لماذا تتجاهلون ذكرى الغزو العراقي؟
وليد عبدالله الغانم
يوم 2 – 8 -1990 لا يمكن نسيانه في التاريخ المعاصر ليس في الكويت فحسب، وانما حول العالم، ففي هذا اليوم وقعت الجريمة العربية العظمى باحتلال العراق لدولة الكويت غدراً وعدواناً، وتحت استار الليل وجنح الظلام، في اعظم خيانة لحق الجوار وانتهاك لشرائع الاسلام، واعتداء على المواثيق الدولية.
هذا تاريخ لا يمكن طمسه، وحدث عالمي لا يجوز غض الطرف عنه، ومخاض عسير لشعب وحكومة الكويت، وجب علينا الاستفادة منه واستثماره بشكل فعال في شتى جوانب الحياة، وكم هو مؤسف أن ربع قرن من عمر الكويت مرت من بعد الغزو العراقي الاثيم، وها نحن ندور في فلكنا السياسي والاجتماعي والتنموي نفسه، وننشغل بأنفسنا بدلاً من انشغالنا بتطوير وتنمية بلدنا والارتقاء به في ظل كل المقومات المتوافرة بين ايدينا من فجر التحرير حتى ساعتنا هذه.
من اول لحظة لتدنيس ارضنا من جنود الاحتلال حتى ساعة النصر الالهي، ابدع الكويتيون آلاف القصص والاحداث والبطولات والمعاناة والصبر والجلد والانجاز والتضحيات، من الابطال الصامدين على أرض الوطن والمواجهين للغازي المحتل ليل نهار، أو من الجنود المجهولين خارج الكويت بالنشاط السياسي والدبلوماسي والعسكري، لتشدو الكويت بجمالها وتبهر العالم من اقصاه الى ادناه بأروع قصص الصمود والانتصار، وعودة الشرعية، وتمسك الشعب بالنظام، حتى أذن الله سبحانه بالتحرير.
في الغزو العراقي للكويت ع.بر جمة، وفوائد عظيمة يجب نشرها والافتخار بها على الملأ، وتدريسها للناشئة جيلاً بعد جيل، ليعرفوا هول الكارثة الانسانية التي حلت بديارهم، وجزيل النعمة التي وهبت لهم بعودة الحق الى اهلهم ووطنهم، ويكون الدرس الاعظم الذي لا يفرطون فيه أن الانسان بلا وطن كالميت بين الأحياء.. لن ننسى جريمة الغزو العراقي ولن ننسى شهداءنا الابرار، فهذه حياة جديدة قد كتبت لنا والحمدلله رب العالمين.
• إضاءة تاريخية: كتبت في مدونتي الخاصة «هنا الكويت» عدة قصص ومقالات عن الغزو العراقي مما شاهدته وعايشته بنفسي، ويمكنكم تشريفي بزيارتها لمن يرغب .