صراع بين القوى العظمى للسيطرة على العالم في المجال الاقتصادي والهيمنة الاستراتيجية وفرض كلمتها والتنافس الشديد والمحتدم لمن يكون هو الحاكم في العالم ، ومن المؤكد أن قواعد الصراع العالمي بين الولايات المتحدة الأمريكية والتنين الصيني لمن يكون صاحب المركز الأول ، وفي هذا المقال الصراع والهيمنة الرياضية بين القوى العظمى .
كرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية ليست بذات الشعبية الكبرى تسبقها ألعاب الهوكي الجليد وكرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأمريكية ، وعندما نظمت مونديال 1994 كان دوري كرة القدم في بداية التأسيس ورغم ذلك حقق هذا المونديال واحد من أكثر بطولات العالم من حيث تحقيق الأرباح والحضور الجماهيري ، وفي السبعينات لعب نجوم في امريكا امثال بيليه وبكنباور وكانت تعتبر كرة القدم ليس محببة للجمهور ، وفي 2007 حدثت صفقة قياسية وصلت قيمتها 250 مليون دولار لمدة خمسة سنوات بتعاقد نادي لوس انجلوس غالكسي مع النجم ديفيد بيكهام .
والآن الدوري الأمريكي للمحترفين ‘ ام ال اس ‘ دخل السوق الكروي من خلال التعاقد مع نجوم لهم ثقلهم وتاريخهم مرصع بالذهب والبطولات واستغلال ذلك في تطوير الاقتصاد الرياضي الذي يدر المليارات لعشاق الرياضة في أمريكا ، الأنيق كاكا والفتى الذهبي راؤول غونزاليس ، وانتقال ديفيد فيا وأيقونة الوسط لامبارد ومهندس الوسط بيرلو إلى نادي نيويورك سيتي ، وانتقال جيرارد للوس انجلوس غالاكسي والكثير من النجوم ألتحقوا بهم وقد نشاهد مستقبلا نجوم صغيرة واعدة في الدوري .
الصين بلد الأكثر من مليار نسمة لديه مواهب في كل الرياضات إلا أن كرة القدم مازالت بعيدة عن اكتشاف المواهب و تحقيق الانجازات ، الصين لا تمتلك تاريخ كروي كبير فهي لم تتأهل للمونديال إلى مرة واحدة 2002 ، وأفضل مشاركة في كأس آسيا المركز الثاني عام 1984 و 2004 ، تحاول حاليا تأسيس المدارس الكروية واستقطاب المواهب لجني الثمار مستقبلا ، بدأت تلفت الأنظار من خلال تعاقده مع أسماء ثقيلة كما حصل قبل سنوات بالتعاقد مع دروغبا و انيلكا لتدعيم صفوف نادي شنغهاي ، وانضمام كانوتيه لنادي جوان ، ونادي غوانزو تعاقد مع المدرب المخرم مارتشيلو ليبي وحقق نتائج لافته بإحرازه اللقب المحلي لثلاث مرات متتاليه ومرة واحدة للكأس المحلي وأحرز أبطال آسيا ، والأموال الصينية تتدفق لجلب المزيد من التعاقدات ونادي شنغهاي ينجح في التعاقد مع الجوهرة الغانيه أسامواه جيان من العين الاماراتي بصفقة قدرت 20 مليون يورو لمدة موسمين وبذلك يكون راتب جيان من الأعلى عالميا ، وانتقال ديمبا با إلى نادي شنغهاي شينهوا والبرازيلي باولينيو قادما من توتنهام والبرازيلي الأخر روبينيو إلى غوانزو بقيادة سكولاري .
الولايات المتحدة الأمريكية والصين أضحت سوق اقتصادي لاستضافة الجولات الصيفية لكبرى الأندية العالمية ، والجماهير تحضر بعشرات الآلاف في المدرجات لمشاهدة نجوم اللعبة ، فالتنافس قوي لمن يحصل ويسيطر على السوق الاقتصادي الرياضي .
التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين للتربع على العرش الأولمبي لمن يتصدر جدول الترتيب النهائي في الدورات الأولمبية ، وكرة القدم النسائية للدولتين متطورة المنتخب الأمريكي حصد ثلاثة ألقاب مونديالية ، والصين أحد المنتخبات المتميزة في اللعبة ، القوى العظمى والتنافس فيما بينهم ، والسؤال بلاد العم سام متى سيحققون المونديال ؟ والتنين الصيني هل سيصعد منصة التتويج يوما ما ؟ .