ذو الضفاير اليهودي!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
ذو نواس واسمه زرعة بن تبان أسعد الحميري، وكان يسمى صاحب يوسف، وكان له غدائر من شعر تنوس، أي تضطرب، فسمي ذا نواس. (القرطبي المفسر).
محارق النازي في اليهود ـــ كما ذكرت ذلك في مقالات سابقة ـــ لم تكن الأولى في التاريخ، أي ان تعذب أمة بها في الحرب العالمية الثانية، ويستنكر المجتمع الدولي قاطبة ذلك، فقد بدأها اليهود أنفسهم بغيرهم في التاريخ القديم، وهذا لا يستطيع أحد أن ينكره أو يتنصل منه أو يتملص، حيث سجلت وقائعه في وثيقة كتبت منذ 1400 سنة، لن تزول ما دامت الحياة باقية، ألا وهي القرآن الكريم، حيث ذكر ذلك ربنا سبحانه في سورة البروج بقوله: «قُت.لَ أَصْحَابُ الْأُخْدُود.، النَّار. ذَات. الْوَقُود.، إ.ذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ» إلى آخر الآيات.
والذي خد الأخدود، أي الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق هو ذو نُواس اليهودي بجنوده من حمير، فدعا نصارى نجران إلى اليهودية، ومن ذلك كانت هذه المدينة أصل النصرانية. قال القرطبي: «وخيرهم بين ذلك أو القتل، فاختاروا القتل، فخد لهم الأخدود، فحرق بالنار وقتل بالسيف، ومثّل بهم حتى قتل منهم عشرين ألفاً، وقيل اثني عشر ألفاً، وقيل كان أصحاب الأخدود سبعين ألفاً».
على هذا لا يكون النازي هتلر أول من استخدم المحارق ضد خصومه وأعدائه من اليهود، وإنما كان ذو نُواس اليهودي اليمني هو أول من استخدمها ضد النصارى. والفرق بين ذي نُواس وهتلر أن الأول دعاهم إلى دينه بالقسر والقوة فأبوا، وهتلر إنما أراد التخلص منهم، لأنهم شاركوا في التآمر عليه كما قيل.
وقد ذكر الرحالة الإيطالي سلفادور أبونتي في رحلته إلى اليمن في كتابه «مملكة الإمام يحيى» طبع عام (1366هـ/1947م) توجد في مركزنا هذه النسخة، قوله: «وفي الحق أنه لم تبق أي ذكرى طيبة لاستعمار اليهود لليمن، لأن أشهر ملوك بني إسرائيل الذي كان يلقب (ذا نُواس) بسبب الضفائر التي كانت تتدلى من صدغيه – كان يضطهد نصارى نجران أشد اضطهاد، ويقال إنه ألقى بعشرين ألفاً منهم في النيران المستعرة».
عموماً، أردت هنا أن أشير إلى قضية قديمة بين اليهود والألمان لم يغلق ملفها إلا حينما وافق الألمان على تعويضهم بقرار الحلفاء عن تلك المحارق إلى اليوم، واليوم وبعد الجفاء الطويل ترجع العلاقة بينهم بالزيارات المتبادلة وعلى المستوى العالي، وعلى هذا حق لأهل نجران النصارى إن كانت هناك بقية باقية منهم طلب التعويض من إسرائيل اليوم لما فعل بأجدادهم. والله المستعان.
• ذو نُواس.
«لما غلب أرياط على اليمن خرج ذو نُواس هارباً، فاقتحم البحر بفرسه فغرق». (قاله: وهب بن منبه)