عن #البطة_المطبوخة يكتب زايد الزيد: يحاسبون «الصغار» ويتركون «الكبار» يسرحون ويمرحون بلا رقيب!
نشرت بواسطة: ALHAKEA
في كتاب وآراء
2015/08/09
البطة المطبوخة
زايد الزيد
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين، بما نشر عن اهتمام الأجهزة الأمنية بتتبع قيام مواطنين كويتيين قاموا بسرقة بطة من احدى البحيرات في بلد غربي، ثم ذبحوها وطبخوها، وفقا لمقطع فيديو انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع تصريح لأحد المسؤولين في وزارة الداخلية بالكويت عن تتبع أمر المقطع والتوجه لضبط أصحابه ومحاكمتهم، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتحول هذا الأمر لكل اشكال السخرية من قبل المغردين، وانتشرت تعليقات لا تحصى تسخر من قصة «البطة المطبوخة»!
والحقيقة المهمة، ان المسؤولين لدينا لو تعاملوا مع مختلف القضايا التي تمس المال العام أو تلك التي تتعلق بالانتهاكات الانسانية وتراعي تلك القضايا باهتمام يليق بها، لكان الأمر مختلفاً تماما، ولربما عذرنا اهتمام حكومتنا بالبطة المطبوخة ومطاردة اصحابها، مع ان هذا الفعل فردي ووقع من شخص او أشخاص خارج البلاد، وحتما لا يعتبر اساءة للدولة، وأقصى ما يمكن ان يحدث له أو لهم هو ايقاع الغرامة المالية بحقهم.
لكن الاساءة للبلد في الداخل والخارج، هي مماطلة السلطة وتراخيها في التصدي لقضايا السرقات التي تطال المال العام وعدم تتبع مرتكبيها والتخاذل تجاه عدم تقديمهم للمحاكمة، وان حدث هذا فانه يكون محمّلاً بالأخطاء الاجرائية وهو الأمر الذي دفع مرارا وتكرارا بتبرئة لصوص المال العام حتى بتنا نقولها بكل حسرة: اننا البلد الوحيد الذي تكثر فيه الحرمنة من دون ان نرى حراميا واحداً خلف القضبان! كما ان الاساءة أيضا للبلد في الداخل والخارج هي ما يحدث دوما في تعاطي السلطة البالغ القسوة مع ملف «الكويتيين البدون» فمع حرمانهم من جميع الحقوق الاساسية المكفولة للبشر في كل الشرائع الالهية والمواثيق الدولية فإن التعسف معهم بلغ حدا لايمكن ان يطيقه انسان، حتى أصبحت القاعدة الاساسية في التعامل معهم انهم متهمون حتى يثبتوا براءتهم! كما ان الاساءة ايضا للبلد في الداخل والخارج مايحدث منذ سنوات مع سجناء الرأي من خلال ملاحقات سياسية بغطاء قانوني طالت معارضي السلطة وتم التعسف معهم بكل اشكال التعسف!
نعود لقصة «البطة المذبوحة» فنقول ان ماحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من التعامل مع هذه القضية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك رغبة شعبية جامحة لاصلاح الخلل الذي يعتري البلد، فالجميع ربما اعتبروا هذه القصة مثالاً صارخاً على محاسبة «الصغار»، بينما يترك «الكبار» يسرحون ويمرحون بلا رقيب!
مرتبط
2015-08-09