وجع الحروف / أغلقها.. الانفجار!
د. تركي العازمي
عنوان مقال اليوم «أغلقها.. الانفجار» مأخوذ من عنوان حادثة الانفجار التي حصلت في مصفاة الشعيبة بسبب تعطل المراوح، وليس كما أشيع في وسائل التواصل الاجتماعي (الراي 18 أغسطس 2015).
لاحظ عبارة ليس كما أشيع في وسائل التواصل الاجتماعي.. وهذا يعد خللاً في التركيبة الاجتماعية التي ولدت خللاً في التعاطي بعض فئات المجتمع مع قضايا كحادثة حريق مصفاة الشعيبة التي أعجبني عنوانها، وأتخذت منه مدخلاً لمقال اليوم الجمعة التي تعتبر عيداً لكل مسلم.. وأود من خلاله التنبيه من احتمال وقوع انفجار قد يحصل بسبب تجاهلنا لخطورة ما ينشر من معلومات خاطئة لا تراعي المصلحة الوطنية ولا النسيج الاجتماعي.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «كل بني آدم خطاء٬ وخير الخطائين التوابون».. فماذا نفهم من هذا الخطأ والأخطاء التي نتابعها.. بعضها علي المستوى الفردي وكثير من الأخطاء فيها تعدٍ على المنظومة الأمنية والجميع يعلم بأن الأمن الوطني خط أحمر.
في طبيعة الأحوال العادية الفردية٬ الخطأ وارد، ومن تاب من معصية معينة فإن الله غفور رحيم، أما الأحوال التي نحن بصدد الحديث عنها، والتي قد ينتج عنها انفجار اجتماعي فهي تلك المتصلة بالأخطاء الجماعية التي لم تعالج على النحو المطلوب.
فماذا يريد المواطن الكويتي؟… أقصد المواطن الشريف الذي تشكل الكويت بالنسبة له كل شيء، ولا يقبل أن يمسها الضرر من صغائر وكبائر الأخطاء/الذنوب.
الجميع يريد التعامل بجدية مع كل فرد تسول له نفسه إيقاع الضرر على النسيج الاجتماعي الذي تلقائيا هو مدخل لإيقاع الضرر بالوطن.
من يسمح لنفسه الأمارة بالسوء في الاستمرار بإرسال عبارات خاطئة يفسرعبرها واقعة ما بالطريقة التي «يشتهيها» ويترك من دون محاسبة في حين تجد في المقابل من يتحدث عن وجوب الإصلاح بطريقة عفوية، ويُقيمون الدنيا ولا يُقعدونها.
الازدواجية في طريقة التعامل مرفوضة، وأنا هنا أركز على الأصوات التي تنادي بالإصلاح.. فهي ما خرجت إلا من شعور ضاقت به نفس صاحبها من ظلم وقع عليه أو تجاوز شاهده بحكم تخصصه في مجال ما سواء أكان تنموياً أو اجتماعياً أو سياسيا أو إداريا أو أي مجال آخر.
إذا حصل وتم تطبيق الانتقائية في التعامل فمن الطبيعي أن يتقبل الفرد المؤمن بالله هذا النهج بعبارات مثل «إنا لله وإنا إليه راجعون»٬ «حسبنا الله ونعم الوكيل» أو «لا حول ولا قوة إلا بالله»… أو ما ورد من الأدعية الطيبة التي أوصانا بها صفوة الخلق خاتم الأنبياء الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم.
لذلك٬ أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر فمعظم النار من مستصغر الشرر، وما تعانيه معظم المجتمعات من فتن وفجور في الخصومة أدى إلى انفجار الأوضاع لديها و«ما عاد تترقع»!
نحن مع المنادي للإصلاح… مع المنادي بالشفافية في التعامل مع تجاوزات قد ارتكبت في حق المال العام والوطن وأفراد/فئات من المجتمع.
نحن مع الصالح من أحبتنا فقط والله خير حافظ… والله المستعان!