جديد الحقيقة
الرئيسية / كتاب وآراء / فهد بن رشاش يكتب ..أمير دولة الأسرة

فهد بن رشاش يكتب ..أمير دولة الأسرة

في حياة البشر شخصية مهمة ومؤثرة لم تراعى حق قدرها والسبب هي تلك الفكرة التي اخفت ما ورائها من فضل هذه الشخصية ، تمحورت هذه الفكرة بواجبات هذه الشخصية نحو أطرافها ومن يتبعها فأنستنا فضله وافصحت عن واجباته ، فارتبط اسم هذه الشخصية بالواجبات والحقوق فقط من جهتها نحو من تعوله .

إنه أمير دولة الأسرة ومؤسسها ، قدوة القدوات أمان أبنائه ومصدر ثقتهم ، هو الحيطة والحذر هو الحرص والمحافظة ، هو فقط من يرى التعب راحة لاجلهم ، والسهر أنس لحاجاتهم ، تعبه ليس لحظات ؟ بل سنوات متلاحقة إلى أن يكبر أصغرهم و حتى لو كبُر لا يرتاح لأنه بكل بساطة أب يرى الحياة بأبنائه ، يخشى عليهم من كل شيء حتى من أنفسهم وتهوراتهم المتوقعة ، فهو خير مُقيّم لعواقب الأمور وتبعاتها في حقهم …. هذا والله أبي .

الأب هو عينك وانت طفل ، ودليل نشاطك وانت شبل ، هو زميلك في الدراسة ومحفزك لها ، حرصه عليك علامة تفوقك ونجاحك ، كلماته مفاتيح سعادتك ورأيه لك بمثابة كنز من المعرفة والخبرة يقدمها لك دون مقابل.

الأب

بره ليس فضلاً بل واجباً وفرضاً ، كيف لا وهو الذي يمنع نفسه عن الاشياء لاجل توفير ما تريده ، كيف لا وهو الذي يثب من مرقده بعد أعمال اليوم الشاقة للطبيب لأجل عينك ! كيف لا وهو ذاك الذي يفخر إن كنوه باسمك ! كيف لا وهو ذاك الذي يفرحه ما يفرحك ! يتألم لأجل مستقبلك لذلك قد يقسو عليك بالدراسة – قلت قسوة – أعتذر فهذا ما يراه الأبناء وهو عكس ذلك فهو الحرص وصناعة المستقبل والنظرة الواعدة ، هذه غَرْفة خاطفة من بحر الأبوه كي تميّز مابين الفضل والفرض .

هل سماعك له هو البر ؟
أم تنفيذ أوامره هو البر ؟
هل تقبيلك له هو البر ؟
هل مجالستك له في البيت هي البر ؟
أم مؤاكلتك إياه بإحدى الوجبات في اليوم من البر ؟

ياعزيزي كل ما سألناك عنه إسمه واجبات وحقوق فلا فضل لك ولا منة ، بل قد تفعله مع اباك وغيره وهذا ما يُخشى بتساويهم عندك ، فالأب ليس كغيره ، لا تنتظره يطلب منك أو يأمرك بادر بنفس طيبة وان استطعت اجمع له جمال الحياة بين يديه ولا تزال مقصر .

هو لا يريد شهادتك ولا كل دراستك ، ولا يطمع بمرتب وظيفتك ولا سيارتك ، فهذا وكل ما جنيته لك أنت ومن صنعه لك منذ لحظة ولادتك هو من ربّاك فأحسن تربيتك فرسم لك خريطة الحياة الناجحة بعد الدعوات الصادقة والتوفيق المرجو .

ما بعد النقطة :
أيها الأبناء فضائل الأباء لا تُعد ولا تنكر ، فهم ليسو كغيرهم بعلاقاتك التي قد تكون لها نهاية ، الأب عطاء لا ينتهي وبره واجب مقدس .
بقلم / فهد بن رشاش

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*