ننشر إليكم مقال للمحامية منى البصري خصت به بعنوان ((أبقوا بِصَمتِكُم أيُّها المُتخاذلين حتى يطالكُم فيضان الدم ..!)) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-
قيل ” أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم ” ..
والواقع ينطق و يقول أن لم يعد للإنسان المسلم أي قيمة و أن دمائه رخيصة ، ونحن في زمن يُستَباح به دم المسلم البريء لأجل المصالح ، في زمن يُعلّق على شماعة مكافحة الإرهاب رؤوس الأطفال الأبرياء ..
وأصبحنا نرى الجثث تُغطّي الشوارع و نَجِد بصمات دماء لأطفال أبرياء ، أطفال صرخوا ظُلماً و بكوا دماً و استنجدوا أصحاب الضمير لكن لا صوت لمن تنادي ، فصوت المصالح يعلو صوت الضحايا وصرخات الألم و الإغاثة ..
ومع كل هذا الألم و الجراح لم يُكسَر حاجز الصمت العربي المُخزِي فكانوا يرون مشاهد المجازر دون أن يحركوا ساكناً ، يرون وكأنهم لا يبصرون ، يسمعون ولكنهم صموا آذانهم عن ضجيج الضمير الذي يحرّك إنسانيتهم فلا عاد لضمائرهم وجود و لا لإنسانيتهم محل ! نعم العرب ! المسلمين العرب ، فسكوتهم المخزي يجعل دماء المسلمين أرخص دماء حتى تصبح بلا قيمة ..
ولدينا في مجتمعنا منظمات حقوق الإنسان هي للمؤتمرات و التصاريح و التبرعات لكنها غير مخصّصة للإنسان ..
فلم نجد منها غير الاستنكار قولاً و التحريم شفاهةً و الإستباحة صمتاً ! لم تقول بدورها في صون كرامة الإنسان !
لا عتب و لا حرج فأنا أكتب لأني أنزف جرحا لأرواح لا ذنب لها ولا حول ولا قوة ، عاشوا بكرامة وماتوا بكرامة و الساكتين القابلين العرب يعيشون بإذلال وعار كل ما أصبحوا و أمسوا ..
وفي كل يوم يزيد عدد الشهداء و تزيد قبور الضمائر و الإنسانية .. و لا نُعزّي الأمة بموت ضمائرهم فهو الموت الوحيد الذي لا عزاء فيه ..
نعم نستنكر الظلم في كل مكان ولا نقبل به لأحد فالظلم لا يعرف هوية ولا مذهب ولا طائفة ..
نستنكر الظلم في سوريا و الظلم في مصر و الظلم في البحرين و الظلم في تونس و الظلم في ليبيا و الظلم في العراق و الظلم في كل بلاد المسلمين ..
عزاؤُنا كبير على أرواح شهداء تُلاقي ربّها ومصيبتنا كارثية على ضمائر تزداد بها المقابر وقلوب تنعدم بها الإنسانية ..
وسأجبر كسري و أضمد جرحي على المجازر و حمامات الدم وأرواح الأطفال الأبرياء بدعاء ” اللهم إني أبرأ إليك من كل قطرة دم سالت في بلاد المسلمين ومن كل جثة احرقت، ومن كل نفسٍ روّعت، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، اللهم عليك بكل من استباح دماء المسلمين، اللهم اقذف في قلبه الرعب والهلع، اللهم كن للمستضعفين وارحم من مات من المسلمين، واغفر لنا ما كان من تقصير يا رب العالمين “
بِـ قلم ينزف دماً
المحامية منى البصري