظور ومجمع الأمثال للميداني ]
المحامي فيصل الشامري نوربيرغ – ألمانيا