فيما كانت ساعة حكم المباراة تتجبه نحو الدقيقة الأخيرة من مباراة الأرجنتين وهولندا بكأس العالم 1998م، تلقى دينيس بيركامب كرة طويلة، وروضها بشكل مثالي بين قدمي روبرت أيالا، وأسكنها شباك كارلوس روا، لتصعد هولندا الى نصف النهائي، ويبقى التانغو عاجزاً عن تجاوز لعنة هذا الدور منذ 3 مونديالات.
واليوم، تبتعد هولندا مباراة واحدة عن نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي بينما ستدخل الارجنتين لقاء الأربعاء في قبل النهائي وهي تسعى للظهور في أهم مواجهة على الاطلاق بعد غياب 24 عاما.
ويملك الفريقان الكثير من التاريخ والدافع مما يجعل المواجهة متكافئة بينهما من أجل الوصول الى المباراة النهائية في ريو دي جانيرو يوم 13 يوليو الجاري، لكن مع كل التوقعات والتاريخ والتركيز على خطط المدربين الارجنتيني اليخاندرو سابيا والهولندي لويس فان جال فانه من المفترض ان تحسم المواجهة في كورنثيانز عن طريق لاعبين تألقا في البطولة الحالية.
ومن المنتظر ان يدفع كل فريق بأقوى أسلحته في خط الوسط للسيطرة على مجريات اللعب لكن الارجنتيني ليونيل ميسي والهولندي ارين روبن قد تكون لهما اليد العليا في حسم التأهل للنهائي اذا واصلا تقديم لمحاتهما البارعة في البرازيل.
ويعتقد كثيرون ان ميسي (27 عاما) أفضل لاعب في العالم أربع مرات يحتاج للتتويج مع بلاده بكأس العالم كي يضع أسمه بين عظماءاللعبة على مدار التاريخ، ولكن سواء حدث ذلك أم لا فان ميسي يبذل قصارى جهده بالفعل لاثبات انه يستحق الوجود في نفس مكانة مواطنه دييجو مارادونا والبرازيلي بيليه.
وأحرز ميسي مهاجم برشلونة الاسباني أربعة أهداف في النهائيات الحالية بالبرازيل وجميعها في دور المجموعات لكن مساهماته مع الفريق أكثر من مجرد هز الشباك.
ويملك ميسي دائما القدرة على التخلص من الرقابة والانطلاق بقوة نحو مرمى المنافسين لكن أمام بلجيكا في دور الثمانية أدى دور صانع اللعب بجدارة.
ونجح ميسي في السيطرة على ايقاع اللعب وتمكن من ابطاء السرعة عندما كان فريقه بحاجة الى ذلك وسمح لزميله المهاجم جونزالو هيجوين باظهار مواهبه التهديفية، فيما اعتاد ميسي انهاء الهجمات بنفسه لكنه في هذه البطولة ساهم
بقوة في صناعته الفرص أيضا لزملائه.
ووجه غياب انخيل دي ماريا في مركز الجناح الأيمن ضربة قوية للارجنتين لان لاعب ريال مدريد الاسباني يمثل مصدر التهديد الآخر في هجوم فريق المدرب سابيا.
ولعب انزو بيريز صاحب المهام الدفاعية بدلا من دي ماريا أمام بلجيكا وهناك تساؤلات بشأن دفع سابيا به مرة أخرى أم بلاعب يميل الى الهجوم بشكل أكبر.
ولجأ فان جال لتغيير خطة وطريقة اللعب في كل مباراة لكنه يظل معتمدا بشكل أساسي على روبن الذي يجيد اختراق صفوف المنافسين بفضل سرعته وبراعته في المراوغة، وسيتركز الانتباه على محاولات الجناح الهولندي في التحايل
للحصول على مخالفات رغم ان روبن يتميز بسرعة عالية وتسديدات قوية وهو محور هجمات منتخب بلاده في هذه البطولة.
واحتاجت هولندا لركلات الترجيح كي تتخطى عقبة كوستاريكا في دور الثمانية بعدما تغلبت على المكسيك في دور الستة عشر بفضل ركلة جزاء مثيرة للجدل في الثواني الأخيرة.
وتتمنى هولندا ان يكرر المهاجم روبن فان بيرسي نفس مستواه في دور المجموعات وتهديد دفاع الارجنتين بطريقة مختلفة عن روبن.
وتقابل الفريقان أربع مرات من قبل في كأس العالم ومن بينها نهائي 1978 عندما فازت الارجنتين 3-1 على أرضها بعد وقت اضافي.
وكان هذا الانتصار الوحيد للارجنتين في كأس العالم على هولندا التي فازت مرتين على غريمتها، آخرهما في مونديال 1998م بهدف دينيس بيركامب بالدقائق الأخيرة وقبله بارتريك كليوفرت، مساعد فان غال الحالي، في دور ربع النهائي، فيما انتهت مباراة واحدة بالتعادل السلبي بالمونديال الألماني الأخير.