الخلاصة
الكويت بلا مياه !
زايد الزيد
في الوقت الذي تقوم فيه الكويت بإنشاء مشاريع متنوعة للمياه بعدة دول في العالم، تفاجأنا باعلان رسمي من قبل وزارة الكهرباء انها «ستوقف يوم الجمعة المقبل ضخ المياه في 18 منطقة بعدة محافظات لمدة 18 ساعة « بذريعة» اجراء التحسينات اللازمة تزامنا مع المشاريع الحديثة التي تنفذها وزارة الاشغال»، وهذا القرار غير المدروس يجرنا إلى التساؤل الأهم وهو: هل يُعقل أن الوزارة ليس لديها أي حلول بديلة عن الانقطاع حتى تلجأ لهذا الأمر؟.
والأمر الأدهى من هذا القرار هو مطالبة وزارة الكهرباء والماء لسكان تلك المناطق، بأن يقوموا «بتخزين المياه في منازلهم بواسطة الخزانات المنزلية فوق المساكن»، والحقيقة خلاف ذلك، فالخزانات الموجودة على الأسطح هي الخزانات التي تزود البيوت بالمياه مباشرة أي ان اي استهلاك للمياه يسحب مباشرة منها، ولا توجد خزانات أخرى يمكن ان تكون بمعزل عن خزانات الاستهلاك، بينما بيان وزارة الكهرباء يوحي لك ان هناك خزانات يمكن ان تخزن فيها كمية كبيرة من المياه وتستخدمها وقت انقطاع الضخ، وهذا أمر مضلل. كما ان القطع سيشمل المناطق التي توجد بها المنازل وليست البنايات، والمنازل بطبيعتها تضم بالمعدل الطبيعي ربما 10 أشخاص للمنزل مع الخدم، وبسبب الجو الحار فان الاستهلاك في المياه سيكون مرتفعا، وبالتالي سيكونون بلا مياه لـ 10 ساعات على الأقل لانه في الثماني ساعات الأولى ستنفد المياه الموجودة في الخزانات، ناهيك عن صعوبة الحصول على «تنكر» لتعبئة الخزانات في ظل الإقبال الكثيف المتوقع تجاه محطات تعبئة «التناكر» والتي لازالت بعيدة عن الكفاءة بالاضافة لارتفاع أسعارها وتلاعبها بالاسعار في أوقات انقطاع المياه من دون أي مراقبة تذكر من قبل مسؤولي وزارة الكهرباء والماء.
والحقيقة، أن العجز لدينا لم يصل إلى الموازنة المالية للدولة فقط، وليس العجز في التعامل مع الانقطاعات الكهربائية المتواصلة فقط. بل وصل الأمر إلى «العجز» في التعامل مع استهلاك المياه وعدم القدرة على توفير حلول بديلة في ظل درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، فأي وضع تعيس نعيشه وأي تنمية ننشدها، في ظل حكومة عاجزة عن توفير الخدمات الاساسية؟