الرئيسية / كتاب وآراء / المواطنة في بلدنا متعززة داخل الأنفس!.. بنظر ندى المطوع

المواطنة في بلدنا متعززة داخل الأنفس!.. بنظر ندى المطوع

في الصحافة الداء والدواء

د. ندى سليمان المطوع

• صحيفة «الديلي ميل» البريطانية حملت صفحاتها ملخصا لكتاب صدر حديثا عن العائلة المالكة البريطانية، والمعلومة التي أصبحت مانشيتاً للصحافة هناك هي أن الملكة عندما تلقت خبر حادث السيارة الذي أودى بحياة ديانا قالت: «لا بد أن يكون أحدهم قد شحم المكابح»، وهذا الحديث على حد تعبير أنغريد ستيوارد كاتبة السير الذاتية للأسرة المالكة البريطانية أن تصريح الملكة يحمل طابع التوتر.
الطريف في الأمر أن الشعب البريطاني تلقى الخبر ببرود واعتبره ترويجا لكتاب ستيوارد، الأمر الذي تناقض تماما مع تعليقات القراء العرب لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فبعضهم اعتقد أن ديانا اعتنقت الإسلام ورغبت في الزواج «الحلال» من المصري الفايد، والبعض الآخر اعتقد أنها تعمدت تشحيم المكابح للفت الأنظار، وبعد كل التعليقات كتب قارئ قائلا «بعد قراءتي لتعليقاتكم عرفت سبب انحطاطنا وتخلفنا الفكري الذي سبب خريف الدم الذي يدمر بلادنا». فعلا في صحافتنا الداء والدواء.
• «الحياة اللندنية» حملت العنوان التالي «إيران تريد حوارا مع دول الخليج»، وقد تضمن نصريحات منسوبة إلى مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي طالب دول التعاون باتخاذ الخطوات الدبلوماسية، انتهى التصريح دون أن يحدد مساعد الوزير الملفات التي تشير إليها إيران باستعدادها لمناقشتها، وبالتالي التوصل بالتفاوض مع دول مجلس التعاون إلى حل نهائي لها.
الكاتب داود الشريان علق على الخبر بقصة طريفة لأحد السلاطين مع خياط أوهمه بالثوب السحري الذي لا يراه إلا الحكماء، فدخل شاب وقال ما لي أرى السلطان عاريا؟ فأخرجوه من المجلس، والثوب السحري هنا يشبه الاتفاقية التي ارتدتها إيران رغبة في أن تراها السعودية بثوب الحكماء مع دعواتها للحوار على حد تعبير الكاتب، الأمر الذي ذكرني بدبلوماسية الجبنة السويسرية التي وصف بها محللون سياسيون الاتفاقية الإيرانية الأخيرة لامتلائها بالثقوب كالجبنة السويسرية وارتدائها ثوبا سحريا مزيفا.
• البنك الدولي في تقريره السنوي أشار إلى أزمة تتشارك فيها دول الخليج، وهي تحمل القطاع العام أعباء مبالغاً بها، والتكدس الوظيفي في الدوائر الحكومية الذي تسبب في انتشار ظاهرة «العمل بلا إنتاجية»، حتى أصبحت كالمرض المعدي تنتقل من قسم إلى آخر ومن إدارة إلى أخرى، ويتضح ذلك في تقارير التقييم الوظيفي، فما السبب في انخفاض إنتاجية الداخلين الجدد إلى سوق العمل ذوي الخبرة بالدراسة في الخارج؟ وهل يمكن الحل في استحداث وحدات منفصلة للعمل للحد من انتقال عدوى الكسل؟ حاول الجهاز الحكومي في السابق أن يضع برامج للإغراء الوظيفي ودعم العمالة لإقناع الفائض من العمالة بالانتقال إلى القطاع الخاص.
وهنا أتساءل: هل كان القرار مدروسا؟ وهل يشكو القطاع الخاص من قلة العمالة؟ يتضح من تصريحات الإدارة الوسطى ببعض المؤسسات الخاصة أن الشركات الخاصة تعاني الاختناق بسبب غياب العدالة في المناقصات المطروحة، وعدم قدرتها على جلب العمالة الماهرة المتخصصة بالإضافة الى صعوبة الموارد المالية. وللحديث بقية.

• كلمة أخيرة:
نشر تقرير لصحيفة «الديلي ميل» عن سيارات الأثرياء الجدد، على حد تعبير الصحيفة، من السياح الخليجيين في أوروبا، وأظهرت الصحيفة السيارات الفخمة المليارية وهي تتنقل بين العواصم الأوروبية للفت الأنظار، فلم نسمع استياء من السفارات الخليجية حول هذا الموضوع، خصوصا بعد اعتراف أحد ملاك السيارات بعدم اكتراثه بالقوانين المرورية.
كلمة أخرى:
تحولت ساحات التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب إلكترونية ومنبر لإطلاق الاتهامات الباطلة، وإن كان البعض يراهن على  شق النسيج الاجتماعي فلن ينجح، وذلك لأن المواطنة في بلدنا متعززة في الأنفس، وحفظ الله الكويت من كل مكروه.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*