كلم / منطقة الصفيح الكويتية.. خيطان
محمد فهد الزعبي
يهيئ لداخل منطقة أبرق خيطان، لما يراه من زحام مروري وبشري لا يطاق وفوضى عارمة للمركبات والحافلات وضجيج أبواقها ليلا ونهارا ورداءة الطرق الحافلة بالحفر، أنه يدخل بقعة صفيح منسية في ريو دي جانيرو البرازيلية أو كاراكاس الفنزويلية تفصلها بضعة أمتار فحسب عن ناطحات السحاب والأحياء الراقية في المدينة ذاتها.
منطقة أبرق خيطان تتمتع بموقع رائع كان سيؤهلها لو حظيت باهتمام حكومي ونيابي لأن تكون منطقة نموذجية راقية تعكس الرفاهية الكويتية والتخطيط العمراني المتقدم، فهي قريبة جدا من المطار الوحيد في البلاد، وغالبا ما يمر الزائر للكويت بالمنطقة أو ربما تورط بالدخول فيها، ولا أظنه بحال سيخرج بتصور حسن عن المنطقة أو الحكومة التي يفترض أنها تديرها، كما أنه لا يفصلها سوى دائري سريع عن أحياء اليرموك والصديق والزهراء النموذجية، وشتان ما بينها وما بين الأحياء المذكورة في كل شيء، فضلا عن قربها من العاصمة واتخاذها موقعا يتوسط المناطق المأهولة ما يجعل من اقتناء الأراضي والمنازل فيها مغريا للساكنين والمستثمرين على السواء، ناهيك عن إطلالها على الطرق السريعة الرئيسية في البلاد ووفرة المداخل والمخارج المرورية لقاطنيها.
جميع المميزات المذكورة لمنطقة أبرق خيطان لم يجعل الحكومة تلتفت لتطويرها وتنمية خدماتها التي لا تفي بالغرض مما دفع ساكنيها المواطنين منذ عقود للرحيل عنها وهم مكرهون، وهو الأمر الذي جعل من المواطنين الآخرين فيها أقلية ضئيلة تنتظر الخلاص والفكاك في أقرب حين، ومما زاد الطين بلة توافد أعداد هائلة تقدر بعشرات الآلاف من العزاب للسكن فيها بعد تثمين منطقة خيطان الجنوبية وتفريغها منهم، مما شكل ضغطا هائلا على الخدمات وتسبب في زحام بشري ومروري لا ينقطع يستهلك مخزون المرء من الاحتمال والصبر، ولا تسل بعد ذلك عن تفاقم الجريمة بكل أنواعها واضطراب الأمن وتسلل العزاب شيئا فشيئا للبقية الباقية مما فضل من سكن المواطنين.
أدعو ممثلي الحكومة والوزراء المعنيين بزيارة المنطقة حتى يروا بأم أعينهم مدى ما يعانيه المواطنون ومدى ما تعانيه المنطقة من إهمال وزحف للسكن الاستثماري الذي التهم المنطقة خلا قطعتين فحسب هما المتبقيتان من السكن المخصص للمواطنين، وقد آن الأوان بعد سنين من الصبر والتصابر أن تجد الحكومة حلا ناجعا للأهالي يضع حدا لأزماتهم المتكررة يوميا ويعيد تنظيم المنطقة بهيئة تكفل إنهاء معاناة مواطنيها ولا تحمل المال العام الشيء الكثير.