وصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن عدد المسلمين الذين قُتلوا منذ عام 1948 قد بلغ 11 مليون شخص، وأن 90% من هؤلاء قُتلوا على أيدي مسلمين آخرين، وأن 0٫03% فقط قُتلوا في الصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1948.
وقد فتحت تلك المعلومة الشهية لمزيد من التقصي والبحث، ما أوصلني إلى الآتي:
– عدد القتلى في الحرب العراقية الإيرانية نحو 680 ألف قتيل (480 ألف إيراني، و150 ألف عراقي). وقيل إن العدد بلغ المليون، أما المفقودين فمنهم نحو 53 ألف عراقي، بينما يتراوح عدد ضحايا الحرب الكيماوية من الأكراد بين 3200 و5000 ضحية. وكانت التكلفة الحرب العراقية الإيرانية 400 مليار دولار.
– في حرب 1967 مع إسرائيل، قتل نحو 10000 جندي مصري، و6000 جندي أردني، و10000 جندي سوري، وبلغت خسائر إسرائيل نحو 1000 جندي فقط.
– الحرب الأهلية في لبنان (1975 –1990)، قُتل فيها 150 ألف شخص، وفُقد 17 ألفا، وتشرد 40 ألفا.
– الحرب في الصومال، وما تزال القائمة مفتوحة، وقد أدت إلى مقتل 40 ألف شخص حتى عام 2004، ونزوج مليونين خارج البلاد.
– الحرب ضد نظام القذافي، وقد سقط خلالها 50 ألف شخص.
– الحرب في سوريا، وهي مفتوحة ومتواصلة، وقد قتل فيها حتى الآن أكثر من 210 آلاف شخص.
– الغزو الأميركي للعراق، قُتل فيه 85 ألف شخص من المدنيين، وبلغ عدد اللاجئين بسببه نحو 5 ملايين عراقي (16% من سكان العراق)، والنازحين مليوني شخص.
– حرب تحرير الكويت، تكبّد فيها الجيش العراقي وحده ما بين 60 ألفا و200 ألف قتيل.
– حروب اليمن (1962-1970)، قُتل فيها ما بين 100 ألف و200 ألف من الملكيين والجمهوريين.
– حرب الحوثيين الحالية في اليمن، وقد قتل فيها آلاف وأصيب عشرات الآلاف، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين والمهاجرين.
– حرب السودان الثانية التي انطلقت عام 1983، وقُتل فيها مليونا شخص، وتشرد 4 ملايين آخرين.
– حرب 1947 بين الهند وباكستان، قتل فيها 1104 عسكرين هندين و1500 عسكري باكستاني، و2633 مدنيا من الجانبين.
– نزاعات 1990-1998 بين الهند وباكستان، وقد بلغ عدد القتلى المدنيين فيها نحو 75 ألف شخص، والجرحى 57 ألف شخص، وبلغ عدد المعتقلين 89 ألف شخص.
– مسلمو الروهينغا في بورما: بدأت معاناتهم عام 1948 في إقليم «أركان»، وقُتل منهم قرابة 40 ألف شخص، وتم تهجير 150 ألفاً آخرين إلى بنجلادش. وفي يونيو 2014 قدرت مصادر حكومية قتلى المسلمين في بورما بنحو 20 ألف شخص، منهم آلاف غرقوا في البحر بسبب إغلاق دول الجوار موانئها أمامهم.
وبالطبع ما زالت القوائم مفتوحة لمزيد من الضحايا المسلمين، وعلى أيدي مسلمين، خاصة في العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان وإيران وباكستان وأفغانستان.. إلخ.
والسؤال هنا: أين الخلل؟ هل كل هذه المآسي التي تحل بالمسلمين مصدرها الثقافة السائدة أم نظم الحكم أم المجتمع الدولي والتدخلات الأجنبية؟
شكّل الاختلاف الطائفي سبباً رئيسياً للحروب في كل من لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران وباكستان والهند والسودان والصومال.. كما شكلت نزاعات الحدود سبباً آخر للحروب. لكن لماذا هذه الأرقام الهائلة من القتلى المسلمين، بين طوائفهم وداخل الطائفة الواحدة منهم؟! ألا يستحق ذلك مزيداً من البحث والتصدي لهذه الحقيقة التي «ينأى» كثيرون بأنفسهم عن ذكرها؟ ولماذا كل هذه المدارس والجامعات والمعاهد ودور البحث العلمي، وكذلك هذه المنابر والصحافة والفضائيات.. إذا لم تساهم في بلورة فكر إسلامي جديد يحافظ على الأرواح، ويؤسس لحياة حضارية بعيدة عن القتل والتدمير وكراهية الآخر؟
إذا كانت شواهد العصر تُنبئ عن ازدياد عمليات القتل والتدمير، حتى داخل البلد الواحد في العديد من الدول الإسلامية، فإن الأمر خطير للغاية، مهما بالغنا في إخفاء العيوب وصورنا لأنفسنا الأمل الخادع.
وأخيراً ماذا سيفعل المسلمون مع الهاجس الجديد الذي أشار إليه المفكر العراقي فاضل الربيعي –إن صحّت النظرية- حين حذّر من ظهور تنظيم «خراسان» الأكثر دموية في التاريخ، والذي سيكون نتاج عملية اندماج بين «داعش» الأفغانية و«داعش» الباكستانية، أي أنه «مخلوق فريد من نوعه برأسين»، وأن تدمير «داعش» سيفسح المجال للمخلوق الجديد كي يطلَّ برأسه في بلدان عديدة؟!