قال الفلكي والمؤرخ الكويتي عادل السعدون إن نجم سهيل تبدأ مشاهدته في الكويت في الخامس من شهر سبتمبر المقبل وسيمتد موسمه 53 يوما حتى 16 أكتوبر المقبل.
وأضاف السعدون في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم أن نجم سهيل يظهر في النصف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية في 24 أغسطس الجاري قبل طلوع الشمس.
وأوضح أن الكويتيين يقولون (دلق سهيل) أي ظهر النجم سهيل كما يستبشر أهل الجزيرة العربية والكويت بطلوعه وينتظرونه بفارغ الصبر حيث تبدأ معه حقبة جديدة من فصول السنة.
وذكر أنه بطلوع هذا النجم يبدأ الطقس بالتحسن قليلا ويبرد الماء ويزيد الظل طولا ويطول الليل ويقصر النهار وتقل ساعات النهار المعرضة لحرارة الشمس وتميل الشمس إلى الجنوب وتقترب من خط الأفق وتقل حرارة أشعتها ويكون متوسط درجات الحرارة العظمى للأيام الأولى 45 درجة مئوية والصغرى 28 درجة.
وبين أن معظم سكان الجزيرة العربية وباعتبارهم كانوا يسكنون الصحراء إضافة الى أن التقويم الهجري القمري لا يتناسب مع فصول السنة بسبب تقدمه كل عام 11 يوما فقد ابتدعوا نظاما لتقسيم السنة إلى عدة مواسم وفصول تبدأ مع طلوع نجم سهيل ثم يأتي موسم الوسم وبعده دخول مربعانية الشتاء وهكذا.
ولفت السعدون إلى أن نجم سهيل من النجوم الجنوبية طالعه المستقيم 6 ساعات و24 دقيقة وميله 52 درجة و41 دقيقة جنوب خط الأستواء السماوي يبلغ مقدار لمعانه 6ر0 ويعد ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم الشعرى الشامية ويبعد عن الأرض 318 سنة ضوئية وهو أحد نجوم المجموعة الشمسية (كارينا) والتي كانت تسمى سابقا (السفينة).
وأشار إلى أساطير شعبية تروى عن نجم سهيل منها على سبيل المثال ‘هروبه من عشيرته بعد مشاجرة من زوجته وقتلها وخوفا من الثأر من أخوانها لجأ إلى جنوب السماء وحيدا ولحقت به أختاه الشعرى الشامية والشعرى اليمانية’.
وذكر أن الأسطورة تقول بأن اليمانية استطاعت عبور النهر بالسماء (المجرة أو درب التبانة) واقتربت منه لكن الأخت الاخرى لم تتمكن من عبوره وبقيت في مكانها شمال النهر وغدت تبكي على أخيها دهورا حتى غمصت عيناها وتسمى الآن الشعرى الشامية او الغميصاء.
ولفت الى اعتقاد البعض بأنه إذا ظهر سهيل وكان الجو رطبا فإن الرطوبة تستمر طول الفترة أما إذا ظهر وكانت الرياح شمالية غربية فإن الجو يستمر على ذلك مبينا أن الدراسات التي قام بها مرصد الفنطاس الفلكي أثبتت عدم صحة ذلك وأن حالة الجو لا علاقة لها بظهور سهيل.
وقال السعدون إن البعض يعتقد أيضا بأن طلوع نجم سهيل يسبب اعتدال الطقس والحقيقة أن طلوع سهيل لا علاقة له بذلك إطلاقا فهو بعيد جدا عن الأرض.
وبين أن ظهور النجم في هذا الوقت يصادف وجود الأرض في موقع دورتها السنوية حول الشمس يجعل ارتفاع الشمس عن الأفق أقل على نصف الكرة الشمالية ما يساعد على تلطيف الجو وكما قالت العرب (إذا طلع سهيل لا تأمن السيل حيث تسقط الأمطار الغزيرة المسببة للسيول).