ربيع الكلمات / اليمن.. متى الرجوع؟
عبدالعزيز الكندري
الوضع الإنساني باليمن والذي يبلغ تعداده 25 مليون شخص كارثي بكل ما تعنيه الكلمة بسبب الأحداث الجارية، فاليمن يعاني من سلسلة كبيرة من المصائب والأزمات الإنسانية حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة، مثل مشكلة الفقر فهناك أكثر من نصف سكان اليمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، ونسبة كبيرة بين أوساط الشباب الذين لا يجدون الأعمال فيصبحون أدوات لبعض الجهات المشبوهة لاستخدامهم في الحرب، والشباب في اليمن نسبتهم تزيد على 70 في المئة، كما أن هناك سوء تغذية كبير خاصة عند الأطفال كما تذكر المنظمات الأممية بأن عددهم مليونا طفل.
أما أثناء الحرب فازداد الوضع سوءاً، حيث لم تعد الماء والكهرباء متوافرة وأبسط مقومات الحياة كذلك، إضافة إلى عدم توافر الخدمات الصحية، فتخيل كيف يعيش الناس من غير هذه المواد والمقومات الأساسية؟، وكيف ستكون حياتهم؟!
ووضع اللاجئين اليمنيين الذين ذهبوا إلى دول الجوار مثل جيبوتي والصومال كذلك صعب، ومنظر في غاية الصعوبة بسبب عدم قدرة هذه الدول على احتوائهم بسبب الصعوبات الاقتصادية التي عندهم، ويكفيهم فخراً وتحية استضافتهم لهؤلاء اللاجئين على الرغم من عدم قدرتهم على ذلك، وهناك جمعيات كويتية مشكورة قامت بتقديم الواجب لإخوانهم مثل الهلال الأحمر الكويتي وبيت الزكاة والرحمة العالمية وجمعية النجاة والبنيان والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وغيرها كثير، حيث ساهمت بتخفيف معاناتهم في هذه الأجواء الصعبة.
ولكن متى سيعود الأمن إلى اليمن؟، ومتى سيعود اللاجئون إلى ديارهم؟، ومن سيتولى إعمار بلدهم؟، أعتقد أنه آن الأوان للمبادرة السياسية وإدخال الجميع في هذه العملية ومحاسبة المتسببين لهذا الدمار الذي حصل، وقد ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي في روما على أن المخرج الوحيد للأزمة اليمنية يكمن في الوسائل السياسية، وعبر مخرجات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «نحن ما زلنا نؤمن بأن المخرج الوحيد للأزمة في اليمن هو الحل السياسي، المبني على أسس الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216، والتأكيد على أن الحوثيين جزء من الشعب اليمني، ولديهم دور ليلعبوه في مستقبل اليمن، لكن لا يمكن أن يكون لهم دور خاص، أو تشكيل ميليشيات خارج إطار الحكومة».
وذكر الجبير «نحن مستعدون لدعم عملية سياسية في اليمن، والعمل مع حلفائنا في مجلس التعاون الخليجي وأصدقائنا حول العالم، للخروج بتسوية تساعد اليمن على تخطي مشاكله الاقتصادية في المستقبل».
نعم الحل السياسي وإشراك جميع مكونات الشعب بعد إلقاء السلاح هو الطريق الوحيد لإعادة الإعمار وبناء عمل سياسي جديد وفق معطيات وقنوات حديثة، لأنه من دون اتفاق سياسي فهذا يعني استمرار الحرب، وبالتالي زيادة معاناة اليمنيين في الداخل والخارج اليمني، وزيادة مشاكل العالم العربي أصلاً المثقلة بجراح سورية والعراق وفلسطين… ومحاربة الإرهاب والجهات المتطرفة التي بدأت تعيش في هذه الأجواء، خاصة في زمن الحروب حيث إنها تقتات على المشاكل والصراعات، لنفوت عليهم الفرصة، وليحل الأمن والسلام… وسيكون ذلك بإذن الله تعالى، وقريبا سيعود اليمنيون إلى ديارهم.