في حياة البشر شخصية مهمة ومؤثرة لم تراعى حق قدرها والسبب هي تلك الفكرة التي اخفت ما ورائها من فضل هذه الشخصية ، تمحورت هذه الفكرة بواجبات هذه الشخصية نحو أطرافها ومن يتبعها فأنستنا فضله وافصحت عن واجباته ، فارتبط اسم هذه الشخصية بالواجبات والحقوق فقط من جهتها نحو من تعوله .
إنه أمير دولة الأسرة ومؤسسها ، قدوة القدوات أمان أبنائه ومصدر ثقتهم ، هو الحيطة والحذر هو الحرص والمحافظة ، هو فقط من يرى التعب راحة لاجلهم ، والسهر أنس لحاجاتهم ، تعبه ليس لحظات ؟ بل سنوات متلاحقة إلى أن يكبر أصغرهم و حتى لو كبُر لا يرتاح لأنه بكل بساطة أب يرى الحياة بأبنائه ، يخشى عليهم من كل شيء حتى من أنفسهم وتهوراتهم المتوقعة ، فهو خير مُقيّم لعواقب الأمور وتبعاتها في حقهم …. هذا والله أبي .
الأب هو عينك وانت طفل ، ودليل نشاطك وانت شبل ، هو زميلك في الدراسة ومحفزك لها ، حرصه عليك علامة تفوقك ونجاحك ، كلماته مفاتيح سعادتك ورأيه لك بمثابة كنز من المعرفة والخبرة يقدمها لك دون مقابل.
الأب
بره ليس فضلاً بل واجباً وفرضاً ، كيف لا وهو الذي يمنع نفسه عن الاشياء لاجل توفير ما تريده ، كيف لا وهو الذي يثب من مرقده بعد أعمال اليوم الشاقة للطبيب لأجل عينك ! كيف لا وهو ذاك الذي يفخر إن كنوه باسمك ! كيف لا وهو ذاك الذي يفرحه ما يفرحك ! يتألم لأجل مستقبلك لذلك قد يقسو عليك بالدراسة – قلت قسوة – أعتذر فهذا ما يراه الأبناء وهو عكس ذلك فهو الحرص وصناعة المستقبل والنظرة الواعدة ، هذه غَرْفة خاطفة من بحر الأبوه كي تميّز مابين الفضل والفرض .
هل سماعك له هو البر ؟
أم تنفيذ أوامره هو البر ؟
هل تقبيلك له هو البر ؟
هل مجالستك له في البيت هي البر ؟
أم مؤاكلتك إياه بإحدى الوجبات في اليوم من البر ؟
ياعزيزي كل ما سألناك عنه إسمه واجبات وحقوق فلا فضل لك ولا منة ، بل قد تفعله مع اباك وغيره وهذا ما يُخشى بتساويهم عندك ، فالأب ليس كغيره ، لا تنتظره يطلب منك أو يأمرك بادر بنفس طيبة وان استطعت اجمع له جمال الحياة بين يديه ولا تزال مقصر .
هو لا يريد شهادتك ولا كل دراستك ، ولا يطمع بمرتب وظيفتك ولا سيارتك ، فهذا وكل ما جنيته لك أنت ومن صنعه لك منذ لحظة ولادتك هو من ربّاك فأحسن تربيتك فرسم لك خريطة الحياة الناجحة بعد الدعوات الصادقة والتوفيق المرجو .
ما بعد النقطة :
أيها الأبناء فضائل الأباء لا تُعد ولا تنكر ، فهم ليسو كغيرهم بعلاقاتك التي قد تكون لها نهاية ، الأب عطاء لا ينتهي وبره واجب مقدس .
بقلم / فهد بن رشاش